تأتي الذكرى السادسة عشرة لاعتلاء الملك محمد السادس العرش المغربي وسط استمرار المغرب في تقديم النموذج الاستثنائي في إدارة شؤونه في محيط عربي وإقليمي ودولي مضطرب، ووسط تحدّيات جعلت خطاب الملك في عيد العرش السادس عشر يكون أكثر حزما وحسما خصوصا تجاه الحكومة التي يطالبها بالمزيد
تضمن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لعيد العرش المجيد، العديد من الرسائل السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، كما جاء حابلا بالعديد من الإشارات القوية الموجهة إلى الحكومة والفاعلين في المشهد السياسي من هيئات سياسية ونقابية وجمعوية، وفعاليات مدينة، تبرز الإرادة الملكية السامية لإشراك الجميع في تحقيق التنمية المنشودة.
أولى الرسائل الملكية، نبهت الحكومة إلى عدم انعكاس الجهود على كافة المواطنين المغاربة من حيث الانتماء الطبقي، إضافة إلى الاختلالات التي تشوب تصريف المشاريع التنموية من حيث الخريطة الجغرافية.
اهتمام الملك محمد السادس نصره الله بالطبقات المهمشة، كان حاضرا وقويا في تنبيه الحكومة إلى المعاناة التي يتكبدها مواطنون مغاربة بعدد من المناطق والقرى النائية والمعزولة والمهمشة.
الرسالة التي أراد الملك توجيهها إلى المسؤولين بهذا التنبيه بمختلف انتماءاتهم هي ضرورة التعامل مع المغرب دون تمايز طبقي أو جغرافي، وقد عبر عن هذا الموقف بإحساس إنساني نبيل، مفاده أن الملك يتأثر بكل ما يعيشه أبناء شعبه.
من بين الرسائل القوية الموجهة من خلال الخطاب الملكي إلى من يعنيهم الأمر، هو أن التقدم لن يتحقق بشعارات وتناحرات سياسية، وقد أصر الملك على هذا التوجيه بعد أن تطرق إلى هذا الموضوع بصيغة أكثر صراحة في مناسبات سابقة، مستشهدا بلغة التدريس التي لا تغير من واقع الانتماء والهوية في شيء لأن الأهم، هو بلورة نظام تعليمي قوي ومنتج وفعال من حيث مضمون ما يلقن للمغاربة.
خطاب الملك محمد السادس، كان غنيا بعدد من الرسائل القوية إلى المغاربة عموما، باعتباره أسمى ممثل عن إرادة الأمة، ويتلخص في كون الملك يتفاعل مع رعاياه وهذه الرسالة على قدر كبير من الأهمية لكل من يسعى إلى القفز على منجزات البلاد، أو استغلال قضية ما على نحو ضيق ينفع الصراعات السياسية الضيقة لكنه لا يخدم في شيء مصلحة البلاد العليا التي لن تتحقق إلا ببناء مغرب قوي متضامن وموحد خلف قاده وقضاياه وثوابته.
رسائل الخارج كانت حاضرة بقوة من خلال الإشارة إلى تمسك المغرب بمواقفه المبدئية في قضيته الوطنية الأولى، والتي تزداد رسوخا مع الوقت بما يعني أن المغرب قدم كل التنازلات الممكنة، وبمرونة تفرض على الطرف الآخر التحلي بالواقعية وقراءة التاريخ بموضوعية وإنصاف.
مملكتنا .م.ش.س