الأمن والإستقرار اللذين ينعم بهما المغرب كانا وراء ثقة المستثمرين الأجانب

السبت 17 أكتوبر 2015 - 15:50

الأمن والاستقرار اللذين ينعم بهما المغرب كانا وراء ثقة المستثمرين الأجانب

أكد المندوب الإقليمي لمؤسسة (هانس سايدل) الألمانية فرع المغرب-موريتانيا، يوخن لوباه، أن جميع الإصلاحات التي التزمت بها المملكة المغربية، كان للنساء نصيب وافر منها.
وأبرز لوبان، في مداخلة خلال مائدة مستديرة نظمت، الخميس، بمقر المؤسسة في برلين، في موضوع “بين المضامين الدستورية وواقع الحياة اليومية : دور المرأة في المغرب”، أنه من خلال 25 سنة من التجربة التي راكمها في العمل بالمغرب، وقف على أن هذا الأخير يعد “حالة استثنائية” في المنطقة.
وأشار إلى أن دستور 2011 عمل على ترسيخ ودعم حقوق النساء بفضل تعزيزه للإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية وتكريس قيم الديمقراطية، بدت من خلال اعتماد اللامركزية الحقيقية والانتخابات التي تميزت بالشفافية.
ولاحظ الخبير الألماني أن الأمن والاستقرار اللذين ينعم بهما المغرب كانا وراء ثقة المستثمرين الأجانب الذين استثمروا أموالهم في العديد من القطاعات.
وتطرق لوباه خلال هذه المائدة، التي استضافت أربع نساء مغربيات فاعلات في مختلف الميادين التي تعنى بشؤون المرأة، إلى الفصل 19 الذي جدد التأكيد على مسألة المساواة بين الرجال والنساء وكرس حقوق الإنسان المتعارف عليها عالميا. 
ويرى الخبير الألماني، بالمقابل، أن هناك ضرورة لإعطاء الأولوية لبعض القضايا، خاصة تعليم النساء في البوادي، مؤكدا أنه على الأحزاب أن تلعب دورها في هذا المجال.
من جانبها، استعرضت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، نزهة الوافي، جملة من الإصلاحات التي اعتمدها المغرب على مستوى المشاركة النسائية في تدبير الشأن العام، مذكرة بأن المغرب تميز عن الدول العربية والإسلامية والإفريقية في ما يتعلق بالترسانة القانونية التي تعزز حقوق النساء.
وبعد أن تحدثت عن المراحل التي مرت منها الإصلاحات السياسية في المغرب، أشارت النائبة البرلمانية إلى أن النساء حققن مكتسبات على مستوى المساواة، كرستها مدونة الأسرة وعززها الدستور. وأضافت أن المغرب البلد الوحيد الذي خصص تمويلا لإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في كل القطاعات. 
من جهتها، أوضحت إكرام مسيرات عدناني عن مركز أفكار للدراسات والأبحاث، أن المرأة المغربية لم تعان من حيث القوانين من المشاركة السياسية كما هو الشأن في العديد من الدول العربية، إذ إن أول دستور للمملكة أقر وبوضوح بالمساواة بين المرأة والرجل، معتبرة أن نسبة المشاركة النسائية في العمل السياسي ارتبطت في فترات سابقة بنظرة المجتمع والأسرة للمرأة واختزالها في دور الزوجة والأم.
وأشارت إلى أن تطور المجتمع كان له دور في النهوض بوضعية النساء على فترات إلى أن تمكنت سيدتان من ولوج المؤسسة التشريعية سنة 1992، ثم اعتماد نظام (الكوطا) التي رفعت عدد النساء في البرلمان، وصولا إلى انتظار تفعيل مبدأ المناصفة التي جاء بها دستور 2011. 
أما الباحثة في علم الاجتماع، سناء العاجي، فاعتبرت أن الغرب مازال يختزل المرأة المغربية في نوع معين من النساء ولا يدرك حجم التطور الذي حققته على جميع المستويات، مشيرة إلى أن العديد من النساء وصلن إلى مراكز قرار كانت حكرا على الرجال، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود اختلال في مقاومة الأمية في وسط النساء.
ورغم ذلك، ترى العاجي أن وصول النساء إلى مراكز الريادة لا يمكن أن يؤخذ كمعيار وحيد لتطور وضعية النساء في أي بلد، مشددة على ضرورة إيلاء اهتمام خاص بقضية العنف الممارس ضد المرأة.
بدورها، عبرت عن الرأي نفسه، رئيسة جمعية الأمان لتنمية المرأة بمراكش، حليمة أولامي، التي أكدت من خلال تجربتها في المركز أن بعض القوانين لا توفر الحماية المطلوبة للمرأة المعنفة، مشيرة إلى أن نسبة 62 في المائة من المعنفات اللواتي استقبلهن المركز تعرضن للعنف الزوجي والأسري، 3 في المائة منهن فقط تقدمن للقضاء، وذلك بسبب الخوف والضغوط الاجتماعية، فيما 90 في المائة من القضايا التي تحال على القضاء يتم حفظها بسبب عدم وجود شهود وإثباتات.
وأجمعت المتدخلات في هذا اللقاء، الذي حضره خبراء من مؤسسة (هانس سايدل)، وباحثون وصحافيون، أن المغرب مازالت تنتظره تحديات كبيرة تكمن في تنزيل باقي مضامين الدستور، ومحاربة الفقر وسط النساء، خاصة في البوادي، ومكافحة العنف الممارس على النساء بجميع أشكاله. 

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الخميس 13 فبراير 2025 - 23:07

القاهرة .. المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية يهنئ المغرب بمناسبة احتضانه لكأس العالم 2030

الخميس 13 فبراير 2025 - 22:27

انعقاد أعمال الدورة الـ 115 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية على مستوى كبار المسؤولين بمشاركة المغرب

الخميس 13 فبراير 2025 - 15:19

باريس .. السيدة السغروشني تعقد لقاء عمل مع المديرة العامة المساعدة للعلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو

الخميس 13 فبراير 2025 - 13:46

السيد بنسعيد يبرز بجدة دور جلالة الملك في الدعم الدائم للقضية والشعب الفلسطينيين