عبق التاريخ والحضارة المغربية ينثر أريجه في ســــــماء العاصمة أبوظبي
عبق التاريخ والحضارة المغربية الأصيلة يفوح وينثر أريجه في سماء أبوظبي بافتتاح فعاليات معرض أسبوع التراث المغربي الذي يحتضنه مركز أبوظبي للمعارض لعرض ما تزخر به المملكة المغربية الشقيقة من حضارة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ العربي..
والتي أهلتها لتكون صاحبة إرث ثقافي متنوع جعل منها دولة غنية بالمفردات والموروث الخاص بها، والتي ترجع إلى استضافتها للعديد من الحضارات والهجرات التي قدمت إليها على مدار التاريخ.
عــــلاقــــات أخــــويـــــة
وتقام فعاليات المعرض الذي يستمر حتى 11 ديسمبر الجاري بإشراف وزارة شؤون الرئاسة وفي إطار تعزيز ودعم العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع الإمارات العربية المتحدة بالمملكة المغربية، في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والعلمية والسياحية والثقافية..
وتزامنا مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الرابع والأربعين، بأهداف تنمية الروابط الوثيقة بين الشعبين الشقيقين ومشاركة الإمارات احتفالات ذكرى تأسيس الاتحاد، وتعريف مجتمع الامارات بالثقافة والتراث المغربي العريق، باعتباره مكوناً من المكونات الأساسية للهوية المغربية، وركنا أصيلاً في تاريخ وحضارة المغرب.
وخصص يوم أمس لكبار الحضور من قبل أصحاب الجلالة وسمو الشيوخ وأصحاب المعالي والسعادة، فسيفتح المعرض أبوابه لجميع الزوار ابتداء من اليوم السبت بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، وذلك من الساعة 12 ظهراً وحتى 10 مساء.
ســـــعــــادة أبــنـــاء الجالية المغربية
وعبر أبناء الجالية المغربية بالدولة عن سعادتهم بإقامة الأسبوع المغربي التراثي في أبوظبي، والذي يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين قيادتي وشعبي الدولتين الشقيقتين منذ سنوات بعيدة، ويعكس الأسبوع التلاحم بين القيادتين، إذ تزامن مع احتفالات الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الرابع والأربعين، معربين عن أمنياتهم لقيادة وشعب الإمارات بمزيد من الازدهار والتقدم والرخاء.
تـــــــــــراث عريـــق
وقالوا إنهم بمختلف طبقاتهم جاءوا للمشاركة في فعاليات الأسبوع، تعبيرا عن ولائهم وانتمائهم لجلالة ملك المغرب الملك محمد السادس، وتقديرهم للدولة، التي ترحب بأبناء الجالية وجميع جنسيات العالم على أرضها، مشيرين إلى أن مثل هذه الأحداث تزيد من التقارب والتآلف بين شعبي البلدين الشقيقين وهذه لفتة طيبة من الحكومة المغربية من اجل مشاركة أشقائنا الإماراتيين أفراحهم.
وأضافوا أن استضافة الإمارات للأسبوع الثقافي يأتي تقديرا للثقافة والتراث المغربي العريق التي تتميز بنكهة خاصة بعيدة تماماً عن المؤثرات التركية وتعكس التراث الاندلسي والامازيغي اللذين يميزان تراث المغرب ويجعله مختلفاً عن باقي دول المنطقة.
قــــســــم المتاحـــــــف
ويتعدد المخزون والموروث الثقافي والتراثي في المغرب وفي مقدمته المتاحف المغربية التي تلعب دورا مهما جداً في التعريف بمختلف الثقافات والحضارات وتشكل إحدى الركائز الاساسية للحفاظ على التراث والذاكرة الإنسانية..
