السيسي صديق المغــــرب الجــــديـــــد
مصر تدعم البوليساريو … هذا هو السيناريو الذي كان منتظرا لولا وجود ملك يقود هذه البلاد، فمنذ الإطاحة بنظام مرسي و صعود عبد الفتاح السيسي رئيسا على مصر انقسم الشعب المغربي إلى قسمين بين قسم مؤيد للسيسي و قسم أخر رافض لما يقع داخل مصر و واصفا إياه بالانقلاب، و هذا أمر عادي جدا فكل شعوب العالم لها الحق في التعاطف أو التضامن مع باقي الشعوب حسب التوجه الإيديولوجي و الفكري و حسب منظورهم الشخصي.
لكن ما وقع في المغرب أمر غير عادي جدا فكيف لحزب سياسي مسؤول يشكل الأغلبية في الحكومة يعلن و بشكل شبه رسمي تضامنه مع الإخوان المصريين و رفضه القاطع لما آلت إليه الأوضاع بدولة مصر الشقيقة، و هو ما تابعناه جميعا بين الفينة و الأخرى تارة في صور لوزراء حزب العدالة و التنمية و هم يجسدون بأيديهم رمز رابعة و تارة أخرى في تصريحات صحفية لبعض قياديي الحزب، بينما موقف المغرب الرسمي كان محايدا و واضحا منذ البداية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الخاصة بهم.
هنا أتساءل، ماذا لو كان رئيس الحكومة هو رئيس الدولة و هو واضع سياستها الخارجية ؟
بالتأكيد كانت ستكون النتائج كارثية في هذا الملف، بل أيضا و في العديد من الملفات المشابهة، ربما كان سيعلن رسميا قطع العلاقات مع مصر، و ربما يصرح و بشكل ثوري أن السيسي زعيم الانقلابيين، و بالتالي ربما الدخول في صراعات أخرى غير محسوبة العواقب، ستؤدي لا محالة إلى التعامل بالمثل من القيادة المصرية، و ربما تؤدي إلى تقديم الدعم السياسي و العسكري إلى البوليساريو أو على الأقل الاعتراف بالجمهورية الوهمية.
كل هذا و أكثر كان من الممكن أن يحصل لو أن المغرب انحاز بعاطفته و ترك مصلحة البلدين جانبا.
السيسي الآن رئيسا لمصر و هو الممثل الرسمي لأشقائنا المصريين، و بالتالي يجب مساندته و دعمه، يجب فتح قنوات التواصل و التعاون في سبيل تعزيز المصالح المشتركة للبلدين لا تهديمها بالتدخل في الشؤون الداخلية الخاصة بكل بلد، فلو كانت السياسات الخارجية للدول تؤخذ بهذا الشكل الذي يفكر فيه بعض مسؤولي حزب العدالة و التنمية لكان العالم يشهد حروبا مفتعلة في كل مكان و بدون توقف.
نحمد الله أن لنا ملكا يحكم هذا البلد، ملكا رشيدا له القدرة على استباق الأحداث و له القدرة على وضع إستراتيجية سياسية صحيحة للبلاد، فقريبا سيزور السيسي المغرب بعد الدعوة الرسمية التي وجهها له الملك محمد السادس، و ربما تشهد هذه الزيارة اتفاقيات شراكة مهمة لصالح المغرب و شعبه، و بالتالي نستفيد من مصر السيسي ما لم نستفيد منه من قبل.
بقلم عثمان بنجلون
مملكتنا.م.ش.س