إتهمت السلطات المغربية المخابرات الجزائرية بالضلوع في تسريب وثائق دبلوماسية سرية لمسؤولين مغاربة تتعلق أساسا بوزارة الخارجية المغربية والمديرية العامة للدراسات والمستندات، من خلال حساب على موقع “تويتر”، تحت اسم “كريس كولمان 24”.
وأكد صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، أن “المغرب سيقدم الحجج والدلائل التي تثبت تورط الجزائر في تغذية الصراع حول الصحراء المغربية”، وضمنها حجج تخص الوثائق المسربة، وهو نفس الموقف الذي تبناه مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة. وقال الخلفي، خلال مِؤتمر صحفي أعقب المجلس الحكومي، إن ما جاء على لسان وزير الخارجية “تعبير عن موقف الحكومة المغربية”، واصفا ما يتعرض له المغرب بـ“الحملات المسعورة التي تستهدف مؤسساته”.
وأوضح الخلفي أن مثل هذه الأعمال تعد “تشويشا على المغرب دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها”، مضيفا “المغرب قوي بمؤسساته ويتقدم بعزيمة لتحقيق الأهداف التي يسطرها”، قبل أن يؤكد “أن هذه المحاولات اليائسة لن تثنينا للتقدم نحو ربح رهانات صيانة الوحدة الترابية، والدفاع عن الوطن ومؤسساته”.
وتعود قصة التسريبات، إلى بداية الشهر أكتوبر الماضي، بعد قيام حساب يحمل اسم “كريس كولمان24”، على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بتسريب مجموعة من الوثائق، المنسوبة إلى مسؤولين مغاربة وصفها بـ“السرية”.
وبالموازاة مع ذلك، قامت بعض الصحف المغربية باتهام الحساب باختراق البريد الإلكتروني التابع للوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية مباركة بوعيدة، ونشر عدد من الصور الشخصية للوزيرة، إلى جانب عدد من المراسلات “السرية” مع وزراء أجانب ، وعلى إثر هذا الحادث، قامت الوزيرة برفع دعوى ضد مجهول بتهمة المس بحياتها الشخصية.
وفي نفس السياق نشر “كريس كولمان 24” مجموعة من الوثائق تتعلق بمراسلات خاصة حول ملف الصحراء المغربية، بين وزارة الخارجية المغربية ومقر سفارتها لدى الأمم المتحدة.
وبعد كل هذه التسريبات، تم إغلاق حساب هذا الشخص “كريس كولمان24” على موقع “فيسبوك” لينتقل إلى موقع “تويتر” حاملا معه نفس الاسم لنشر وثائق أخرى.
ويسود التوتر العلاقات بين الجزائر والرباط منذ عقود بسبب النزاع على إقليم الصحراء، وتدخّل الجزائر في الشأن المغربي وذلك بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية وبالقيام بانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في تندوف مثل منع المواطنين من السفر وعرض المدنيين على المحاكم العسكرية والمتاجرة بالمساعدات الإنسانية لسكان المنطقة.