حيث حرصت الحكومة المغربية عبر الحقب والمراحل المختلفة على تشييد المتاحف والتي بدأتها في اوائل القرن العشرين، اقتناعا من المملكة بالدور المهم الذي تضطلع به في حماية التراث الثقافي ودورها في تطوير المجتمع وتربية الذوق الفني والتعليم
فـــــن الـــعـــمـــــارة
وقال ابراهيم سليمي من المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب إن المعرض ينقسم الى جناحين؛ الاول يضم المتاحف ويقدم ملامح عن كنوز المتحف المغربية ويقسم إلى أربعة أقسام، الأول يضم فن العمارة المغربية من خلال معروضات مختلفة من حقب متنوعة من منتجات الخشب التي تشتهر به المغرب من الأبواب الخشبية والنوافذ و»الزليج« وهو فن الخزف المغربي الأصيل الملون الذي يشكل فسيفساء جميلة ورائعة تميز التراث المغربي.
والقسم الثاني يضم العلوم والمعرفة منذ بداية القرن الأول إلى القرن الرابع عشر الهجري المخطوطات والقديمة ومجموعة مختلفة من الاسطرلابات وألواح قرآنية التي كانت تستخدم في تعليم القرآن في المدارس القديمة.
الحـــيـــــــاة القــــديمــــة
والقسم الثالث يظهر الحياة في المغرب قديماً مثل الألبسة النسائية بما فيها القفطان المغربي الشهير، وهو لباس مغربي تقليدي للنساء، إضافة الى ازياء مختلفة من جميع مناطق المغرب بما فيها فستانين حضرية وقروية وجميع انواع المجوهرات التي تستخدم في المناسبات كالأعراس أو التي في الحياة اليومية في المناسبات العائلية.
حــــضــــارة 1200 ســـنـــة
وقـــالت رحمة العروسي من مكتب السياحة المغربي بأبوظبي، الجناح الثاني من المعرض خاص بالسياحة والتراث في المغرب، هو صورة مصغرة لتعريف أبناء الإمارات عن الثقافة المغربية، من خلال تراثها القديم الذي يعود إلى 1200 سنة من الحضارة والتي تختزل قروناً من الفن والتراث والثقافة المغربية.
وأضافت أن المكتب حاول من خلال الأسبوع المغربي وموازاة مع احتفال دولة الامارات الشقيقة باليوم الوطني الرابع والأربعين تجسيد جانب من جوانب الثقافة الذي يتمثل في الصناعة المعمارية في المغرب والنقش على الجبس والخشب والنحاس.
الــــمــــوســــيـــقــــى
وأشارت الى ان الجناح يضم الموسيقى المغربية الشهيرة، وأهمها الحضرة الشفشاونية نسبة إلى مدينة شفشاوان وهى فرقة نسائية تتغنى بمدح الرسول الكريم، وهذه الفرقة قديمة من سنوات ولكن أعيد تأسيسها في العام 2004.
الــثـــقــافـــة الصـــحـــراويـــــة
وأوضحت أن المعرض يضم قسما يظهر الثقافة الصحراوية الحسانية، من خلال فرقة من أقاليم المغربي الجنوبي وتسمى الكدرة ويشرف عليه مجموعة من الرجال الذين ينقرون الطبول في تراتيب معينة، ويضعون وسط الفرقة قدرا مغطى من جلد الماعز أو الإبل، وتنشد أناشيد الحسانيين نسبة إلى قبيلة بني حسان، وهو كانت موجودة في الأقاليم الجنوبية للمغرب ما بين القرن 15 و17.
الصناع التقليديون
وأشارت العروسي الى أن المعرض يضم ورشاً للصناع التقليدين الذين يبرزون مهاراتهم في فن النحت على الخشب والنحاس والتي تدل على تمسك المغرب بالحرف اليدوية والمحافظة عليها وتناقلها بين الأجيال.
القطفان
وقالت الفنانة المغربية بتول الميرواني إن القفطان يعد أحد رموز الثقافة الشعبية المتشبعة بأصالتها وتتميز الخياطة التقليدية للقفطان المغربي بانتمائها إلى مناطق مغربية مشهورة، تمزج بين أصالة الإتقان والخيوط »الصقلية« المترقرقة باللمعان.
أزياء تقليدية
ومن بين الأزياء المغربية الأصيلة، »الجلابية« (الجلباب المغربي)، والجابادور، والقفطان، والفوقية أو الكندورة، والدراعة، والبلغة، والتكشيطة، والملحفة، والشربيل.
