زيارة محمد السادس إلى واشنطن ،دعم مقترح الحكم الذاتي للصحراء .

السبت 13 ديسمبر 2014 - 19:49

 

إن زيارة جلالة الملك محمد السادس الرسميّة إلى واشنطن بدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما ، والتي تمّ التطرّق خلالها إلى مستجدّات ملف الصحراء المغربيّة، وفي هذا المضمار تحديدا حرصت فعاليات أميركيّة مهمّة في الكونغرس ومجموعات تفكير أميركيّة على تأكيد دعمها للمبادرة المغربيّة القاضية، بمنح حكم ذاتي موسّع للصحراء في نطاق الوحدة الترابيّة للمملكة.

جدّدت «مجموعة دعم المغرب» داخل الكونغرس الأميركي دعمها القوي للمقترح المغربي للحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية. وذكّرت المجموعة البرلمانية الأميركية بـ«الموقف الثابت» للإدارة الأميركية حول هذه القضية، وذلك في رسالة وجهتها إلى الرئيس باراك أوباما، غداة زيارة العمل التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس إلى واشنطن.

كما أكّدت، في هذه الرسالة، أنّ قضية الصحراء تكتسي أهمية قصوى بالنسبة إلى المغرب، داعية أوباما إلى انتهاز «فرصة» الزيارة الملكية لـ»تجديد التأكيد على السياسية الأميركية الثابتة الداعمة لحلّ سياسي يرتكز على الحكم الذاتي الموسّع تحت السيادة المغربية».

واعتبرت المجموعة أن مبادرة الحكم الذاتي، التي اقترحها المغرب سنة 2007، «تظلّ أفضل إطار لحلّ سياسي متفاوض بشأنه»، مؤكدة أنّ الأمر يتعلق بـ»إحدى القضايا النادرة، التي شهدت توافقا واسعا سواء على مستوى مجلس النواب أو مجلس الشيوخ». وفي هذا الإطار ذكرت المجموعة أن «الموقف الأميركي تجاه مخطّط الحكم الذاتي لم يتغيّر منذ إدارة كلينتون إلى غاية الإدارة الحالية».

ولاحظ موقعو الرسالة أن المغرب، الذي يعدّ أوّل أمة اعترفت بالولايات المتحدة، و«البلد الصديق والشريك القوي بشمال أفريقيا»، يتقاسم «قيمنا وطموحاتنا بالمنطقة»، مضيفين أنه بالنظر إلى الظرفية السائدة على المستوى الإقليمي، فإنّ العلاقات مع المملكة تكتسي أهمية قصوى واستراتيجية». وأضافوا أنه، لهذا الغرض، يتعيّن انتهاز «فرصة» الزيارة الملكية للعمل على تعزيز «العلاقات الإستراتيجية» مع المغرب لمواجهة التحديات المشتركة بشمال أفريقيا ومنطقة الساحل».

من جانبه، أكد سفير المغرب بواشنطن رشاد بوهلال أنّ الزيارة التي يقوم بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الولايات المتحدة، بدعوة من الرئيس باراك أوباما، تكرّس «الشراكة الاستثنائية العريقة» القائمة بين الأمتين.

وقال بوهلال، في تصريح صحفي ، إن «هذه الزيارة تأتي لتكرّس العلاقة الخاصة والمتميزة التي تجمع بين الملك محمد السادس والرئيس باراك أوباما، وكذا الشراكة الاستثنائية العريقة القائمة بين الأمتين».

وأبرز الدبلوماسي المغربي، في هذا الصدد، أن هذه الشراكة تتميّز بآليات متجددة، خصوصا الحوار الإستراتيجي واتفاقية التبادل الحر، مذكرا أيضا بأن المغرب كان قد اعتُمِد سنة 2004 حليفا رئيسيا للولايات المتحدة خارج حلف الشمال الأطلسي.

وكان البيت الأبيض قد أكد مؤخرا أن زيارة العاهل المغربي إلى الولايات المتحدة، ستشكل مناسبة لتعزيز التعاون بين الرباط وواشنطن من أجل «رفع التحديات الإقليمية، وخصوصا محاربة التطرف العنيف، ودعم تجارب الانتقال الديمقراطي، وتعزيز التنمية الاقتصادية بالشرق الأوسط وأفريقيا».

كما أكد مسؤولون سامون بالخارجية الأميركية أن المغرب يعد «فاعلا إقليميا أساسيا» بالنسبة إلى الولايات المتحدة، مذكّرين بالخصوص بأن البلدين يربطهما حوار إستراتيجي، واتفاقية للتبادل الحر، دخلت حيّز التنفيذ منذ سنة 2006.

