المغــــــــــرب دولة عظمــــــــــــــــــــى
أحداث تاريخية مهمة تلك التي شهدها العالم الإسلامي على مر العصور انطلاقا من الخلافة الإسلامية مرورا بالإمبراطورية العثمانية إلى التقسيم الحالي الذي يشهده العالم الآن، و مع قراءتنا السطحية لهذا التاريخ سيتبين لنا و من دون شك أن التاريخ الإسلامي عرف مؤامرات عديدة من طرف دول الغرب تارة و من طرف بعض المنظمات تارة أخرى، كانت سببا رئيسي في استعمارها أو تفكيكها و الإطاحة بأنظمتها.
لكن و لو تمعنا بشكل صحيح في هذا التاريخ أو بالأحرى في هذه الأنظمة سنجد أن السبب الرئيسي في سقوطها هي نفسها تلك الأنظمة و تتحمل كل العواقب، بسبب تهاونها الإداري و الاقتصادي و سوء إدارتها الأمني ما خلق ثغرات و هفوات تم استغلالها بشكل صحيح من طرف الخصوم.
المغرب أيضا عانى الشيء الكثير من هذا القبيل، صراعات و مشاكل لم تخرج منها المملكة بسلام إلا بمشقة و بتنازلات شملت مجموعة من القضايا حسب كل فترة من فترات التاريخ، جعلته ضعيفا أو بمعنى أخر منشغلا في مشاكل تحده بشكل كبير من النمو.
و مع تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس حكم البلاد تغير كل شيء، نعم تغير كل شيء، فبفضل سياسته الاستباقية و وعيه الكامل بالمنظومة العالمية، أطلق مجموعة من الإصلاحات همت جميع الجوانب، فلو تمعنا بشكل معمق في مغرب القرن العشرين و مغرب اليوم، هل كانت لدينا نفس هذه الحرية التي نعيشها اليوم؟ هل كانت لنا نفس هذه الحقوق؟ هل كانت لنا تجهيزات و بنية تحتية مثل التي نراها اليوم؟ هل كانت لنا مشاريع استثمارية ضخمة؟ هل كان لنا جيش بهذا العتاد و التكنولوجيا يحمينا برا و بحرا و جوا و يصنف اليوم ضمن اقوي جيوش العالم ؟ هل كنا ننعم بمثل هذا الأمن و الأمان الذي أصبحت فيه دول كبرى تطلب من المغرب المساعدة الأمنية و الاستخباراتية بعدما كانت في الماضي هي من تقدم يد العون و المساعدة ؟
كل هذه المشاريع و الإصلاحات لم تأتي بشكل اعتباطي، و قد كلفت المغرب أموالا طائلة في ظروف ممكن أن نقول أنها كانت جد قاسية بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، لكنها لم تكن مستحيلة في ظل وجود ملك يملك هذه الإرادة القوية.
اليوم ممكن أن نقول أن المغرب يملك رأسمال بشري و رأسمال لامادي كما انه يملك رأسمال ملكي، فالمؤسسة الملكية وحدها القادرة على تحقيق ما ننعم به اليوم و وحدها القادرة على مواصلة هذه الإصلاحات و وحدها القادرة على جعل المغرب يضاهي باقي القوى العالمية .
إن المغرب اليوم يحذو حذو الدول الكبرى فجل هذه الدول هكذا كانت بدايتها و هكذا انطلقت … و المغرب اليوم أصبح أكثر قوة من أي وقت مضى و أكثر استقرار من أي وقت مضى …
فهل هي بداية تأسيس دولة عظمى اسمها المغــــــــــرب ؟
بقلم عثمـــان بنجلـــــون
مملكتنا.م.ش.س