الإســتــثــنــاء المغربي في تدبير الخلافات بين المشارب الدينية بالمملكة
جدّد الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، تأكيده على الاستثناء المغربي في تدبير الخلافات بين المشارب الدينية بالمملكة. وذلك تعليقا منه على السجال الدائر مؤخراً بين بعض رموز ما يُسمى ب”السلفية” في المغرب، وبين مريدي الزاوية البودشيشية.
وقال عبادي في حوار أجرته معه جريدة المساء في عددها لنهاية الأسبوع إنه “لا سبيل للحديث عن مهاجمة السلفية للتصوف في سياقنا المغربي”.
وأرجَع ذلك لاعتبارين، أولهما: أن الاختيارات الكبرى لأهل المغرب في المجال الديني تضمن التجسير (الربط) بين النص الديني وأشواق الروح، أو بين الشريعة والسلوك. موضحا أن هذا الاعتبار يستند على قول الجنيد السالك رضي الله عنه “عِلمنا منوط بالكتاب والسنة”.
وعلاقة بذلك أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن ” المَشْرَب السلفي المغربي الأصيل نصّ رواده الكبار بجلاء، وينصّون على أن تجريد الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يتم دون الأخذ بكل مكونات الإرث النبوي المبارك، وفي مقدمتها مكون التزكية والتخليق، والذي هو لواء الإناطة، ومنشور الاضطلاع بأركانه منوط بالنصيحة، وصبر النفس، مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، انطلاقا من قوله سبحانه: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) (الكهف:28).”
وشدد عبادي في الاعتبار الثاني على أن لا أحد غير الملك محمد السادس يمكنه تسمية أحد المَشارب بإسم معين قائلا ” لا أحد غير أمير المومنين أيده الله يمكنه النطق الرسمي والمعترَف به باسم أحد المشارب، ذات الصلة بالمجال الديني”. وذلك في إشارة إلى أن مسمّى “السلفية” أو “الصوفية” في القاموس المغربي، يختلف عن ما يُطلق عليه بإسم “شيوخ السلفية” أو “الجماعات السلفية” أو “التكيات الصوفية” في المشرق.
واعتبر المُتحدث أن ما يصدر من تصريحات أو مقالات ضد اتجاه معين، تبقى مجرّد تعبير عن آراء قابلة للتأطير، قائلا “إن قول القائلين في حق أهل هذا المشرَب أو ذاك، لا يمكن حمله على غير التعبير عن الآراء القابل للتأطير في المجتمعات، التي كمجتمعنا بحمد الله، تتوافر على آليات لتدبير الخلافات، وللتحكيم عندما يقتضي الأمر ذلك”.
مملكتنا.م.ش.س