الإمـــــارات تطلق مبادرة لتشجيع القراءة إنطلاقا من المغـــــــــرب
أطلقت الإمارات مبادرة كبرى لتشجيع القراءة في المغرب، وذلك على هامش فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدار البيضاء، الذي اختتمت فعالياته الأحد 21 فبراير الجاري، بينما تستمر المبادرة الإماراتية على مدى سنة كاملة.
المبادرة الجديدة سوف تمكن القارئ المغربي من الاطلاع على مختلف أعمال الكتّاب والمبدعين الإماراتيين، والتواصل معهم على مدار السنة. وقد تم إطلاق المبادرة بتعاون مع مشروع “القراءة للجميع” فـي المغـرب، الـذي يعمل فيـه نحو 300 متطوع، يتوزعون على أربعين مدينة مغربية.
أعلنت وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في حكومة الإمارات، عفراء الصابري، عن إطلاق مبادرة “القراءة للجميع”، انطلاقا من مدينة الدار البيضاء المغربية، حيث حلت الإمارات ضيفة على معرضها الدولي للنشر والكتاب في دورته الثانية والعشرين (12 إلى 21 فبراير الجاري).
شـــــــــــراكة ثقافية
أكدت المسؤولة الإماراتية أن المبادرة تروم دعم وتشجيع المثقفين والمبدعين الإماراتيين، من أجل الوصول إلى القارئ المغربي، واللقاء بالمثقفين والمبدعين المغاربة، وكذلك من أجل “تعريف الجمهور المغربي بالثقافة الإماراتية، وضمان وصول إبداعاتهم الفكرية والأدبية إلى القارئ العربي والعالمي، إلى جانب تمكين المؤلفين والكتاب والأدباء والمثقفين والمبدعين الإماراتيين من خلال الحضور الفعال على المستويين العربي والعالمي”.
وبموجب هذه الشراكة الثقافية الثنائية، اتفق الطرفان على أن تضع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة كل إصداراتها من الكتب الثقافية والأدبية رهن إشارة المشروع المغربي “القراءة للجميع”، مع تنظيم ورشة تعريفية بكل إصدار ثقافي وأدبي، وضمان عرضه في جميع اللقاءات ومعارض الكتاب المغربية.
إذا كانت الإمارات قد جعلت من سنة 2016 سنة للقراءة، فإن سؤال القراءة يبدأ بالطفل أساسا. من هنا، شددت أسماء الزرعوني، في ندوة أخرى عن “أدب الطفل في الإمارات” على أهمية القراءة بالنسبة إلى الطفل، والسر من وراء اهتمام الإمارات بأدب الأطفال. وهي الندوة التي شارك فيها الباحث الإماراتي علي عبدالقادر الحمادي، نائب رئيس جمعية حماية اللغة العربية، واستعرض فيها تجربة الإمارات في النهوض بأدب الطفل العربي، مثلما شهت مشاركة شيماء المرزوقي، عضو المجلس الإماراتي للكتاب اليافعين. وجاء هذا اللقاء في صيغة ورشة مفتوحة حول سؤال عن: الطفل والقراءة والكتابة للطفل.
المبـــــــــــــادرة تروم دعم وتشجيع المثقفين والمبدعين الإماراتيين الوصول إلى القارئ المغربي واللقاء بالمبدعين المغـــــــــاربة
وتأتي الندوة للفت الأنظار إلى مركزية أدب الأطفال في المشروع الثقافي الإماراتي، وهي الدولة التي راهنت على توفير كل الإمكانيات الكفيلة بتنشئة مجتمع قارئ ومبدع وخلاق. وهذا ما شددت عليه ندوة “أدب الطفل في الإمارات: متطلباته وطموحاته”، وهي الطموحات والأحلام التي تحاول الثقافة الإماراتية الاستجابة لها، من خلال مواكبة دائمة ودائبة لمختلف تطورات العصر المعرفية والتكنولوجية والثقافية والأدبية، مع الحرص على هوية الإنسان الإماراتي، المنفتحة على محيطها العربي وأفقها الكوني الفسيح.