مبادرة المغرب تعد إحدى القضايا النادرة التي شهدت توافقا أميركيا واسعا سواء على مستوى مجلس النواب أو مجلس الشيوخ

وعلى صعيد متصل، أكدت دراسة نشرتها مجموعة التفكير الأميركية «سانتر فور نيفال أناليسيس»، أن المغرب والولايات المتحدة، التي سيقوم الملك محمد السادس بزيارة عمل إليها في 22 نوفمبر الجاري، يتقاسمان تاريخا عريقا «يقوم على ركائز متينة»، تبلورت اليوم من خلال شراكة تروم تعزيز دولة الحق والقانون في المنطقة، ومكافحة التطرف الديني الذي يهدّد منطقة المغرب العربي والساحل.

وأبرز مركز الأبحاث الأميركي في هذه الدراسة، التي صدرت بعنوان «شريكان في مكافحة الإرهاب: فرص وتحديات التعاون المغربي الأميركي في مجال مكافحة الإرهاب»، أن «المغرب، الذي تمكن من تطوير خبرة جيّدة في مجال تعزيز دولة الحق والقانون، أصبح بلدا رائدا داخل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب».

 

وأكدا منجزا هذه الدراسة، إيريك طومبسون وويل ماكانتس، أن المملكة القوية بمؤهلاتها أصبحت «ركيزة للجهود التي تبذلها المجموعة الدولية في مجال مكافحة الإرهاب»، وأشارا إلى أن تعزيز دولة الحق والقانون، الذي يضعه المغرب على رأس أولوياته، يوجد في صلب جهود واشنطن الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار بعدة بلدان انطلاقا من العراق إلى أفغانستان مرورا باليمن.

واعتبرا أن «هناك مناطق في جميع أنحاء العالم، ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأفريقيا بالخصوص، يمكن أن تشكل الخبرة المغربية في مجال نشر قيم دولة الحق والقانون عاملا داعما لجهود الولايات المتحدة في هذا المجال»، مؤكدين على تطابق أهداف إستراتيجيتي الرباط وواشنطن في مجال مكافحة الإرهاب.

وأبرزت الدراسة أن الشراكة بين الولايات المتحدة والمغرب يمكن أن تستفيد من مختلف هذه المؤهلات، والخبرة التي تمت مراكمتها من أجل مساعدة الحكومة الليبية في جهودها الساعية إلى تعزيز أمنها وتحصينها من التهديدات الإرهابية، إضافة إلى دعم التنسيق أكثر بين الرباط وواشنطن داخل المنتديات المتعددة الأطراف، وذلك في إشارة إلى الحوار المتوسطي لحلف الشمال الأطلسي ومبادرة خمسة + خمسة، والأمم المتحدة.

وكان البيت الأبيض قد أكد مؤخرا أن زيارة العاهل المغربي إلى الولايات المتحدة، بدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما، ستشكل مناسبة لتعزيز التعاون بين الرباط وواشنطن من أجل «رفع التحديات الإقليمية، خصوصا محاربة التطرف العنيف، ودعم تجارب الانتقال الديمقراطي، وتعزيز التنمية الاقتصادية بالشرق الأوسط وأفريقيا».

كما أن مسؤولين سامين بالخارجية الأميركية أكدوا من جانبهم أن المغرب يعد «فاعلا إقليميا أساسيا» بالنسبة للولايات المتحدة، مذكرين أن البلدين يربطهما حوار استراتيجي، واتفاقية للتبادل الحر، دخلت حيّز التنفيذ منذ سنة 2006. وخلص «سانتر فور نيفال أناليسيس»، إلى أنّ المغرب والولايات المتحدة يربطهما حوار إستراتيجي يشكل إطارا دائما يساعد البلدين على تعزيز تعاونهما أكثر على مستوى معالجة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

 

Loading

مقالات ذات صلة

الأحد 8 ديسمبر 2024 - 22:32

بعد إسقاط النظام السوري .. إسرائيل تنهي اتفاق “فض الاشتباك” في الجولان

الأحد 8 ديسمبر 2024 - 19:48

بريد المغرب يصدر طابعا بريديا تذكاريا حول “مراكش، عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024”

الأحد 8 ديسمبر 2024 - 16:22

تعاونية “ضيعة عامرة”.. قصة نجاح نسائية من عمق واحات فجيج

الأحد 8 ديسمبر 2024 - 14:13

عمالة مراكش .. إطلاق حملة طبية موجهة لصحة الأم والطفل