أصيـلا مدينة ترفل في خيلاء البحـر
تقع مدينة أصيلة أو “أرزيلا، أصيلا” في المملكة المغربية الشريفة على شاطئ المحيط الأطلسي ، وقد شهدت هذه المدينة تحولات هامة على مدى ثلاث عقود من الزمن من حيث مستوى البنيات التحتية ” البنية التحتية ” والمرافق العامة وأشكال العمران المختلفة، واستطاعت أن تتحول إلى مركزثقافي وسياحي هام، يأتي إليها آلاف المثقفون كل سنة.
يعود تاريخ نشأة مدينة أصيلة أو أرزيلا إلى أكثر من ألفي سنة. وقد سكنها شعوب مختلفة منهم الأمازيغ الفنيقيون والقرطاجنيون، حتى تحولت إلى قلعة رومانية محتلة تحت اسم ” زيليس ” على بعد أربعين كيلومتر جنوب ” طنجة ” أما في القرن العاشر الميلادي، جاء إليها النورمانديون من مدينة صقلية واستقروا بها، وقد احتلها البرتغاليون عام 1471 م حتى يتمكنوا من خلالها على الإشراف على سفنهم التجارية عبر المحيط الأطلسي. وبعد معركة الملوك الثلاثة الشهيرة و التي قامت سنة 1578 م والتي سقط فيها ملك البرتغال أيضا سان سيباستيان صريعا في معركة وادي المخازن، استطاعت عندها المدينة أن تتخلص من الاحتلال البرتغالي على يد أحمد المنصور السعدي في عام 1589 م، ولكنها سقطت في يد الإسبانيين بعد ذلك وقد استمر احتلالهم لها إلى حتى عام 1691، وفي نفس السنة أعادها السلطان مولاي إسماعيل تحت نفوذ الدولة العلوية.
في بداية القرن العشرين، أصبحت مدينة أصيلة موطنا للقائد الريسوني الذي أطلق منها نفوذه إلى الكثير من الأراضي الشمالية، وذلك قبل أن يطرده منها الإسبانيون عام 1924 حتى يحكموا قبضتهم عليها حتى مرحلة الاستقلال. وتعتبر المدينة العتيقة لمدينة أصيلة تحفة ساحره خاصة عند النظر إلى دروبها الضيقة، وأزقتها الأنيقة، ومنازلها المطلية باللون الأبيض ومتراصة ب شكل جميل، أما أبوابها ونوافذها فتأخذ زرقة مُشعة واخضرار براق، هذا غير جدارياتها المُزينة برسوم فنانين تشكيليين مبدعين من مختلف المدارس والأجيال، أما الأسوار المحيطة بها والتي يعود تاريخها إلى عهد البرتغاليي فهي تحفة أخرى ويمكن الدخول إلى أحياء المدينة العتيقة عبر ثلاثة أبواب مميزة هي باب القصبة، وباب البحر، وباب الحومر، ويوجد بداخلها ما يسمى قيسارية وهو مختص بلمنتجات الصناعة التقليدية،
أما ساحة ” القمرة ” فتقام بها سهرات الهواء الطلق وذلك خلال الموسم الثقافي للمدينة، وهناك ساحة أخرى تشرف على البحر يسميها الأهالي ساحة ” الطيقان ” والتي تؤدي إلى بُريْج ” القريقية ” الشهير والذي يطل على المحيط الأطلسي، ويمكن من خلاله الاستمتاع بغروب الشمس، ومشاهدة ميناء المدينة العريق ، ومشاهدة ضريح سيدي أحمد المنصور وهو أحد المجاهدين الذين تصدوا إلى الاحتلال البرتغالـي. وتتميز أحياء المدينة القديمة بنظافتها الفائقة المكسي ببياض ناصع ويتنافس سكانها في تزيين واجهات بيوتهم بالأغراس والنباتات، وهذا الأمر قد يتيح لأحدهم فرصة كبيرة بالفوز بجائزة البيئة التي يتم الإعلان عن نتائجها خلال الموسم الثقافي، وهذا أمر رائع يعطي نتائج باهرة على كل الأصعدة وهنا نجد عند أهل أصيلة مدينة جميلة ونظيفة وعريقة حيث لعبت الجائزة دورا جميلا وهاما في تقدم المدينة للأمام، ومن أهم معالم المدينة العتيقة قصر الريسوني ، ويعود تاريخ بناء هذا القصر إلى بداية القرن العشرين، وأصبح يحمل اسم ” قصر الثقافة”
مملكتنا .م.ش.س