أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة عززت بإيمانها، الأهمية الملحة للقيام بالواجب وإرساء شراكة أخلاقية وفعالة بين كل القوى الفاعلة في القارة الأفريقية من أجل التسامح والتعايش بين المسلمين وغيرهم من أتباع الأديان الأخرى.
أوضح السيد التوفيق في كلمة خلال افتتاح المؤتمر أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، ولتحقيق أهدافها، لديها كل “المؤهلات في ما يتصل بالإرث التاريخي المشترك وإذكاء قراءة محينة لمهام الدين، وكذا في التأكيد على أهمية المعطيات الميدانية والوضع الحالي للمجال الديني”، مشيرا إلى أهمية تحصين هذا المجال من تقلبات السياسة على المدى القصير.
وأضاف الوزير أن “العمل الذي يتعين علينا فعله من أجل تعبئة الجميع هو إرساء تعاون مبتكر في هذا المجال”. وأكد أن الإسلام في أفريقيا يتغذى باستمرار من الحكمة الصوفية، التي هي في الأساس حكمة السلام و”واحدة من أهم القواسم المشتركة الأساسية بين المغرب والسنغال وبلدان أفريقية أخرى .
وأضاف أن الطرق الصوفية مدعوة إلى التجاوب مع متطلبات العصر في العالم وتحدياته للدفاع عن القيم التي هي حارسة أمينة عليها، مشيرا إلى أن السبيل الصوفي يتميز بتغذية السلام الداخلي عبر الفرد وبناء قيم السلام، وأضاف أن الإسلام هو دين التسامح والسلام، معربا عن تنديده بأعمال العنف التي يشهدها العالم والأفعال الهوجاء التي يرتكبها المتطرفون الذين يرغبون في السطو على الدين وارتهانه.
ودعا المتدخلون وهم من الأئمة والعلماء وأستاذة متخصصين في الأديان المقارنة وعلم الاجتماع بعد أن أوضحوا أن الأمن والاستقرار شرطان ضروريان لتحقيق أهداف التنمية، إلى بناء مجتمعات تطبعها التعددية ويسودها السلام والاستقرار والتماسك الاجتماعي.
وأكدوا أن الإسلام، المشتق اسمه من كلمة “السلام”، لا يمكن أن ينسجم مع بعض الصور السلبية التي تروج عنه، والتي تربطه بالعنف، مشددين على أنه لا يمكن تحميل الدين الإسلامي مسؤولية كلما يرتكب باسمه، وعلى أن الإسلام لا يقبل الظلم والإساءات الصادرة عن أعدائه.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر ينظم من قبل برنامج “جمعية أنصار الدين بالسنغال” بمشاركة 500 ضيف، من بينهم شخصيات مرموقة قدمت من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في حوار بين الديانات.
مملكتنا .ع.ر.ب