الخطاب الملكي .. النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة حفز دولا عديدة على افتتاح قنصليات لها بالمنطقة
الدار البيضاء – اعتبر المحلل السياسي والباحث الأكاديمي بجامعة الحسن الثاني – الدار البيضاء عتيق السعيد أن حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إرساء أسس نموذج تنموي جديد وفريد ومستدام بجميع الأقاليم الجنوبية للمملكة، بشكل يتلاءم وخصوصية المنطقة، دفع العديد من الدول الشقيقة إلى اتخاذ قرار افتتاح قنصليات عامة لها بمدينتي العيون والداخلة.
وأوضح السعيد، في قراءة لمضامين الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة ، مساء أمس السبت بمناسبة الذكرى الـ45 للمسيرة الخضراء المظفرة، خص بها وكالة المغرب العربي للأنباء، أن كل تلك المبادرات تعزز الحضور الدبلوماسي، وتؤكد ميدانيا وبالملموس على المكانة الرفيعة التي باتت تعرفها الصحراء المغربية كصلة وصل بين المغرب وإفريقيا، على الصعيد الجغرافي والإنساني والاقتصادي من جهة، وكبوابة لإفريقيا على القارة الأوروبية من جهة ثانية.
وسجل أن هاته الدينامية المميزة التي عرفتها القضية الوطنية، بفضل المجهودات التنموية الإصلاحية التي قدم هندستها جلالة الملك، المبنية على التشبث بالمنطق والحكمة، شكلت فضاء جد مقنع، جعل الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي، لا تنساق وراء نزوعات وأوهام الأطراف الأخرى التي انهارت أطروحاتها المتجاوزة.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن عدد الدول، التي لا تعترف بالكيان الوهمي، بلغ 163 دولة، أي ما يعادل 85 في المائة من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، وهي نسبة تؤكد بشكل قاطع المستوى الرفيع والنضج الكامل والواقعي لمقترح تفعيل المبادرة المغربية للحكم الذاتي الكفيل بحل هذا النزاع المفتعل.
وشدد الباحث الأكاديمي على أن الخطاب الملكي شكل تأكيدا واضحا من جلالته على استمرار المملكة في النهج التنموي بالأقاليم الجنوبية عبر مختلف المجالات والقطاعات الحيوية، التي دفعت نحو تحقيق نقلة تنموية متميزة مكنتها من الريادة على صعيد القارة الإفريقية، بفضل الرؤية النيرة لجلالة الملك.
وخلص إلى أن الصحراء المغربية أضحت منصة دولية، وحاضنة للتنوع الاقتصادي والتنوع الثقافي، وفق مقاربة ناجعة في التعامل مع القضايا الكبرى بالقارة السمراء، ترتكز على العمل الجاد وروح المسؤولية داخليا، وعلى الوضوح والطموح كمبادئ أساسية لسياسة المغرب القارية.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع