هكـــــذا إستفاد قطاع السياحة في المغــــــرب من يقظة رجال الحموشــــــــي
لا يستقيم الحديث عن المغرب كوجهة سياحية آمنة دون الحديث عنه كدولة يقظة بأجهزة استخباراتها ورجال أمنها، وهي اليقظة التي شكلت صمام أمان المنتوج السياحي والفندقي في ظرفية إقليمية ودولية متوترة بفعل الهجمات الإرهابية التي يقودها تنظيم “داعش” داخل عواصم بعض البلدان العربية والأوروبية وغيرها. “الأيام” تنسج خيوط العلاقة بين يقظة الأمن المغربي وأداء النشاط السياحي.
لم يعد رهان الأجانب في تحديد الوجهة السياحية المفضلة ينحصر فقط على نوعية منتوج وثقافة وطبيعة بلد الاستقبال، بل أصبح رهانهم يركز أيضاً على الواقع الأمني الذي تنعم به هذه الوجهة، باعتباره أولوية فرضها توسع نطاق الهجمات الإرهابية التي تبناها مقاتلو “داعش” وغيرها من التنظيمات المتطرفة داخل بلدان عربية وأوروبية على الخصوص.
وخلافا لتونس ومصر وفرنسا وغيرها من البلدان التي تضرر وضعها السياحي في الشهور الأخيرة جراء الهجمات الإرهابية لتنظيم “داعش”، استطاع المغرب بفضل يقظته الأمنية أن يضمن الحماية المطلوبة لأنشطة القطاع الفندقي، وهو التميز الذي يترجم نجاعة السياسة الاستباقية التي تعتمدها بلادنا، والتي أدت، حسب مصادرنا بمديرية الأمن الوطني، إلى تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية الخطيرة وهي على وشك إعداد ترتيباتها الأخيرة لتنفيذ عمليات “داعشية” في بعض المواقع السياحية الحساسة بمدن مراكش والصويرة و أكادير وغيرها.
وأفادنا مصدر أمني مسؤول بمدينة مراكش أن وصفة السياسة الاستباقية التي تعتمدها أجهزة الأمن لحماية المواقع السياحية الهامة من التهديدات الإرهابية المحتملة ترتكز بالأساس على رفع درجة التأهب، وتكثيف التعزيزات الأمنية بمحيط وجنبات الوحدات والمؤسسات السياحية الهامة، وتأمين الشوارع المؤدية إلى مختلف المناطق السياحية والفندقية، ومعها المواقع الاستراتيجية الحساسة، وهي الإجراءات التي يجري تنفيذها في مدينة مراكش، كما في غيرها من المدن التي تشتهر بتوافد أعداد هامة من السياح كأكادير وطنجة والدار البيضاء، تضيف مصادرنا في تصريح لـ “الأيام”.
ولتحقيق هذه الغاية، أفادتنا المصادر ذاتها بأنه قد تم تنصيب كاميرات مراقبة متطورة بمختلف الأماكن والمواقع السياحية المتواجدة داخل هذه المدن، كإجراء وقائي واستباقي لرصد التحركات المشبوهة ومواجهة أي عمل إرهابي محتمل، هذا إلى جانب التنسيق الذي يجري بين مختلف الأجهزة الأمنية، بما فيها مصالح الديستي والدرك والقوات المساعدة ومديرية الأمن والوقاية المدنية، من أجل خلق مراكز قيادة موحدة داخل المصالح المركزية، هدفها التدخل السريع لحل جميع المشاكل الممكن حدوثها في آجال سريعة ومناسبة، تضمن الفعالية القصوى لاحتواء أي طارىء، تبرز مصادرنا.
يقظة الأمن ودور الاستخبارات في حماية النشاط السياحي ببلادنا يستشعرهما جيدا فاعلون بالقطاع، حيث تأكد لنا على لسان أكثر من مصدر أن واقع السياحة الوطنية كان بإمكانه أن يكون أسوأ مما هو عليه اليوم، لولا يقظة رجال الأمن ومساهمتهم في خلق جو من الطمأنينة والأمان في نفوس السياح الأجانب، وهي الحقيقة التي يعترف بها فاعلون بالقطاع داخل بلدان عالمية، يشهدون بواقع نجاح المغرب في احتواء مخاطر الإرهاب المحدقة بالمؤسسات السياحية، خلافا لبلدان مشابهة كمصر وتونس التي تعرضت لهجمات إرهابية استهدفت متحف باردو الوطني التونسي ومدينة سوسة السياحية.
يأتي ذلك في الوقت الذي صنف تقرير صادر عن مجلس حقوق الانسان، التابع لمنظمة الأمم المتحدة، الاستخبارات المغربية كأقوى جهاز أمني في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، المعروفة اختصارا بمنطقة “مينا”، معترفا بتمكن المغرب بفضل توفره على هذه الاستخبارات من ضمان الاستقرار والسلم، في الوقت الذي عرفت فيه بلدان عربية ومغاربية أحداثا إرهابية محسوبة على مقاتلي داعش وبعض التنظيمات الإرهابية، وهو التفوق الذي حققته استخبارات المغرب مقارنة بنظيراتها داخل البلدان المتضررة، نتيجة اعتمادها على برنامج أمني استباقي يمتاز بالقوة والفعالية في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب، بالاضافة إلى أنها، يبرز تقرير المنظمة، ترتكز على مبدأ التعاون مع أجهزة الاستخبارات الدولية كالأمريكية والصينية والروسية والبلجيكية، إلى جانب التنسيق مع بلدان الخليج العربي، وهو ما ساعد المغرب على تعزيز مكانته على الصعيد العالمي.
مملكتنا.م.ش.س/الأيام