العلاقات المغربية المصرية راسخـــــة ومتنوعــــة وهناك آفاق واعدة لتعزيزها

الجمعة 12 فبراير 2016 - 14:34

العلاقات المغربية المصرية راسخـــــة ومتنوعــــة وهناك آفاق واعدة لتعزيزها

أكد سفير جمهورية مصر العربية بالرباط، السيد أحمد إيهاب جمال الدين، أن العلاقات المغربية المصرية راسخة ومتنوعة، لاسيما في بعدها الحضاري والإنساني، مضيفا أن هناك آفاقا واعدة لتعزيزها على جميع المستويات.

وأبرز السيد جمال الدين، الذي حل ضيفا على اللقاء الدبلوماسي، الذي نظمته، مساء اليوم، وكالة المغرب العربي للأنباء، لمناقشة موضوع “المغرب ومصر: شراكة اقتصادية شاملة مدعومة بعلاقات تاريخية عريقة”، الروابط الإنسانية والتاريخية التي طالما جمعت بين البلدين والشعبين، مشددا على الزخم الذي شهدته هذه العلاقات في السنوات الأخيرة، والآفاق الواعدة لتطويرها، وخاصة على المستويين السياسي والاقتصادي.

فعلى الصعيد السياسي، قال السفير المصري إن هناك تنسيقا وتشاورا مكثفا بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وتبادلا للزيارات على المستوى الوزاري وأجندة غنية بالاجتماعات واتفاقيات التعاون في مختلف المجالات، مبرزا التعاون القائم بين البلدين في مجال نشر الإسلام المعتدل ومكافحة التطرف والإرهاب، وكذا على المستوى العربي والإفريقي والمتوسطي.

كما أكد السيد جمال الدين على “الاحترام والتقدير الكبير الذي نكنه في مصر للسياسة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس ولدوره على الساحتين الإقليمية والدولية، والدور النشط للمغرب تحت قياد جلالته في القارة الإفريقية وفي دعم التعاون جنوب- جنوب”، معتبرا أنه “من الطبيعي أن يصبح المغرب أكبر مستثمر إفريقي في غرب إفريقيا، وثاني مستثمر إفريقي في القارة ككل”.

كما شدد على “اهتمام مصر ودعمها لعودة المغرب الذي كان من المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية، إلى مقعده في الاتحاد الإفريقي، لما سيحققه ذلك من دفعة وضبط للعمل الإفريقي المشترك”.

من جهة أخرى، أبرز الدبلوماسي المصري الجهود المبذولة، تحت قيادة قائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس عبد الفتاح السيسي، للرقي بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، تفعيلا لاتفاقية أكادير، وتعزيزا للانفتاح والشراكات بين الفاعلين من القطاع الخاص بالبلدين، وفق مقاربة عصرية تنسجم مع متطلبات القرن ال21، حيث يقدر حجم المبادلات التجارية بين البلدين بحوالي 700 مليون دولار

وأكد أيضا أن المغرب دولة واعدة حققت طفرة كبيرة خلال ال15 سنة الأخيرة في مجال البنيات التحتية ومناخ الأعمال، مبرزا أن المملكة تتوفر على “رؤية متكاملة” للنهوض بمختلف القطاعات، وعلى مشاريع كبرى يجري تنفيذها في مختلف ربوع البلاد.
وأبرز، في هذا الصدد، أنه “لا يخلو يوم من تدشين جلالة الملك محمد السادس لمشاريع ومن زياراته الميدانية لوضع حجر الأساس أو لمتابعة تنفيذ مشاريع أخرى”.

من جانب آخر، قال السيد جمال الدين إن للعلاقات المغربية المصرية تاريخها وعبقها الخاص، مسجلا، في هذا الصدد، أن الصلات الثقافية بين البلدين “شكلت ولا تزال ركنا أساسيا من أركان العلاقة بين البلدين”، ذلك أن “الثقافة المصرية جزء أصيل من التكوين الروحي المغربي، كما أن الإرث الروحي المغربي ماثل في مصر من التصوف إلى العمارة والموسيقى”.

وأضاف أن وجود الأزهر بالقاهرة والقرويين بفاس كمركزين للإشعاع الروحي أثر في العلاقة الخاصة بين البلدين، تمثل ذلك في التيار المتدفق من العلماء والأفكار التي كانت تتبادلها المؤسستان الإسلاميتان العتيدتان على مر العصور، مما جعلهما تشيعان جوا فكريا وسياسيا مشابها في البلدين، مبرزا أن العديد من المتخصصين في مصر يعتبرون أن عمارة الأزهر عبارة عن نسخة من مسجد القرويين في فاس، والتي كان ينطلق منها ركب الحج إلى مكة عبورا من مصر، حيث كانت قوافل الحجاج المغاربة تلقى “الاهتمام الأكبر”.

وذكر الدبلوماسي المصري بأنه كانت للمغاربة، خلال فترة إقامتهم بمصر، أماكن خاصة يترددون عليها ويقيمون فيها، ومنها مساجد بعينها، وبعض المزارات والأضرحة والزوايا مثل زاوية أبي محمد صالح بالإسكندرية.

وقال إن مصر، بوصول قوافل الحجاج المغاربة إليها، كانت تسودها ليس فقط انتعاشة اقتصادية واجتماعية، بل أيضا انتعاشة علمية، بسبب حرص الحجاج المغاربة على حضور دروس كبار شيوخ الأزهر ومشاركتهم في المناقشات العلمية واقتنائهم لأمهات الكتب ونقلها إلى المغرب، مما شكل تواصلا ثقافيا ممتدا، مشيرا إلى أن القاهرة ما زالت تحتفظ بأسماء قبائل مغربية حلت بها من قبيل الزويلة وكتامة والبطانية والبرقية والجدرية وغيرها.

وأبرز السفير المصري، في السياق ذاته، أنه وجد في المغرب “شعبا أصيلا له مخزون حضاري مستمد من امتزاج فريد بين ما هو عربي وصحراوي وأمازيغي وأندلسي، شعب مضياف ومحب لمصر ومرتبط بها ومتابع لكل ما يجري بها من أحداث، حلوها ومرها ومساندا لها”، مسجلا وجود “علاقة مصاهرة واسعة النطاق اليوم بين الشعبين المصري والمغربي، بدرجة لا يتوقعها الكثيرون”، كما أن أعدادا كبيرة من الأسر المصرية إما هي ذات أصول مغربية، أو تجمعها علاقة نسب مع آلاف الأسر المغربية.

مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 8 يوليو 2025 - 23:46

معادلة جديدة في الساحل تبعث برسائل مشفرة من مالي إلى الجزائر

الأحد 6 يوليو 2025 - 19:55

تجريدة من القوات المسلحة الملكية تشارك في احتفالات الذكرى الخمسين لاستقلال جمهوية القمر الاتحادية

الأحد 6 يوليو 2025 - 11:40

ترامب يستضيف الغزواني .. قمة أمريكية موريتانية تستحضر توازنات الصحراء

الأحد 6 يوليو 2025 - 09:09

القوات المسلحة الملكية المغربية تطلق برنامجا لتحديث أسطول النقل الجوي