المملكة المغربية الشريفة تنوع في الثقافة وتعدد في المشارب

الجمعة 15 مايو 2015 - 14:38

المملكة المغربية الشريفة بلد من البلدان القليلة الذي حباها الله تعالى موقعاً ممتازاً على الصّعيد الجغرافي، ممّا هيّأ له أن يقوم بدور تاريخي، وحضاري، وثقافي،وعلمي مرموق على إمتداد العصور والدّهور فى الشمال الغربي الإفريقي .

بحكم موقعه الجيوستراتيجي المتميّز كحلقة وصل، وآصرة وثقى، وملتقى الحضارات بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب ،إعْتبُر المغرب من البلدان القليلة الذي حباها الله تعالى موقعاً ممتازاً على الصّعيد الجغرافي، ممّا هيّأ له أن يقوم بدور تاريخي، وحضاري، وثقافي،وعلمي مرموق على إمتداد العصور والدّهور فى الشمال الغربي الإفريقي .

ونتيجة هذا الموقع الموقع الفريد تميّز المغرب منذ أقدم العهود السحيقة بتعدّد حضاري وثقافي متنوّع ثريّ ، حيث تعاقبت عليه حضارات،وثقافات قديمة على إمتداد التاريخ، منها الحضارات الفينيقية، والبونيقية،والموريطانية، والرّومانية،وصولاً إلى الفترة الإسلامية التي تميّزت بإعتناق المغاربة للإسلام، وظهور أوّل دولة إسلامية بالمغرب، وهي دولة الأدارسة سنة 788م. و- كما هو معروف- كان مؤسّس هذه الدولة إدريس الأوّل ابن عبد الله، الذي حلّ بالمغرب الأقصى وإستقرّ بمدينة وليلي حيث إحتضنته قبيلة آوربة الأمازيغية، ودعمته حتى أنشأ دولته.وتعاقبت على المغرب بعد ذلك بالتوالي دول المُرابطين،والمُوحّدين،والمَرينييّن،والسّعديين،وصولاً إلى الدولة العلوية الحالية.

تاريخ المغرب الزّاخر، وتراثه العريق- والحالة هذه – مستوحيان من ينابيع مغربية أصيلة، وروافد وافدة متداخلة متعدّدة، وإن إختلفت مصادرها،وأصولها، وينابيعها،وتباينت لغاتها وألسنتها بين أمازيغية أصيلة، وعربية إسلامية، وصحراوية حسّانية، وما فتئت العديد من النصوص، والوثائق، والمظانّ، وأمّهات الكتب والمخطوطات، والأشعار، والآداب، والفنون، والعلوم التي أبدعها كتّاب، وفلاسفة، وعلماء، و شعراء، ومؤلفون مغاربة أقاموا واستقرّوا، أو ولدوا وترعرعوا، فى هذا الشقّ القصيّ الجميل الكائن فى الشمال الغربي لإفرقيا، إلى جانب المعالم التاريخية، والمآثر العمرانية، والقلاع الحصينة، والدّور،والقصور،والجوامع والصوامع، والبساتين الفسيحة، والحدائق الغنّاء التي أبهرت الناظرين على إمتداد العصور والدهور،التي شيّدت وبنيت شامخة فوق أرضه الطيّبة، فضلاً عن العادات والتقاليد المغربية االمتوارثة الحميدة التي تأصّلت في أعراف، وذاكرة الشعب المغربي في مختلف مناحي الحياة، كلّ ذلك ما زال شاهدا إلى اليوم على مدى الأوج البعيد الذي أدركه الإشعاع الحضاري فى بلادنا. فهذا الغيث الفيّاض المنهمر والمتنوّع من الإبداعات الرفيعة في مختلف الميادين لا يمكنه أن يحيا و ينمو ويزدهر من لا شئ، أو داخل حدود ضيّقة أومنغلقة، بل إنّه ظهر وترعرع وإزدهر ووقف مشرئبّاً إعتماداً على نبعه الأصيل، وإغترافاً من معينه الأوّل وهو تاريخ المغرب التليد، وتراثه العريق ، و ثقافته المتميّزة، وموروثاته الحضارية ذات الّرّوافد الثقافية المتعدّدة والمتنوّعة الثريّة .

مملكتنا .م.ش.س

 

Loading

مقالات ذات صلة

الجمعة 11 يوليو 2025 - 22:25

تأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز .. 46 ألفا و650 أسرة تمكنت من استكمال أشغال بناء وتأهيل منازلها (بلاغ)

الجمعة 11 يوليو 2025 - 21:10

اجتماع بالرباط لبحث تقدم مختلف المشاريع المبرمجة في أفق تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030

الجمعة 11 يوليو 2025 - 19:51

الإعلان عن المنافسة لمنح تراخيص لإحداث واستغلال شبكات للمواصلات تستعمل تكنولوجيا متنقلة من الجيل الخامس (وكالة)

الجمعة 11 يوليو 2025 - 13:44

الشرق .. دينامية متواصلة تعزز مكانة الجهة كوجهة سياحية رائدة