مستقبل المنطقة العربية مرتبط بتجسيد السلام والاستقرار وإطلاق إصلاحات عميقة من أجل إنجاح التغيير.
أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، بأصيلة، أن مستقبل المنطقة العربية مرتبط بتجسيد السلام والاستقرار وإطلاق إصلاحات عميقة من أجل إنجاح التغيير.
واعتبر موسى، في مداخلة له أمس السبت في ندوة في موضوع “العرب …نكون أو لا نكون” التي اختتمت أشغال الدورة السابعة والثلاثين للموسم الثقافي الدولي لأصيلة (24 يوليوز-9 غشت)، أن العالم العربي في طريقه لإطلاق نظام إقليمي جديد سيأخذ بعين الاعتبار عوامل الاضطراب والمخاطر التي تتهدد المنطقة، بالاعتماد على إصلاحات كبيرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية بهدف موجهة تحديات “الوجود العربي”.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الديبلوماسية المصرية الأسبق أهمية التشبث بالهوية وبالتراث العربيين والحفاظ على التنوع الثقافي من أجل السير إلى الأمام في مسلسل التغيير هذا، الذي شرعت فيه عدد من البلدان العربية، داعيا إلى استعمال عقلاني للموارد الطبيعية والإمكانيات، التي تزخر بها المنطقة العربية، والتي ستتيح تلبية حاجيات التنمية والاستجابة لانتظارات الشعوب.
وشدد محمد الخزاعي، عضو مجلس الشورى البحراني، من جانبه، على ضرورة توحيد الجهود والعمل المشترك من أجل تشييد دول عصرية ممأسسة، والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية، والنهوض بمبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان، وإعادة بناء النظام التربوي في العالم العربي، وإقامة فاصل بين السياسي والديني.
وأكد السفير العراقي، رئيس قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية “بيت الحكمة”، محمد علي داود، أن وحدة البلدان العربية ستتيح للمنطقة أن توجد ضمن القوى العالمية وذلك، بسبب أهمية وضعها الجغرافي الاستراتيجي، وغناه بالموارد الطبيعية وموارده البشرية، مشيرا إلى أن الوحدة العربية يفرضها التراث اللغوي والثقافي والتاريخي المشترك.
أما الشاعر والكاتب السعودي، محمد الجلواح، فاعتبر أن على الدول العربية أن تستجيب لانتظارات شعوبها، والقيام بإصلاحات عميقة، ومكافحة التعسف، والنهوض بقيم السلام والتخلي عن تهميش الآخر.
وأضاف الجلواح، من جهة ثانية، أن مسألة “الوجود العربي” تتجاوز البعد الاختزالي “أن نكون أو لا نكون” نحو مبدإ يحمل خطابا حضاريا يستقي جذوره من التاريخ العربي الحقيقي والعريق، معتبرا أن نجاح التحول الديموقراطي في العديد من البلدان العربية يمر عبر النهوض بالثقافة والحضارة العربيتين وتكريس القيم العالمية للسلام والتسامح واحترام الآخر والتعايش السلمي بين الأديان.
يذكر بأن الدورة 37 لموسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عرف مساهمة نخبة من الشخصيات من عوالم الديبلوماسية والسياسة والثقافة والفنون والإعلام.
مملكتنا.و.م.ع