الشــركـــــات المغـــربية تغزو أسواق أفريقيا وفق أسس مدروســــــة
- أكد خبراء اقتصاديون أن النمو المتسارع لاستثمارات الشركات الخاصة المغربية في أفريقيا مكنها من تعزيز مكانتها في السنوات الأخيرة وترسيخ جذورها خاصة في بلدان غرب أفريقيا من خلال التركيز على الخدمات المالية والبناء والقطاعات المنتجة.
أكد مكتب الصرف التابع لوزارة المالية المغربية، أن حجم الاستثمارات المغربية المباشرة في القارة الأفريقية يواصل تسجيل نموه الكبير في دول الساحل وغرب أفريقيا.
وتمثل الاستثمارات المغربية المباشرة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء 83 بالمئة من إجمالي تدفقات الاستثمارات المغربية المباشرة نحو القارة، ونحو 49 بالمئة من إجمالي الاستثمارات المغربية في الخارج بين عامي 2003 و2014.
وقال الدكتور مراد زناسني أستاذ الاقتصاد والتدبير بكلية الناظور إن توجه القطاع الخاص المغربي نحو أفريقيا هو نتيجة مجموعة من العوامل تزخر بها القارة السمراء لجذب المستثمرين.
وأضاف أنها تتميز بمعدلات النمو القوية والاستثمار في البنية التحتية والطاقة الإنتاجية، إضافة إلى غناها بالموارد الطبيعية والبشرية وتنامي الاستهلاك الخاص واتساع الطبقة الوسطى.
وقال حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، خلال الدورة الرابعة لمنتدى أفريقيا والتنمية، نهاية الشهر الماضي في الدار البيضاء، أن النهوض بالاقتصاد الأفريقي يتطلب البحث عن تطوير الموارد الأولية وتثمينها، وتسريع الاندماج الاقتصادي والاستمرار في دعم القطاع الخاص.
وأشار إلى أن الحاجة لتمويل الاستثمار الخاص لأن القطاع العام لا يمكنه الاضطلاع بكل المسؤوليات في هذا الاتجاه، إضافة للحاجة لتطوير مناخ الأعمال لطمأنة الممولين والمستثمرين.
مراد زناسني:استمـــارات الشركات المغربية تسهم في تنمية أفريقيا والاقتصاد المغربـــــــــــــــــــي
وتقدر الأراضي غير المزروعة في أفريقيا بنحو 600 مليون هكتار، أي نصف الأراضي الخصبة غير المستغلة دوليا، كما أن الغابات تغطي أكثر من 23 بالمئة من مساحة القارة.
ويؤكد خبراء صندوق النقد الدولي أن احتياجات القارة إلى تمويل مشاريع البنية التحتية تقدر بحوالي 540 مليار دولار في أفق 2020.
وأكد زناسني لـ“العرب” أن توجه الشركات الخاصة المغربية نحو هذه السوق الواعدة سيتمكن المغرب من تنويع أسواق الصادرات وتعزيز استثماراته الأجنبية في البلدان الأفريقية، مما يحد من اعتماده على أوروبا من حيث التجارة والاستثمار الأجنبي.
وأضاف أن المغرب سيلعب دورا استراتيجيا كشريك لأوروبا والولايات المتحدة في المنطقة، وأكد أن هناك توجها أوروبيا ورهانا أميركيا على أن يكون المغرب بوابة لمشاريعهما في القارة، وهو ما يعطي المغرب قوة استراتيجية واقتصادية في المنطقة.
وأكد زناسني أن استثمارات القطاع الخاص المغربي في أفريقيا يتركز بشكل واضح في قطاعات رئيسية، أبرزها البنوك والاتصالات، تليها بدرجة أقل قطاعات البناء والصناعة.
وتشير دراسة أشرف على إنجازها خبراء في مجال الاستثمارات في وزارة المالية المغربية حول الاستثمارات المغربية في القارة السمراء في الفترة الممتدة بين 2010 و2014، إلى أن الاستثمارات المباشرة التي رصدتها شركات القطاع الخاص في المغرب تصل إلى مليار يورو، إضافة إلى الاستثمارات غير المباشرة التي لم يتم تقدير قيمتها.
وأشار زناسني، إلى أن الاستثمارات المغربية في قطاع الصناعات التحويلية لا تزال ضعيفة. وأكد أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط المغربي وضعت استراتيجية استباقية لدعم أفريقيا في التنمية الزراعية من خلال توفير الأسمدة اللازمة الأقل تكلفة وأكثر قدرة على التكيف مع المحاصيل والتربة الأفريقية.
وأكد أنه مع نضوج السوق المالية المغربية، التي يصل فيها معدل الوصول إلى الخدمات المصرفية إلى حدود 60 في المئة، فإن البنوك المغربية الكبرى بدأت بتطبيق استراتيجية النمو الخارجي.
وأضاف أنها توجهت إلى السوق الأفريقية لاغتنام الفرص التي تتيحها تلك السوق الواعدة، التي تتوفر على أدنى معدل للوصول إلى الخدمات المصرفية في العالم، والذي يتراوح ما بين 5 إلى 10 بالمئة.
وتشير تقديرات تقرير المراقبة المصرفية للأسواق الناشئة لسنة 2014 إلى أن أكبر 3 بنوك مغربية وهي التجاري وفا بنك والبنك الشعبي والبنك المغربي للتجارة الخارجية، تمكنت من خلال عمليات الاستحواذ وافتتاح فروع واسعة، مضاهاة نظيراتها الفرنسية الفاعل التاريخي الأساسي في البلدان الأعضاء في البنك المركزي لدول غرب أفريقيا وفي المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا (سيماك).
وقال زناسني إن المغرب استفاد بشكل كبير من توسع خارطة فروع بنوكه في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وأضاف أن التجارة مع تلك المنطقة تضاعفت أكثر من 5 مرات خلال العقد الماضي. كما أن البنوك تدعم بشكل كبير الشركات المغربية في مشاريع التنمية الأفريقية.
وأعلن محمد الكتاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة التجاري وفا بنك، أن المجموعة زادت حضورها في أفريقيا خلال سنة 2015 عبر فتح فرع جديد للشركة البنكية لغرب أفريقيا في بنين ليصل حضورها في أفريقيا إلى 14 بلدا.
وأضاف أن المجموعة لديها حاليا 320 وكالة في دول الاتحاد الاقتصادي والنقدي في غرب أفريقيا ونحو 111 وكالة في وسط أفريقيا .
مملكتنا.م.ش.س/عرب