المغفور له الملك محمد الخامس “المحرر”، و “ذو البصيرة” استبق جميع التحولات اللازمة ، خاصة تلك المتعلقة بتقدم المرأة وتعزيز دولة الحق والقانون وتجسيد صورة إسلام إصلاحي ومتوازن ، وكذا تعزيز المكانة المركزية للمغرب في الساحة المغاربية “.
تم أمس الجمعة بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، تقديم كتاب “محمد الخامس أو الملكية الشعبية”، للمؤرخ الفرنسي الخبير في العلوم السياسية والإسلامية شارل سان برو، وذلك بحضور ثلة من الكتاب والمثقفين والناشرين والصحافيين.
ويحيي هذا المؤلف ذكرى عاهل طبع ببصمته القرن الـ20 وتاريخ بلاده.
وقام بترجمة هذا الكتاب الذي صدر عن منشورات مرسم فريق من المترجمين المغاربة يترأسه الأستاذ ابراهيم الزياني والدكتورة زينة الطيبي التي أشرفت على مراجعة القراءة والترجمة.
وأكد مؤلف هذا الكتاب، خلال حفل التقديم، أنه من ضمن الملوك الثلاثة الذين توالوا على الحكم خلال 12 قرنا، يحتل الراحل الملك محمد الخامس “مكانة متميزة”، لأنه كان ملكا مصلحا وملكا مؤسسا”.
وأضاف أنه كان “زعيم التحرير”، وفي نفس الوقت “القائد الذي جعل المغرب يتقدم”، ومكنه من التموقع بقوة في “العالم الحديث” .
وأوضح شارل سان برو أن الراحل الملك محمد الخامس “المحرر”، و “ذو البصيرة” استبق جميع التحولات اللازمة ، خاصة تلك المتعلقة بتقدم المرأة وتعزيز دولة الحق والقانون وتجسيد صورة إسلام إصلاحي ومتوازن ، وكذا تعزيز المكانة المركزية للمغرب في الساحة المغاربية “.
وحسب سان برو فإن الراحل محمد الخامس كان أيضا قائد سياسة إفريقية جديدة وحدد توجها جديدا للمغرب ليكون همزة وصل بين ضفتي المتوسط.
من جهة أخرى ، أبرز مؤلف الكتاب، الذي تناول في جزء كبير من أشغاله العالم العربي-الإسلامي، خاصة المغرب انه في الوقت الذي تشهد فيه العديد من بلدان العالم العربي تغيرات فوضوية، انخرط المغرب في مسلسل إصلاحات واسعة ليقدم بذلك نموذجا لتطور جرى في جو يسوده الاستقرار.
وقد تأتى هذا الاستقرار بفضل الملكية التي ظل الراحل محمد الخامس إحدى رموزها ، كما شكل نبراسا للاستقلال وهو الذي جعل البلاد تلج العالم الحديث.
وأوضح أن هذا الكتاب يشكل فسحة للتأمل في قوانين سياسة المغرب ووثيقة تاريخية تعنى بمسار هذا الملك، آخر سلطان في الإمبراطورية الشريفة وأول ملك للمغرب المعاصر، الذي طبع تاريخ بلاده من خلال تعزيز أسس ملكية إصلاحية وطنية وشعبية .
وينقسم كتاب محمد الخامس أو الملكية الشعبية إلى ثمانية فصول يتعلق الأمر بÜ “أمة عريقة” و”سنوات الحماية الرمادية” و”السلطان سيدي محمد بن يوسف” و”أمير المؤمنين” و”المحرر” و”الموحد” و “المصلح” .
ويعد شارل سان برو الحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية أحد موجهي الأبحاث في ميدان العلوم القانونية ومدير مرصد الدراسات الجيو سياسية بباريس، كما أنه باحث بمركز موريس بباريس هوريو التابع لكلية الحقوق باريس ديكارات ، ويدرس أيضا العلوم الإسلامية والجيو سياسية بالعديد من الجامعات بفرنسا والخارج.
وصدر للمؤلف العديد من الأعمال من بينها “القومية العربية” و”رهان حوار الحضارات” و”حركة الإصلاح في التراث الإسلامي” و”الغرب والإسلام” و”السياسة الفرنسية تجاه العالم العربي”.
مملكتنا .م.ش.س