مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يحتفي في دورته 22 برائدات بصمن التاريــــخ المغـــــــربي

الجمعة 12 فبراير 2016 - 15:13

مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يحتفي في دورته 22 برائدات بصمن التاريــــخ المغـــــــربي

تحتفي مدينة فاس في إطار الدورة ال22 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة ( 6 ـ 14 ماي) بالنساء الرائدات اللواتي بصمن من خلال أعمالهن ومبادراتهن التاريخ المغربي.

ويعد «مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة»، الذي كان ينعت في ما قبل بمهرجان فاس الدولي للموسيقى الروحية، من بين المهرجانات الفنية المغربية التي عملت على استقطاب العديد من الأصوات العالمية والعربية التي تشتغل بالكلمة والنغم الروحيين، وحققت سمعة جيدة على المستوى الدولي.
فمنذ انطلاقه في عام 1995 بمبادرة من جمعية «فاس ـ سايس» ومهرجان فاس الدولي للموسيقى الروحية يسعى بخطى حثيثة لتحقيق العالمية عبر البحث في المقدس والروحي والاشتغال في دوراته الست السابقة على موضوعات روحانية وهي على التوالي: «ذاكرات الروح الشرقية والغربية» 1995، «المقدس كنشيد للحياة» 1996، «القرابين: معنى الهبة والرحمة في تقاليد المقدس» 1997، «أعلى أماكن الروح» 1998، «الايمان والتصوف والادراك: مسالك المعرفة» 1999 و«حوار الحضارات» 2000.
وقد تميزت الدورة السابعة من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، التي نظمت هذا العام ما بين الاول والتاسع من يونيو (حزيران) الجاري تحت شعار «العولمة والقيم الروحية» بانفتاحها على العديد من التجارب الفنية مختلف القارات واعادتها الاعتبار لبعض الفنون المغربية التي ظلت منذ زمن غائبة عن المهرجانات من مثل فن «دقة تارودانت» التي افتتح بها المهرجان، الى جانب الفنانة الاميركية آبي لنكولن. والدقة (من دق أي قرع) فن شعبي صوفي ظهر في القرن الثاني للهجرة وعرف أوجه على عهد الموحدين والسعديين.
وبالرغم من أنها أقل شهرة من «الدقة المراكشية»، فإن «دقة تارودانت» التي تأخذ اسمها من مدينة تارودانت بجنوب المغرب، تعتبر من قبل بعض المختصين، الأصل في هذا الحفل الشعائري والديني والموسيقي، الذي يشكل لحظة مهمة في تاريخ المدينة. وبتزامن المهرجان مع ذكرى عيد المولد النبوي الشريف خصص منظمو المهرجان احدى أمسياته لـ«مولديات المغرب» بمساهمة أهل التوات، عيساوة فاس، مجموعة الجيلاني، امحمد ابا جدوب والتهامي الحراق مع مجموعة الامام البوصيري برئاسة محمد بنيس.
أما باقي السهرات فقد أحياها فنانون من افريقيا وآسيا واميركا وهم: الأخت ماري كيروز من لبنان وكولينسو أبا فانا من جنوب افريقيا والشيخ أحمد التوني من مصر وانريكي مورينتي من اسبانيا وعابدة بارفين من باكستان ومجموعة ناجيلا من فرنسا ومجموعة ميكورلوغوس من ايطاليا ومجموعة الكندي من سورية بادارة الفنان الفرنسي جوليان جلال الدين فايس بابداع مشترك لكل من المنشدين الحلبيين عمر سرميني وأديب الدايخ في غياب الفنان صبري مدلل لآسباب صحية.

وللاشارة فإن مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يعرف حضورا قويا للقنوات التلفزية العربية والأجنبية وللصحافة الدولية. ونظرا لارتفاع ثمن تذاكر العروض أقدمت هذا العام جمعية «نداء فاس» بتعاون مع الجماعة الحضرية لفاس على تنظيم مهرجان شعبي مواز لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بساحة «بوجلود» بفاس تحت شعار «فاس في احتفاء»، وذلك حتى يتمكن الجمهور الفاسي العادي من الاستمتاع بالموسيقى وبالطرب الأصيل.

وقد كانت هذه المبادرة، التي انضمت اليها في نهاية المطاف جمعية «فاس ـ سايس» بمثابة اعتراف رسمي بنخبوية هذا المهرجان الذي يطغى عليه الطابع التجاري، وذلك بدليل بداية تكرار الأصوات فيه (الأخت ماري كيروز، أديب الدايخ، فن الكوسبيل الأميركي) واستنفاد تيمة المقدس والروحي لشحناتها. وهو ما يدفع الى التساؤل هل سيستمر هذا المهرجان اذا لم يعد هناك جديد في موضوعات المقدس والروحي التي اتخذها شعارا له منذ انطلاقته، أم أنه سيغير موضوعاته ليصبح مهرجانا آخر  ؟

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الجمعة 11 يوليو 2025 - 16:38

الرباط .. الماء يوحد الذاكرة في الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي “مغرب الحكايات”

الجمعة 11 يوليو 2025 - 11:08

القنيطرة .. أنشطة تربوية وترفيهية متنوعة في إطار الدورة الـ26 للمقام الثقافي لفائدة أطفال مغاربة العالم

الخميس 10 يوليو 2025 - 21:51

جماعة حد بوحسوسن .. افتتاح فعاليات المهرجان السنوي في دورته الثامنة

الإثنين 7 يوليو 2025 - 17:26

الرباط .. ساحة باب الحد تتحول إلى فضاء نابض يحتفي بفن الحكاية