صياغة حلول في دورة مراكش لتعزيز الإنتاج الغذائي بالبلدان غير المستقرة .
خلص المشاركون في اليوم الأول من اجتماع مبادرة كلينتون العالمية، أول أمس الأربعاء، بمدينة مراكش، إلى أن وضع الأمن الغذائي بإفريقيا والشرق الأوسط يدعو إلى القلق، سيما بالدول غير المستقرة.
أكد المشاركون أن مواجهة هذا التحدي تستلزم حلولا واقعية واستجابة فورية متعددة القطاعات، موضحين أن تعزيز الإنتاج الغذائي هو المفتاح للنمو الاجتماعي والاقتصادي للبلدان في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. وشدد المشاركون على ضرورة الاهتمام بالتنمية الريفية وتشجيع الاستثمار، بما يمكن من الرفع من الإنتاجية وتحسين مستويات العيش في القرى.
وأوضحوا أن مواجهة تحدي الأمن الغذائي تمر عبر الاستغلال الأمثل لإمكانيات القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، وبلورة شراكات ناجعة وتبادل التجارب والممارسات الفضلى.
ودعا المشاركون، خلال جلسة عامة حول تحديات البنى التحتية بالمدن، إلى تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، لتخفيف المخاطر وتمويل مشاريع البنية التحتية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وتوفير فرص الشغل وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لتحسين الإمداد بالخدمات لجميع السكان.
وقال مصطفى التراب، المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، في الجلسة العامة حول منظومة الماء والطاقة والغذاء، إن بلدان المنطقة تواجه “تحدي إطعام سكانها وسط تزايد تقلبات الأسعار العالمية، وعلينا أن نكون قادرين على الإبداع والتعلم من الأخطاء للقيام بأفضل الممارسات”.
من جانبها، قالت كابا غامبي، ممثلة البنك الإفريقي بالكوت ديفوار، إن هناك حاجة إلى الابتكار والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة، ويتعين تعليم المزارعين الصغار الذين يعتبرون أساس الإنتاج الغذائي في معظم الدول النامية.
وتميز اليوم الأول من هذا الاجتماع بعقد جلسات عمل تفاعلية بمشاركة فاعلين وشخصيات مرموقة، تركزت على ثلاثة محاور أساسية تتعلق بالاستثمار في قطاعات الشباب ومستقبل الطاقة والتزويد بالماء والتعليم.
وشارك في الاجتماع الافتتاحي لـ”مبادرة كلينتون العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا”، شخصيات عالمية من القطاعين العام والخاص، ورؤساء مقاولات كبرى ومنظمات غير حكومية وفاعلون من المجتمع المدني.
ويهدف الاجتماع إلى فتح نقاش من مستوى عال حول الأشكال الجديدة للشراكة لدعم التنمية وتحفيز الابتكار وتحقيق الازدهار والرخاء للجميع. وتشكل مبادرة كلينتون العالمية، التي تأسست سنة 2007 بمبادرة من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، محطة لبحث إشكاليات التنمية، التي تهم تأهيل الشباب، والصحة والتربية، والولوج إلى مصادر الطاقة، والتغذية، والماء، وتطوير البنيات التحتية.
ومنذ 2005، عمل أعضاء المبادرة على تفعيل أزيد من 3200 “التزامات من أجل العمل” ساهمت في تغيير حياة حوالي 430 مليون شخص، في أزيد من 180 بلدا. وتسعى العديد من هذه الالتزامات إلى تحسين الولوج إلى العلاجات، وخلق حلول للطاقة المستدامة بالنسبة للفئات الموجودة في أسفل الهرم الاجتماعي وضمان مشاركة عادلة للنساء في جميع المجالات داخل المجتمع.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة العالمية أربع جلسات عامة، تتناول الأولى موضوع “جميعا من أجل تحقيق النمو”، بمشاركة مسيري مقاولات، ومسؤولين حكوميين، وممثلي المجتمع المدني، من أجل التبادل حول الشراكات المتجددة ومتعددة الأشكال، خدمة للابتكار وتحقيق الرخاء.
وتتطرق الجلسة الثانية لـ”تحديات البنيات التحتية: مدن المستقبل”، من أجل التفكير في وسائل العمل بشكل سوي (القطاع الخاص والعام والصناعيين والفاعلين الاجتماعيين) للتوصل إلى “مدن مستدامة”، وخلق فرص اقتصادية لملايين الأشخاص في المناطق الحضرية بالشرق الأوسط وإفريقيا، في حين، تعالج الجلسة الثالثة موضوع “الطاقة والتغذية والماء”، من خلال النقاش حول سبل النهوض بالاستثمارات في مجال الإنتاج الفلاحي المستدام، وتحقيق اندماج أفضل على مستوى سلاسل التمويل الشامل والتقنيات الحديثة لاستغلال الماء والطاقة، بهدف الرفع من الإنتاج وضمان الأمن الغذائي.
وستتيح الجلسة الأخيرة حول موضوع “النساء في طليعة الابتكار”، للفاعلين والمسيرين بحث الوسائل الكفيلة بتحسين الفرص الاقتصادية بالنسبة للنساء، من خلال التكنولوجيات الحديثة والتكوين والنهوض بالولوج للتمويل والأسواق العالمية.
وترتكز “مبادرة كلينتون العالمية” على منظور جديد للمساعدة على التنمية والتآخي والتآزر بين البشر، كما تعتبر أن المقاربات التقليدية في مجال المساعدة غير كافية لرفع التحديات العالمية الكبرى المتعلقة بالمرحلة الراهنة، وأن الحلول القائمة على مبدأ السوق تعد بالكثير، من أجل التقليص من هذه المشاكل العويصة على مستوى واسع.
مملكتنا.م.ش.س