فن العيالة الموسيقي الذي يمثل التراث الشعبي الاماراتي الأصيل يعد من أهم الطقوس الاجتماعية التي تسهم في تغذية روح الجماعات السكانية بالبر والساحل كما أضحى جزءا من احتفاء الاماراتيين بالهوية والتاريخ وتقليدا تراثيا وعرضا ثقافيا يرمز إلى الماضي وإلى الهوية الوطنية.
بتصنيفه كواحد من رموز التراث الانساني فإن فن “العيالة” التقليدي في دولة الامارات العربية المتحدة، الذي يشارك في فقرات موسم طانطان الثقافي في نسخته الحادية عشرة، يكون هذا اللون التراثي ترجمانا للقيم الثقافية والهوية الوطنية لما يحمله من دلالات تاريخية وعادات اجتماعية ضاربة في القدم.
فهذا الفن الموسيقي الذي يمثل التراث الشعبي الاماراتي الأصيل يعد من أهم الطقوس الاجتماعية التي تسهم في تغذية روح الجماعات السكانية بالبر والساحل كما أضحى جزءا من احتفاء الاماراتيين بالهوية والتاريخ وتقليدا تراثيا وعرضا ثقافيا يرمز إلى الماضي وإلى الهوية الوطنية.
ويشكل هذا اللون الموسيقي التراثي ، الذي يقدم بشكل يومي عروضا ووصلات موسيقية لزوار وساكنة مدينة طانطان ، إحدى مكونات فنون الأداء الشعبي وتراث المجتمع الاماراتي يشارك فيه جميع الفئات العمرية من كلا الجنسين وجميع الطبقات الاجتماعية تقدم عروضها خلال المناسبات المحلية والوطنية كتراث يرمز إلى الثقافة التراثية لدولة الامارات العربية المتحدة.
وتمارس “العيالة” بشكل منتظم في جميع أوقات السنة وخاصة في الاحتفالات الوطنية والمناسبات الاجتماعية كما تقدم عروضها لكبار المسؤولين الذين يأتون في زيارات إلى البلد وفي المؤتمرات والاحتفالات التراثية كوسيلة من وسائل الترفيه الاجتماعي خاصة في مناسبات الأعراس وغيرها من الاحتفالات الجماعية، كما تمارس بين الجماعات التي تعيش في الواحات الصحراوية والمدن الساحلية والداخلية بالإمارات.
وتعتبر “العيالة” عرضا شعبيا ثقافيا معبرا تمارسه بعض الجماعات الريفية والحضرية ويشتمل على فقرات راقصة وشعر وإنشاد وقرع طبول يتفنن في عرضها على شكل صفان متقابلان من الرجال يطلق عليهم الأولاد حيث يتكون كل صف عادة من عشرين رجلا أو أكثر بحيث يحاكي العرض مشاهد المعارك ويشكل المؤدون صفوفا محكمة ويحملون في أيديهم عصيا من الخيزران ترمز للسهام أو السيوف ويتبادل الصفان الحركات كرمز للنصر أو الهزيمة وينشد الجميع شعرا حماسيا محركين رؤوسهم وعصيهم بشكل متناغم مع قرع الطبل.
وتحكم عروض “العيالة” مجموعة من القواعد حيث يقود الجمع شخص قيادي يطلق عليه اسم (الأبو) المسؤول عن تحديد ايقاع وسرعة الأداء في حين يقف قارعو الطبول (أهل الزانة) وغيرهم من الأفراد المؤدين (اليويلة) بين صفي الرجال ويدورون في حلقة وهم ممسكون سيوفهم أو بنادقهم ثم يقذفونها من وقت إلى آخر في الهواء ويعاودون الامساك بها كما تقف مجموعة من البنات يطلق عليهن اسم (النعاشات) وهن مرتديات أزياء تقليدية ملونة في المقدمة ويقمن بتحريك شعورهن من جانب إلى آخر كتعبير عن الثقة التي يشعرن بها بسبب حماية المؤدين الذكور لهن.
وتمثل الأشعار الحماسية (من الشعر النبطي) التي يتم إنشادها جزءا لا يتجزأ من العرض ومن أنواع مختلفة حسب المناسبة إلى جانب الطبول المستعملة في اصدار الأصوات الايقاعية المصاحبة ومنها الطبول الكبيرة (القصير والرأس) والطبول الصغيرة (التخمير والصماع والطار والدمام والدفوف والطوس والرحماني والكاسر).
ولأهمية هذا التراث الشعبي تم إدراج “العيالة” ضمن القائمة التمثيلية لليونسكو بتاريخ نونبر 2014 كمساهمة ايجابية في انتشار هذا الفن التراثي الأصيل والرفع من مستوى الوعي بأهمية التراث الثقافي اللامادي على المستويات الرسمية وتوفير فرص استمرار العيالة وبقائها كلون تراثي أصيل وتعزيز مكانتها ضمن قائمة فنون الأداء ومواصلة ممارستها من قبل الأجيال الحالية والقادمة في مجتمع الامارات.
كما يساهم هذا الاعتراف الدولي بالعيالة في تعريف شعوب العالم بهذا التراث وفي تدعيم الجذور الثقافية التي تربط دولة الامارات بجيرانها وباقي دول العالم لاسيما وأن العيالة تشكل جزءا من تراث الانسانية جمعاء بما تمثله من دلالات تاريخية وقيم ثقافية وعادات اجتماعية.
وحسب رئيس فرقة أبوظبي للفنون الشعبية ناصر حديد الجنيبي فإن فن العيالة البرية والساحلية يشكل إلى جانب فنون شعبية أخرى كالتغرودة والليوية والهبان ، فنونا استعراضية إماراتية تحمل معها التراث المحلي الاماراتي في جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن مشاركة العيالة في موسم طانطان هي مناسبة لابراز التراث والموروث الثقافي الاماراتي وفرصة يكتشف من خلالها زوار وساكنة مدينة طانطان عراقة الفنون الشعبية بالامارات.
يذكر أن النسخة الحادية عشرة لموسم طانطان الذي تنظمه مؤسسة “الموكار” ما بين 23 و27 ماي الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تتميز بمشاركة دولة الامارات العربية المتحدة كشريك أساسي للاحتفاء بالموروث الثقافي والفني لهذا البلد.
كما يخصص الموسم، المنظم هذه السنة تحت شعار “موسم طانطان تراث إنساني ضامن للتماسك الاجتماعي ورافعة للتنمية”، جناحا خاصا للتعريف بمختلف مظاهر وأنماط حياة الانسان الاماراتي وعاداته وتقاليده.
مملكتنا .م.ش.س