وتتميز الأزياء التقليدية في المغرب بالتنوع الكبير الثقافي والجغرافي، إذ نهل الزي المغربي على مد العصور من مختلف الثقافات التي مرت فيها، فمنها ذات الطابع الأمازيغي، والعربي، والأندلسي، والصحراوي، والإسلامي.
أما »الجابادور« فيتكون من قطعتين، ويكون على شكل قميص قصير بدون غطاء الرأس يمتد حتى الركبتين وسروال فضفاض، بينما تعد »الفوقية« أو »الكندورة« لباسا ذا أكمام قصيرة وتكون فضفاضة وقصيرة والفوقية بأكمام أطول من الكندورة وتكون أضيق منها أيضاً وأطول..
ويعتبر زي »الدراعة« ثوب فضفاض له فتحتان واسعتان على الجانبين، وخيط من أسفل طرفيه وله جيب على الصدر، وهي عادة ما تكون بأحد اللونين الأبيض أو الأزرق.
ومن بين الأزياء المغربية النسائية، الجلابية »الجلباب« وهي لباس طويل يمتد حتى الكاحل، ويتوفر على غطاء للرأس، وترتديها النساء غالباً فوق لباسهن للخروج وينزعنها بمجرد الوصول إلى مكان الحفل.
التكشيطة
تعد »التكشيطة« من أزياء البدويات، فهي لباس تقليدي طويل مكون من قطعتين تلبسه المرأة المغربية خاصة في الأعراس والأفراح، وتتميز بنوعية الأقمشة الفاخرة التي تستخدم في صناعتها، وألوانها الجريئة والمتناغمة، إضافة إلى التطريز بشكل كثيف أحياناً، والتصميم الذي يراعي عنصر الاحتشام.
الــمــلـــحــفـــة الصــحـــراوية
أما »الملحفة« فتعبر عن المرأة الصحراوية، ومنها ما يناسب المرأة الشابة أو المُسنة، ويصل طولها إلى أربعة أمتار وعرضها لا يتجاوز المتر الواحد والستين سنتيمترا، ويتكون من قطعتين بلونين مختلفين، أزرق وأسود.
ويعتبر »الشربيل« حذاء تقليديا للنساء في المغرب، يقابلها »البلغة الرجالية«، إلا أنه يختلف عنها في الألوان والتطريزات، حيث تكون أكثر زخرفة ورونقا لتتلاءم مع باقي الألبسة النسائية.
أطـــبــــاق مـــغـــربـــية
وتضم المملكة أكثر من 20 ثقافة تتميز في مأكولاتها وملبسها وضيافتها وإيقاعاتها الحسانية التي تمتدح الرسول، وتتميز الأقاليم الجنوبية بـ»الكسكسي« المعد بلحم الإبل، كما تقدم في الضيافة التمر والحليب، إضافة إلى الشاي المغربي الصحراوي المدفون في باطن الأرض ويقدم في أكواب صغيرة تدعى »الكيسان«.
روح الــفــــروســـيــــة
القسم الرابع من جناح المتاحف يضم تجهيزات الفروسية والخيول الأصيلة والتي تسمى بـ»التبوريدة«، وهو نوع من الفروسية المغربية الأصيلة، وهي مسابقة تنافسية ليست من أجل الجوائز، بل تشمل الفرجة والمتعة، يضم القسم البنادق التي يستخدمها الفارس ومحافظ جلدية، ومجموعة من الإكسسوارات الخاصة بالتبوريدة كالخناجر والسيوف والجلباب وهو اللباس الرجالي التقليدي في المغرب.
مـــعــــالم الأرض
تعكس الأزياء المغربية معالم المناطق المستوحاة منها، فمنها الجبلي والصحراوي والتقليدي والحديث، ومنها ما يتناسب مع الأعراس والمناسبات السنوية، وسيتيح المعرض لزواره فرصة التعرف على أشهر الأزياء المغربية.
مملكتنا.م.ش.س