الذكرى 36 لإسترجاع إقليم وادي الذهب وحدة خالدة صامدة

الجمعة 14 أغسطس 2015 - 18:12

ذكرى إسترجاع وادي الذهب، لتمثل بصدق وعمق، وصلا للماضي بالحاضر، وتأكيدا على مغربية أقاليمنا وتمسك سكانها بمغربيتهم وأصالتهم وهويتهم، وانتمائهم لهذا الوطن الواحد الموحد من طنجة إلى الكويرة، بما يحبط مخططات ومناورات خصوم وحدتنا الترابية، الذين يكيدون لهذه الأمة والله من ورائهم محيط

يستقبل المغاربة اليوم كباقي المسلمين، خير يوم طلعت عليه الشمس هو يوم الجمعة، غير جمعة الناس هاته، ليست مثل غيرها من الجُمَع، ففضلا عن حُمولتها الدينية الجليلة، تحمل للمغاربة بالتحديد دلالة رمزية ثانية وثالثة، إذ توافق الرابع عشر من غشت تسعٍ وسبعينَ وتسعمائةٍ وألف، الذي طهّر فيه المغاربة إقليم وادي الذهب من شوائب المستعمر، واستردوه خالصا إلى حوزة الوطن الأم.
ففي مثل هذا اليوم، الرابع عشر من غشت من سنة تسع وسبعين وتسعمائة وألف، هلت على الأمة المغربية بشرى استرجاع الرمال الطاهرة لإقليم وادي الذهب، التي زفها المغفور له الملك الحسن الثاني، للأمة فكانت عيدا يشهد على ملحمة من ملاحم العرش والشعب على درب الوحدة والبناء والنماء.
وفي هذا اليوم، قبل ست وثلاثين سنة، توافدت على الرباط وفود العلماء والوجهاء والأعيان وممثلي شيوخ سائر قبائل إقليم وادي الذهب، يجددون بيعتهم لأمير المؤمنين موحد البلاد، الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، معبرين عن تعلقهم بأهداب العرش العلوي المجيد، وولائهم الدائم للمتربع عليه سيرا على نهج آبائهم وأجدادهم في ذلك النهج القويم الذي يميز بلادنا عن سائر الأقطار.
إن ذكرى استرجاع وادي الذهب، لتمثل بصدق وعمق، وصلا للماضي بالحاضر، وتأكيدا على مغربية أقاليمنا وتمسك سكانها بمغربيتهم وأصالتهم وهويتهم، وانتمائهم لهذا الوطن الواحد الموحد من طنجة إلى الكويرة، بما يحبط مخططات ومناورات خصوم وحدتنا الترابية، الذين يكيدون لهذه الأمة والله من ورائهم محيط.
ومن غرائب القدر، أن تكون المناسبة الثانية التي تعود لقرنين إلا نيف، شاهدة على وقوف المغربة إلى جانب إخوانهم الجزائريين في وجه المستعمر، وهم من تولى عليهم اليوم من يؤلب عبثا على وحدة ترابنا ودمائنا اليوم.
ففي مثل هذا اليوم، التقى الجمعان على تراب الحدود الشرقية للمملكة، قبل قرنين إلا تسعاً وعشرين سنة؛ جَمْع فرنسي غاشم استحل أرض الجارة، بقيادة الماريش الطوماس بيجو، الحاكم العام لمستعمرة الجزائر الفرنسية، وجَمْع أبى أن يُدير ظهره للجار الجنب وأخ العروبة والإسلام، الجزائر، بقيادة الأمير محمد بن عبد الرحمان، بأمر والده السلطان عبد الرحمان بن هشام، في معركة حمى وطيسها ب”واد إيسلي”، لم تضع أوزارها إلا بعد ما استشهد ثمان مائة فارس من بواسل الجيش المغربي.
حصيلةُ المعركة التي خاضها المغاربة دفاعا عن الجزائر، وإن كانت ثقيلة مؤلمة، إلى جانب أنها جرّت على المغرب عواقب سياسية وخيمة، تمثلت بقبوله بشروط معاهدة لالة مغنية سنة 1845، والتزامه بالتوقّف عن احتضان المقاومة الجزائرية، إلا أنها ستبقى ما بقي الدهر، شاهدة على أصالة المغاربة ومدى تضحيتهم في سبيل نصرة الجار، وحجّة بالغة على إيمان المغرب بوحدة المصير المغاربي.
وإنها لمصادفة لا تحتاج لتأويل يساوي مبذول أهل الشرق للذود عن شرقهم، بمبذول أهل الجنوب من أجل صحراء في مغربها، ولا بما سيبذل غدا في الشمال من أجل استرجاع الثغرين السليبين سبتة ومليلية، لأن الواقع قد يكون أعجب من كل صدفة، وإن غدا كما يقال لناظره لقريب !

مملكتنا .م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الخميس 15 مايو 2025 - 07:06

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

الأربعاء 14 مايو 2025 - 07:04

توقعات أحوال الطقس اليوم الأربعاء

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 07:42

توقعات أحوال الطقس اليوم الثلاثاء

الإثنين 12 مايو 2025 - 08:09

توقعات أحوال الطقس اليوم الاثنين