- على وقع الصدمة تواترت ردود الأفعال العربية المنددة والمستنكرة بشدة للهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس، وحثت دول المنطقة العالم على الاصطفاف في مواجهة آفة الإرهاب التي تجاوز تهديدها المنطقة وباتت عابرة للقارات.
أحدثت الهجمات الإرهابية التي استهدفت عاصمة الأنوار وراح ضحيتها أكثر من 128 قتيلا حالة من الصدمة في الوطن العربي، الذي سارعت دوله إلى إعلان إدانتها الشديدة لهذا العمل الدموي، مؤكدة تضامنها مع الشعب الفرنسي ووقوفها إلى جانب باريس في “مكافحة الإرهاب” حتى القضاء عليه.
وندد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير السبت، باعتداءات باريس باعتبارها “تنتهك وتنافي جميع المعتقدات والمواثيق والديانات”.
وأكد الجبير أن “المملكة العربية السعودية لطالما دعت إلى تكثيف الجهود الدولية لمكافحة آفة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره”.
وفي الإمارات، أعرب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في بيان “عن إدانة بلاده واستنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي”.
وأكد بن زايد “تعاطف وتضامن الإمارات حكومة وشعبا مع الشعب الفرنسي الشقيق في هذا الامتحان الصعب”، مشددا على أن “مثل هذه الأعمال الإجرامية تستوجب التعاون والتضامن على جميع المستويات لاستئصال هذه الآفة”.
وإذ لفت إلى استعداد بلاده التام للتعاون مع فرنسا، أكد بن زايد أن “الإمارات لن تألو جهدا في كل ما من شأنه مواجهة الإرهاب والقضاء عليه بكل صوره وأشكاله”، داعيا المجتمع الدولي إلى “تكثيف الجهود المشتركة للتصدي لتحدي التطرف والإرهاب والذي يمثل خطرا مشتركا لا يميز في تهديده بين بلد وآخر”.
وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برقيتي تعزية إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة مانويل فالس إثر الهجمات الإرهابية.
وجاء في البرقية الموجهة إلى هولاند “في هذا الظرف الأليم، أقدّم لكم ومن خلالكم لأسر الضحايا الأبرياء لهذه الأعمال الإجرامية، ولمجموع الشعب الفرنسي، أحر التعازي، راجيا منكم نقل تمنياتي الصادقة بالشفاء العاجل للجرحى”، مدينا “بأقصى شدة هذه الأفعال الإرهابية الشنيعة” ومؤكدا التضامن الكامل مع فرنسا ودعمها في محنتها.
وندد الملك محمد السادس في برقيته لرئيس الحكومة الفرنسية بالهجمات المروعة التي طالت العاصمة الفرنسية، مؤكدا “تضامن الشعب المغربي التام ودعمه الكامل” لفرنسا.
وأكد في برقيته لفالس على أن “قوات الأمن الفرنسية ستتمكن من القضاء على مرتكبي هذه الأعمال الاجرامية المقيتة”.
|
من جهتها نددت سلطنة عمان بشدة وأعربت عن “استنكارها العميق للاعتداءات والهجمات الإرهابية الآثمة” التي وقعت في باريس.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية إن “السلطنة تعرب عن مواساتها وتضامنها مع الشعب الفرنسي الصديق والحكومة الفرنسية ومع ضحايا هذه الأعمال اللاإنسانية والمنافية للفطرة والحضارة وسائر القيم والشرائع الدينية والسماوية”.
من جانبها، أعربت دولة الكويت عن استنكارها للهجمات “الإرهابية” التي استهدفت العاصمة الفرنسية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الكويتية “كونا”.
وقالت الوكالة إن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بعث برقية تعزية إلى الرئيس الفرنسي أكد فيها على أن “هذا العمل يتنافى مع كافة الشرائع”.
وأدان الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الاعتداءات، واصفا إياها بأنها “جريمة مروعة تتنافى مع كافة القيم الأخلاقية والإنسانية”. وقال الزياني إن “هذا العمل الإرهابي المروع يؤكد الحاجة الملحة إلى تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيماته المتطرفة”.
وفي القاهرة، أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف أن “مصر تعرب عن ثقتها الكاملة في أن مثل هذه الأحداث الإرهابية لن تضعف عزيمة الدول والشعوب المحبة للسلام، بل ستزيدها إصرارا على مكافحة الإرهاب ودحره”.
وأشار إلى أن المطلوب “تكاتف جهود المجتمع الدولي في مواجهة آفة الإرهاب الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مختلف أنحاء العالم دون تفريق”.
وأضاف أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كلف السفير المصري في باريس “نقل خالص التعازي والمواساة للقيادة السياسية الفرنسية وحكومة وشعب الجمهورية الفرنسية في ضحايا هذه الحوادث الإرهابية الغاشمة، والتأكيد على تضامن مصر مع فرنسا ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب الذي لا يعرف حدوداً ولا دينا”.
بدوره، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن إدانته الشديدة “للجريمة النكراء التي اقترفتها أيادي الاإرهاب في حق الشعب الفرنسي وضيوفه بباريس والتي استهدفت الأبرياء الآمنين في عدد من الأماكن العامة”.
واعتبر العربي في بيان أن “هذه الهجمات الدنيئة للإرهاب تشكّل بأبعادها وخطورتها وبشاعتها، استهدافا للإنسان في كل مكان. الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي تضافر جهوده وتسخير كافة الوسائل والأدوات القانونية لمتابعة هؤلاء القتلة ومن ورائهم للقصاص منهم وتخليص العالم من جرائمهم الوحشية ضد الإنسانية”.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد التقى نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، السبت، في زيارة غير معلنة إلى باريس. وقال قائد السبسي “إن تونس تدين بقوة هذه التصرفات الوحشية وتدعو الشعوب المحبة للحرية إلى تنسيق جهودها ضد هذا الشر” مضيفا أن الاعتداءات في “مدينة الأنوار باريس” تجسيد لحرب “الظلامية على الأنوار”.
وأضاف أن “تونس تدعو كافة الشعوب المحبة للحرية إلى تنسيق جهودها ضد هذا الشر. كل بلد يجب أن يشعر أنه معني وليس هناك بلد بمنأى من عمل مماثل والرد يجب أن يكون جماعيا وتضامنيا”.
وفي ليبيا، أدانت وزارة الخارجية في الحكومة المعترف بها دوليا في بيان “العمليات الإرهابية الجبانة والمشينة” التي طالت باريس.
وأكد البيان أن “الإرهاب الذي استفحل في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا يهدد أمن هذه الدول فحسب بل يهدد دول المنطقة وحوض المتوسط بالكامل”.
وضجت منذ ليلة الجمعة مواقع التواصل الاجتماعي بخبر “هجمات باريس الدامية” حيث شهد موقع تويتر مليون تغريدة عربية تندد بما حصل، وحلل بعضها دوافع الهجوم، وضرورة فصل الإسلام عمّا يقوم به تنظيم داعش والمرتبطين به أيديولوجيا.
وتبنى تنظيم داعش العمليات الإرهابية التي ضربت ستة مواقع في العاصمة الفرنسية باريس في أكثر الهجمات دموية على فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
مملكتنا.م.ش.س/عرب