النموذج الذي اعتمده المغاربة لتأطير حياتهم الدينية، كفل لهم الأمن والوحدة، ولعله قدوة ومثل للآخرين، لأنه متجانس ومكتمل الأركان والصور ومتناغم الأفكار والحجج، في تدبير أمور الدنيا والدين.
لقد سعت المملكة بهذه الخطوة إلى تحصين الهوية المغربية الممثلة في العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني، داخليا وخارجيا بتأطير المغاربة المقيمين بالخارج خصوصا بأوروبا، عبر إحداث المجلس العلمي لأوروبا والمجلس الأعلى للجالية وغيرهما من المؤسسات ذات الصلة.
وأكد أحمد التوفيق، وزير الشؤون الإسلامية المغربي، أن من مميزات الوحدة المذهبية خدمة الإسلام والوطن وضمان الأمن الروحي للبلاد، “إضافة إلى الحد من غلو المتطرفين وتأويل المبطلين وإفساد الجاهلين”.
وعبر بوصوف عن رغبة مجلس الجالية، في نشر النموذج المغربي وتكوين الأئمة في فن التواصل بلغة المحيط الأوروبي، وتعليم الخلفيات التاريخية للتشريعات الأوروبية.
إن تحصين النموذج الديني المغربي يمر في نظر المسؤولين عن الشأن الديني في المملكة، من خلال تعميق الهوية المغربية المرتكزة على قيم التسامح والاعتدال، إلى جانب الحفاظ على الوحدة المذهبية للبلاد، بالإضافة إلى تأهيل المدارس العتيقة بما يتلاءم مع مناهج وبرامج التكوين المشجعة على فكر منفتح دون التفريط في مقومات الشخصية المغربية.
وتؤكد تقارير أنه لم تقتصر عناية الدولة على تحصين هويتها الدينية بالداخل المغربي فقط، بل واكبها اهتمام خاصة بالمغاربة المقيمين بالخارج، جعلها تحدث المجلس العلمي لأوروبا والمجلس الأعلى للجالية وإرسال أئمة مغاربة إلى أوروبا للحد من استقطاب التيارات المتشددة للجالية المغربية حفاظا على الأمن الروحي للمغرب.
ويعتبر نموذج التدين المغربي محفزا لكثير من الدول الأفريقية والعربية والأوروبية على إرسال أئمتها إلى المملكة بهدف التدريب والتكوين في معاهد خاصة بالمغرب ، وذلك للخبرة المتراكمة ولما ثبت عن المملكة المغربية من اعتدال ومرونة ونبذ للعنف.