نجح المغرب بفضل ما ينعم به من استقرار سياسي وإصلاحات اقتصادية في استقطاب استثمارات كبيرة كان آخرها إعلان مجموعة سعودية نيتها إنشاء برج ضخم سيكون الأطول على المستويين الأفريقي والأوروبي.
ستبدأ مجموعة سعودية ببناء أعلى برج في أفريقيا وأوروبا بارتفاع يبلغ 540 مترا، في يونيو المقبل في الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، حسبما أفاد الجمعة مصممو المشروع.
وأفاد أميدي سانطالو، مدير المشروع ومستشار الشيخ طارق محمد بن لادن، الرئيس التنفيذي لشركة الشرق الأوسط للتنمية (ميدل إيست ديفلابمنت) المختصة في التطوير العقاري والمشرفة على هذا المشروع، أنه سيكون “أعلى برج في أفريقيا وأوروبا أيضا” .
والمشروع عبارة عن برج ومجمع يمتدان على مساحة 25 هكتارا، إضافة إلى نزل داخل البرج من فئة “7 نجوم”، ومركز للأعمال ومحلات تسوق فاخرة. وتقدر تكلفة انجاز المشروع بنحو مليار دولار، وفق سنطالو، الذي أوضح أن المشروع سيكون جاهزا للتسليم في يونيو 2018.
وبحسب مطوري هذا المشروع الذي يحمل مؤقتا اسم “النور”، من المنتظر أن يتم تغييره ليحمل في المستقبل اسم العاهل المغربي “برج محمد السادس”. وأوضح سنطالو أنه تم اختيار المغرب “لأنه بوابة أفريقيا إلى أوروبا، ودولة حديثة ومستقرة سياسيا”.
وفي مقطع ترويجي للمشروع على الإنترنت، وصف تصميم “الغطاء النباتي” للبرج بمثابة تحية لأفريقيا “مهد الإنسانية”، فيما تشير طوابقه الـ114 إلى عدد سور القرآن الكريم.
المشروع عبارة عن برج ومجمع يمتدان على مساحة 25 هكتارا، إضافة إلى نزل داخل البرج، ومركز للأعمال ومحلات تسوق فاخرة
وأكد المصدر نفسه أن شركات “من سويسرا وروسيا والمملكة المتحدة وعدة شركات أفريقية” مهتمة بفتح مكاتب لها في البرج، في انتظار جذب المستثمرين المغاربة المقيمين في الخارج.
ويعتبر برج خليفة في إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة، والذي افتتح في يناير 2010، أعلى برج في العالم بارتفاع 828 مترا، فيما انطلق سنة 2012 في جنوب أفريقيا مشروع لبناء برج علوه 447 مترا، في ضواحي بريتوريا، ومن المقرر تسليمه في 2018.
وتضم مدينة الدار البيضاء، التي تقطنها قرابة خمسة ملايين نسمة، أعلى مئذنة في العالم بارتفاع يبلغ 210 أمتار، وهي مئذنة مسجد الحسن الثاني المطل على المحيط الأطلسي.
وتأتي هذه الاستثمارات في إطار الدعم المتواصل الذي تقدمه دول مجلس التعاون الخليجي للمملكة المغربية وفي وقت سابق من هذا الشهر قال رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بن كيران أن مستثمرين خليجيين يعتزمون ضخ استثمارات بقيمة 120 مليار دولار في المغرب، خلال السنوات العشر القادمة.
وشهد المؤتمر الاقتصادي مناقشة عدد كبير من المشاريع الاستثمارية في مختلف القطاعات، إضافة إلى القضايا المصرفية وتمويل المشاريع الكبيرة والصغيرة والمتوسطة.
ودعا المشاركون في البيان الختامي للملتقى الرابع للاستثمار الخليجي المغربي، إلى تشكيل فريق عمل مغربي خليجي لمتابعة تنفيذ توصيات الملتقى ودعم القرارات المتخذة في هذا الشأن.
ودعا المشاركون إلى إنشاء مصرف للأعمال لدعم مشاريع الشباب في المغرب ودول الخليج، لتعزيز آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري في المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال مساهمة الجانبين المغربي والخليجي.
وقال تقرير صادر عن مكتب الصرف المغربي، وهو المؤسسة المكلفة بإحصاء التبادل التجاري والاقتصادي للمغرب مع الخارج، في سبتمبر الماضي إن استثمارات دول الخليج بالمغرب في عام 2013 مثلت 15.7 بالمئة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في البلاد، لتبلغ نحو 693 مليون دولار في عام 2013.
وقال ابن كيران إن”المغرب يشهد استقرارا وأمنا يمكناه من استقطاب الاستثمارات، بعكس محيطه الذي يشهد ارتباكا واضطرابات”. وكشف مكتب الصرف المغربي، في سبتمبر الماضي، أن المبادلات التجارية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، تضاعفت 3 مرات خلال العشر سنوات الماضية، لتصل إلى 3.3 مليار دولار العام الماضي. وتحتل تحويلات المغاربة المقيمين بدول الخليج المرتبة الثانية، في قائمة تحويلات مغاربة المهجر، على المستوى الدولي بنسبة 15 بالمئة، وفقا للتقرير.
إذن فالمجموعة السعودية تختار المغرب لبناء أعلى برج في أفريقيا وأوروبا لأنه يمثل بوابة أفريقيا إلى أوروبا ودولة حديثة ومستقرة سياسيا.