السياسة المتبصرة لجلالة الملك والرؤية المستقبلية السديدة لصالح تنمية وإزدهار القارة الإفريقية.

الإثنين 25 مايو 2015 - 11:55

بعد سنة من زيارته الأخيرة، يعود العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى القارة الأفريقية في زيارة نوعية لأربع دول، يرى محللون أنها بمثابة خطوة تأكيدية على عزم المغرب المضي في استراتيجيته الداعمة لتأسيس علاقات متينة جنوب – جنوب، وكذلك تعميق تواجده في هذا الركن من العالم، الذي أصبح مغريا للكثيرين بموارده الطبيعية والبشرية، ومهدّدا أيضا بمشاكله، وليس أقلها الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا.

لم يخل خطاب للعاهل المغربي، في السنوات الأخيرة، من التأكيد على أن النهوض ببلدان القارة الأفريقية وتغيير الصورة النمطية التي ترسّخت منذ الاستعمار عن هذه المنطقة، لن يكون إلا بسواعد أبنائها وتعاون دولها لخلق نموذج مبتكر وأصيل للتنمية في أفريقيا، يقطع مع المقاربات والاقتراحات التي تأتي من الخارج والتي أثبتت عجزها في مسايرة التطور الذي تشهده عدة دول أفريقية.
ولم يكتف المغرب بالخطابات والبيانات الداعية إلى تفعيل التعاون جنوب – جنوب، ولكن ترجمته ميدانيا وبشكل ملموس، ثلاث زيارات قام بها الملك محمد السادس، في حوالي 3 سنوات، لعدد من الدول الأفريقية والتي تم خلالها إطلاق العديد من المشاريع الاستثمارية والتنموية والاجتماعية والصحية.
وفي تأكيد جديد على الالتزام التام بهذه السياسة، وصل العاهل المغربي الملك محمد السادس، الأربعاء إلى العاصمة السنغالية دكار، وهي محطته الأولى ضمن جولة تشمل ثلاث دول أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء، وهي ساحل العاج والغابون وغينيا بيساو.
وعلى غرار سابقاتها ستكون هذه الزيارة زيارة عمل وصداقة تهدف لتكريس الشراكة في مختلف المجالات مع هذه الدول الأفريقية، في خدمة مصالح إستراتيجية مشتركة ومتوازنة بين المغرب وشركائه الأفارقة.
ويعكس هذا الخيار الإستراتيجي إيمان المغرب بأن التعامل الندي بين دول جنوب – جنوب من شأنه أن يحقق الأهداف المرجوة منه، على عكس علاقات شمال – جنوب التي يرى الكثيرون أنها تنطوي على مستويات لا يستهان بها من نظرة التعالي الموروثة عن الحقبة الاستعمارية.
ويشكل الملف الاقتصادي والتنموي عصب المباحثات بين العاهل المغربي ورؤساء الدول الأفريقية، بالإضافة إلى التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب وتنامي الجماعات الجهادية والمنظمات العابرة للحدود.
ويشكّل تأمين استقرار دول الساحل والصحراء الممتدة جيوسياسيا من المحيط الأطلسي غربا مرورا بالسنغال ودول غرب أفريقيا ووسطها وصولا إلى السودان والبحر الأحمر، رهانا مغربيا إستراتيجيا لاستقرار أفريقيا وأمنها، وحفظ الأمن القومي المغربي من داخل هذا العمق الأفريقي .

المغرب لا يكتفي بالخطابات والبيانات الداعية إلى تفعيل التعاون جنوب – جنوب، بل هو ماض في ترجمته ميدانيا .

مملكتنا .م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

السبت 17 مايو 2025 - 15:54

القمة العربية الـ 34 .. جلالة الملك يجدد التأكيد على استعداد المغرب الكامل للانخراط في أي دينامية من شأنها أن ترتقي بالعمل العربي المشترك

السبت 17 مايو 2025 - 15:24

القمة العربية الـ 34 .. جلالة الملك يدعو إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية بالضفة الغربية وقطاع غزة والعودة إلى طاولة المفاوضات

السبت 17 مايو 2025 - 13:04

القمة العربية الـ 34 .. جلالة الملك يدعو إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية بالضفة الغربية وقطاع غزة والعودة إلى طاولة المفاوضات

الأربعاء 14 مايو 2025 - 21:07

موسم الحج 1446 هـ .. أمير المؤمنين يدعو الحجاج المغاربة إلى التحلي بقيم الإسلام المثلى