أنقـــــــذوا نســـــاء الكــــــــــــــــــــــون
في عالم مادي مصلحي لا توجد فيه حياة إلا للأغبياء، تنكسر المرأة و تمنع من المواطنة أحيانا و من حياة طاهرة أحيانا و في بعض الدول، هكذا هي أوطاننا مدمرة لا تخلوها صراعات بدائية بينما حلولها نهائية.
عن أي عيد يتحدث العالم؟ و نساء العالم مشردة، و نساء جبال الأطلس توقفت ساعاتهن عند القرون الوسطى، و نساء الفقراء عاريات لكسو فلذات أكبادهن، و نساء محرومات من ابسط شروط الحياة اليومية، و نساء يعشن اشد المعانات مع أزواجهن أو مع أرباب العمل أو مع دون توفير أهم احتياجاتهن المعيشية…
هل 8 مارس عيد لجميع نساء الكون أم هو عيد لفئة من النساء فقط ؟
ففي المغرب على سبيل المثال تطفو علينا دائما في 8 مارس من كل سنة ملصقات و إعلانات هنا و هناك لحفلات و أنشطة جمعوية خاصة بهذه المناسبة تعيد إلينا نفس الوجوه المنفوخة و نفس الأسماء المنقوشة بالرمال لا غير، أنشطة يمكن وصفها بالركيكة فهي لا تقدم أي إضافة تذكر، فقط استرزاق بعض جمعيات المجتمع المدني و التي غالبا ما تحضى بدعم وفير من المجالس المنتخبة، بينما تظل اغلب النساء تغوص في أوحال التهميش و الإقصاء، نساء في ظلام دامس لم تسلط بعد عليهن الأضواء و النجومية رغم كل ما يقدمونه من تضحيات في سبيل إنجاب و تكوين أبطال في شتى المجالات.
فأين هو العيد إذن؟ فقد صدق الكاتب الفرنسي “جيلبير سيسبرون” حينما قال: “منذ ألاف السنين و النساء تنجبن الرجال و تربيهن و تكونهن، و في المقابل خلق الرجال عالما يصعب على النساء العيش فيه”، فالمرأة عندما تضحي و تستميت من اجل أطفالها، و عندما تصفح و تضمد الجروح، و عندما تحب و تصبح ملاذا عند الشدة، و راحة المحارب بعد التعب و الإرهاق، فلن تفكر أبدا في أخد مقابل لذلك..
الم يعي العالم بعد أن الاهتمام بالمرأة هو اهتمام بالمستقبل؟ فبعض الدول المتقدمة الآن أصبحت تضع مستقبل البلاد في كف و نساء البلاد في كف آخر لوعيها الكامل بدور المرأة في تطوير الشعوب و تحديثها، فكل ما يمكن للمرء أن يستمده في حياتنا هذه من خير أو من شر لا يكمن إلا في وجود امرأة تكرس الحياة الوجودية.
بقلم عثمان بنجلون
مملكتنا.م.ش.س