روايـــــــة المــــــــــــــــــــرأة
لم تصدع الكاتبات بأصواتهن في الإمارات فحسب، بل وصلت أيضا إلى المغرب الأقصى، وامتدّ صدى أصواتهن عاليا في المعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدار البيضاء.
فقد حل الإمارات ضيفة شرف على فعاليات معرض الكتاب المغربي، وحلت شاعرات وكاتبات من الإمارات ضيفات مشاركات في البرنامج الثقافي للمعرض.
ومن هذه اللقاءات لقاء بصيغة المؤنث، احتضنته قاعة محمد العربي المساري حول “الرواية الإماراتية”، بمشاركة فتحية النمر وريم الكمالي، وهو اللقاء الذي تحدثت فيه الروائيتان عن تجربتهما وتجربة المنجز الروائي النسائي في الإمارات.
وقبل ذلك، سجلت الناقدة المغربية زهور كرام، وهي التي تسيّر هذا اللقاء، ارتفاع وتيرة الإصدارات الروائية الإماراتية، وخاصة النسائية منها، وهو ما اعتبرته تعبيرا عن شغف المرأة الإماراتية بأن تتحدث بصوتها الخاص، وأن تبوح بأوجاعها، وتحكي عن مكنوناتها وكينونتها الخاصة بنفسها. ونبهت الناقدة إلى أن هذا التراكم على مستوى المدونة السردية النسائية في الإمارات دليل على تحولات مفصلية تعيشها دولة الإمارات، على مستوى الحرية والانفتاح، والاعتراف بالمرأة والإنصات إلى صوتها، على أساس أن المرأة، كما تقول زهور كرام هي “حاضنة الذاكرة الجمعية”.
أما الروائية الإماراتية فتحية النمر، فقد أعلنت في مستهل ورقتها، أن الرواية الإماراتية أنثى، وأن المرأة هي بطلة الرواية الإماراتية، وهي الساردة أو الشاهدة على الأحداث، والفاعلة أيضا. لذلك، فقد كان مهمّا أن تحترف المرأة الإماراتية كتابة الرواية، لتحكي عن نفسها بنفسها، وأن لا تظل تنصت إلى الآخرين، وهم يتحدثون عنها، من غير أن تقول كلمتها وروايتها.
من هنا، تقول صاحبة “كولاج”، سوف تصعد إلى الواجهة أصوات جذابة وقوية في الرواية الإماراتية المعاصرة، منذ المؤسسة سارة الجروان، مرورا بتجربة أسماء الزرعوني وصالحة غابش، وصولا إلى المرحلة الراهنة، التي تمثلها ثلاثة أسماء أساسية، في نظرها، ويتعلق الأمر بلؤلؤة المنصوري وفاطمة المزروعي وريم الكمالي. ورابعتهن المتحدثة نفسها فتحية النمر، وهي التي تعتبر نفسها روائية محترفة، تمتهن كتابة الرواية وتشتغل على التجربة الروائية بشكل يومي، من غير انقطاع.
أما صاحبة الرواية التاريخية “سلطنة هرمز” الروائية ريم الكمالي، فأسرّت للحاضرين بأن سرّ اشتغالها بالرواية التاريخية وانشغالها بالذاكرة الإماراتية هو الحفر عميقا في سؤال الهوية، وإعادة تشكيل هذه الهوية، عبر ذاكرة المكان، من خلال عوالم روائية تستطيع أن تتخطى وصف الظاهر نحو البوح بالسرائر، والإنسان والحس والوجدان الفردي والجماعي. مثلما تحدثت الكاتبة عن تجربتها في روايتها التاريخية “سلطنة هرمز”، والتي خاضت معها مخاضا عسيرا، قبل ظهورها.
وبحسب ضيفة المعرض، تقع على عاتق الرواية الإماراتية مهمة كتابة ذاكرة أمكنة مهجورة ومعزولة لم تشتغل عليها الرواية العربية، وتلك مهمة الروائيات والروائيين الإماراتيين اليوم.
مملكتنا.م.ش.س/عرب