الطاقات البديلة ستظل على مقعد البـــــــدلاء

الثلاثاء 2 فبراير 2016 - 11:26

الطاقات البديلة ستظل على مقعد البـــــــدلاء

  • ظلت فكرة الاعتماد على النفط كمصدر للطاقة فكرة مطلقة لعدة عقود، فالاستخدام الكبير للنفط جعل منه المصدر الرئيسي والاقتصادي للطاقة التي لا يوجد لها بديل اقتصادي آخر ورغم اتجاه الدول إلى إيجاد بدائل طاقية أخرى لا سيما الطاقة المتجددة، إلا أن واقع الأمور يؤكد محافظة النفط على مكانته كأكثر طاقة من حيث الاستخدام.

كثر في السنوات الأخيرة الحديث عن الطاقة النظيفة كبديل، أنظف وأرخص، للطاقة النفطية؛ وقد ذهب تقرير أممي إلى القول إن الاستثمارات في الطاقة النظيفة مثل الرياح والطاقة الشمسية والوقود الحيوي أصبحت “منجما جديدا للذهب”. واستبشر علماء البيئة والمناخ خيرا، في السنوات الأخيرة، في ظلّ استمرار ارتفاع أسعار النفط، ما دفع أكثر نحو الاستثمار في الطاقة المتجدّدة.

ودفعت الحاجة إلى تجاوز أزمة الطاقة وسلبيات الاعتماد التام على النفط وتأثيرات الوقود الأحفوري على المناخ ومستقبل البشرية، دول العالم إلى التخطيط للتحول باتجاه تحقيق الطاقة المستدامة، وقد بلغت نسبة الاستثمارات في هذا المجال نحو 60 بالمئة، وسط توقّعات بأن تصل استثمارات القطاع إلى نحو 600 مليار دولار بحلول عام 2020.

لكن، يبدو أن تفاؤل أنصار الطاقة الخضراء ستغطّيه مسحة تشاؤم، فمثلما دفعت أسعار النفط الاستثمارات في هذا المجال إلى الارتفاع، فإنها تهدّد بتراجعها، أو على الأقلّ تعطيل المشاريع الخاصة بها وتأخير انطلاقها؛ حيث يتوقّع الخبراء أن انخفاض أسعار النفط بشكل حاد سيؤثر بالسلب على مصادر الطاقة النظيفة بدلا من أن يدفعها إلى الأمام.

والدليل على ذلك، أنه في أعقاب تراجع أسعار النفط، فقدت شركات الطاقة المتجددة أسهمها، فعلى سبيل المثال، انخفض تداول أسهم شركة باورشيرز ويلدجر هيل للطاقة النظيفة بنحو 30 بالمئة مقارنة بذروته خلال مارس الماضي، في حين تراجع تداول أسهم ذي فيرست تراست ناسداك كلين أدج غرين أنرجي بنحو 19 بالمئة مقارنة بذروته التي بلغها في مارس الماضي.

 
 

وسبب ذلك، وفق الخبراء، أن مبادئ عصر الثورة النفطية مازالت مترسّخة في العقلية الصناعية والاقتصاد العالمي، وبالتالي فإن هؤلاء الذين كانوا يخطّطون للاعتماد على الطاقة الشمسية لأنها أرخص من الطاقة النفطية، قد يعيدون التفكير بعد تراجع أسعار النفط، ومع ذلك “مازال هناك أمل”، وفق فلورا تشانغ، الباحثة في مجال الطاقة. وتعترف تشانغ، في تصريحات لشبكة سي إن بي سي الأميركية، أنه سوف يكون لتراجع أسعار النفط بعض التأثير، ومثلما كان ارتفاع أسعار النفط المحرك الرئيسي للطاقة المتجددة، فإنه سيكون أحد أسباب تعطّل تطوّرها.

وينافس النفط الطاقة المتجددة بشكل مباشر فقط في حوالي 5 بالمئة من السوق، في تلك الأماكن حيث يتم استخدام النفط في توليد الطاقة، لا سيما الشرق الأوسط (المملكة العربية السعودية تستخدم النفط لتأمين 55 بالمئة من احتياجاتها من الكهرباء، و36 بالمئة في الشرق الأوسط ككل)، وفي منطقة البحر الكاريبي (جامايكا 91 بالمئة).

ورغم الأرقام المسجلة في مجال الاستثمار في الطاقة البديلة، يبقى النفط سيد الطاقة في العالم، والدليل على ذلك الصراعات المندلعة في أنحاء متفرقة من العالم، وخصوصا في الشرق الأوسط، والتي يعتبر النفط، أحد أهم محرّكاتها وأسبابها. ويدعم هذا التوجّه التقرير السنوي لشركة أكسون موبيل، عملاق النفط الأميركي. حيث يشير تقرير العام 2015 إلى أن النفط بكل أنواعه سيستمر كأهم مصدر للطاقة في العالم لعقود قادمة.

وتتوقع أكسون موبيل أن يستحوذ النفط على 32 بالمئة من مصادر الطاقة في عام 2025. أما في عام 2040 فسيحافظ النفط على نسبة 32 بالمئة من مصادر الطاقة العالمية.

وسيكون النفط في عام 2040 عبارة عن 60 بالمئة من النفط الخام التقليدي والباقي عبارة عن نفط غير تقليدي، بالإضافة إلى سوائل الغاز الطبيعي وبعض السوائل البترولية الحيوية. وتشير التوقعات إلى ارتفاع استهلاك العالم للنفط من 90 مليون برميل في اليوم حاليا إلى 110 – 120 مليون برميل بعد 10 أعوام، وإلى 130 – 140 مليون برميل بعد 20 عاما.
مملكتنا.م.ش.س/عرب

Loading

مقالات ذات صلة

السبت 14 ديسمبر 2024 - 23:06

الحوارات الأطلسية .. الدعوة إلى تعزيز التعاون بين مراكز التفكير من أجل بلورة حلول عالمية

السبت 14 ديسمبر 2024 - 22:50

المغرب يتموقع كقوة إقليمية تستند لرؤية ملكية “مبتكرة” (خبير سنغالي)

السبت 14 ديسمبر 2024 - 21:16

الجنوب، دعوة إلى الحوار والتنوع واحترام السيادة (السيد هلال)

السبت 14 ديسمبر 2024 - 19:47

المغرب، فاعل رئيسي في تجديد التعددية على المستوى العالمي (نجاة فالو بلقاسم)