بعد أن كثرت الشكايات التي قدمها مغاربة العالم حول تعقيد وبطء الإجراءات الإدارية في بعض قنصليات المغرب بالخارج، طلب الملك محمد السادس من وزارة الخارجية أن تعمل على تحسين الخدمات المقدمة لمغاربة العالم في جميع قناصل المملكة.
وأمر العاهل المغربي بأن تخرج القنصلية المغربية من طابعها التقليدي، وتكون أقرب من المواطنين، وتسهل عليهم جميع الإجراءات الإدارية، وهو ما بدأت الخارجية المغربية تعمل على تحقيقه وتعمل الخارجية المغربية على إطلاق عدد من القناصل الجديدة والحديثة، والبداية كانت بقنصلية مدينة طاراغونا الإسبانية التي بدأت العمل في مقرها الجديد قبل ثلاثة أشهر، بعد أن كان مقر القنصلية القديمة عبارة عن مرأب في المنطقة الصناعية لمدينة طاراغونا، ليتم نقلها إلى مقر جديد وسطها.
ويتوفر المقر الجديد على عدد من المرافق، من بينها قاعة للألعاب من أجل أطفال المغاربة، كما تتوفر القنصلية الجديدة على مسجد ومطعم مخصص لموظفي القنصلية البالغ عددهم 25 فردا.
ومن بين الأمور الجديدة التي جاءت بها قنصلية طاراغوانا، توفرها على فضاء متعدد الوسائط يمكن استعماله كقاعة لعرض جميع الأعمال الفنية التي ينجزها المغاربة المقيمون في هذه المدينة، كما يمكن استعمال هذا الفضاء لعرض الأعمال السمعية البصرية المنجزة من قبل أفراد الجالية المغربية في مدينة طاراغوانا.
أما على مستوى الإجراءات الإدارية، فإن القنصلية الجديدة قد وفرت على المغاربة عناء التقاط الصور خارج القنصلية، والبحث عن كاتب من أجل تحرير الوثائق الإدارية، أو نسخ بعض الوثائق، حيث أصبحت كل هذه الأمور تتم داخل مقر القنصلية بالمجان.
وتم تجهيز مكاتب القنصلية بكاميرات رقمية، وأصبح نسخ الوثائق الإدارية يتم بالمجان داخل القنصلية، كما أن الوثائق الإدارية، مثل التوكيلات، والتنازلات أصبح بإمكان المغاربة الحصول عليها داخل القنصلية دون اللجوء إلى محرر للوثائق الإدارية.
كل هذه الإجراءات سهلت عملية حصول المغاربة على الوثائق الإدارية، كما أن المدة الزمنية التي أصبح يتطلبها الحصول على جوازات السفر أو البطائق الوطنية، تقلصت بشكل كبير بعد أن لجأت القنصلية إلى نظام رقمي يسهل إرسال جميع البيانات إلى المغرب في وقت وجيز.
القنصلية الجديدة تستقبل يوميا حوالي 150 مواطنا مغربيا، وذلك نظرا لكون هذه قنصلية مدينة طاراغونا تضم تحت نفوذها خمسة مدن يعيش فيها أكثر من 140 ألف مواطن مغربي.
الفاعل الجمعوي رشيد فارس، المقيم في ضواحي مدينة طاراغونا الإسبانية، علق على التغييرات التي عرفتها القنصلية الجديدة بكون “الأوامر الملكية للخارجية كانت بضرورة تحسين صورة المغرب في الخارج وتسهيل الإجراءات الإدارية لمغاربة الخارج، وهو الأمر الذي بدأ في قنصلية طاراغونا”.
فارس اعتبر أن حصيلة ثلاثة أشهر من عمل القنصلية كانت “إيجابية كما نجحت القنصلية في كسب ثقة المواطنين”، نفس المتحدث أكد على أنه في السابق كان المواطن مضطرا لدفع مبلغ 80 درهما من أجل الصور، و10 أورو من أجل تحرير وثيقة إدارية..
ولم يخف رشيد فارس أن النمط الجديد للقنصلية يقوم على السرعة في إتمام الإجراءات الإدارية، مشيرا إلى أن سفارة المغرب في مدريد تنسق مع القنصلية، “لأنه في حال نجاحها سيتم تعميمها على باقي قناصل المغرب في إسبانيا”.