الصحــــراء المغــــــــربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيـــــــــــــــــــا

الثلاثاء 15 مارس 2016 - 11:18

  الصحــــراء المغــــــــربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيـــــــــــــــــــا

 
إن دراسة ارتباط الساقية الحمراء ، ووادي الذهب بالمغرب كجزء، لا ينفصل بوجه من الوجوه عن وحدته الترابية  التاريخية تدخل في إطار أوسع وهو مجموع الأراضي الصحراوية التي كانت داخلة في حدود ما يسمى بالمغرب الأقصى شرقا إلى الفزان وجنوبا إلى نهر السنغال وشمالا إلى البحر الأبيض المتوسط  وغربا إلى المحيط الأطلسي ، وكون الأقاليم التي تتكون منها هذه الأراضي الصحراوية من ضمن التراب المغربي فليس ذلك لأنها خضعت في وقت من الأوقات لحكم سلاطين المغرب  وإلا لكنا نطالب بكل بلاد المغرب العربي إلى حدود مصر الجزيرة الإيبرية  (اسبانيا والبرتغال )
لأن كل هذه البلاد حكمت مدة قرون من لدن الدولة الموحدية حيث كانت الأوامر الحكومية تصدر لها من مراكش ، عاصمة الدولة ، ولكنا نطالب كذلك بكثير من بلاد السودان الغربي التي فتحها المنصور الذهبي ، أعظم ملوك السعديين ، ولكننا لا ندعي شيئا من هذا ، والفتوحات التي كانت من أ‘مال الدول الكبرى في كل الأمم لا تعتبر كحجة لادعاء  تبعيتها لها .
وإنما الذي نطالب به والذي  تجمع الحجج التاريخية  على صحة انتمائه للمغرب فهو الأجزاء التي كانت دائما تابعة للسلطة المركزية بفاس منذ أن استقرت الحدود المغربية شرقا وجنوبا أيام  أواخر المربيتين وأيام الوطاسيين محيطة بما يدعي المغرب الأقصى ومطبوعة في حياتها الحضارية والاقتصادية والاجتماعية بنفس الطابع الذي يتميز به هذا البلد الذي يعرف عند الجغرافيين والمؤرخين من العرب والعجم بالمغرب الأقصى ن فنرى مثلا الرحالة العبدري صاحب الرحلة المغربية يخرج من بلاد حاجة في سنة 688هـو(……..م)
ويتجه جنوبا ثم شمالا مارا بالصحاري التي بشرق بشار إلى أن يصل تلمسان وهو في البلاد المغربية ، وهو من الأولين الذين نجد عندهم اسم المغرب الأقصى لقطر الذي كان تحت النفوذ المر يني ، أما ما يتعلق بأجزاء المغرب الموجودة في جنوب المغرب وشرقه فزيادة على الحجج الموجودة  المعروفة التي وردت في عدة كتابات منذ استقلال المغرب في أواخر 1955م وقبله فأنا نرى رحالة مغربيا آخر يتوجه أربعة قرون بعد العبدري في ركب الحج الذي خرج من مراكش سنة 1040هـ.(1630م)أيام الوليد السعدي قاصدا المشرق على طريق الصحراء ، وهذا الرحالة هو ابن مليح السراج الذي ألف رحلة بعد رجوعه سماها “أنس الساري والسارب” فنراه يمر بعد بلاد درعة بالساورة  ، ثم ببئر العظام قريبا من تاب لبالت التي أسسها المرابطون حيث التقى بأحد قواد السلطان القائد جوهر ثم قطع بلاد تاب لبالت ثم دخل أراضي توات ونزل بالركان حيث التقى بالقايد على بن عبد القادر الشرقي وقد عزم على الذهاب إلى الحجاز مع هذا الركب الذي جاء من مراكش ، ثم قطعوا مراحل في بلاد تديكلت ، وسمي كثيرا من عيونها وآبارها منها بير سيدي موسى بن معرف صاحب ركب فاس إلى أن وصلوا بلاد سردلس قريبا من الفزان، وفي ناحيتها التقوا بالركب الآتي من فاس وعلى رأسه سيدي محمد الحفيان.
وهم في كل هذه المراحل يتلقاهم نواب السلطان الوليد ويحتفون بهم إلى أن وصلو بلاد الفزان التي لم تكن تابعة للمغرب ،قال المؤلف:”فاتصل الخبر بأميرها وذكر له من كبر محلتها وعظيم رئيسها أن بها شريفا قرشيا ، فحار أمره لذلك  و طاش عقله هناك ، فوجه من فرسان دولته وخدام مملكته نحو اثني عشر فارسا لاختبار أحوال المحلة ومن فيها من الرماة وأصحاب التروس “الخ.
وهكذا ذرى هذه المحلة تقطع كل بلاد المغرب من درعة إلى الفزان بدون أن يتعرض لها أحد ولا أن يشار إلى حكم حاكم أو إلى فرسان دولة خدام مملكة إلا قواد المغرب وولاته حتى وصل إلى الفزان فهنالك فارق الركب المراكشي التراب المغربي واحتاج إلى المفاوضة مع مبعوثي أمير الفزان (………………………….)، وهكذا استمرت الحال في هذه الأراضي إلى الاحتلال الفرنسي بالجزائر بل وإلى السنين القليلة قبل الاستقلال بالنسبة لبعض المناطق.
والأمر بالنسبة للصحراء المغربية معروف كذلك بالتبعية المغربية الفعلية إلى أوائل هذا القرن حيث تضافرت جهود الدول الأوربية الاستعمارية على اقتسامه في إطار التوسع الاستعماري في القارة الإفريقية لهذه الدول بالخصوص فرنسا واسبانيا وانكلترا وألمانيا وإيطاليا، وأخذوا يدبرون المكائد والاتفاقات السرية والعلنية مما هو معروف ومسطر في أكثر كتب التاريخ .
وهذه الصحراء الغربية التي اقتسمها الاسبان  والفرنسيون كانت تعرف عندنا وعند جميع العرب بإقليم شنقيط ، فلما اختص الفرنسيون منها بالقسم الجنوبي أطلقوا عليه اسم موريطانيا وهو الاسم الذي كان يطلقه الرومان على المغرب كله واستدرجها لاستعمال هذا التعبير كما استدرجونا لتعابير أخرى تتعلق بحضارتنا موضعوا لها أسماء تبعدها عن أصالتها المغربية كالموسيقى الأندلسية والفن الاسباني الموريسكي(………………………….)
ويعنون به الفن المعماري ، وهكذا فإن للألفاظ قيمتها القومية في المفاهيم السياسية والحضارية حتى أن كثيرا من علماء المشرق كانوا عندما كنا نقوم بالدعاية المغربية لموريطانيا يقولون لنا:يا سيدي هل ينازع أحد في أن الشاقطة مغاربة وأن تنشيط إقليم مغربي ؟ولكن ما لكم و لموريطانيا؟
ظنا منهم أن موريطانيا هي أرض في إفريقيا تتاخم المغرب ولا علاقة لها به وهي غير شنقيط المغربية.
هذا وأن كانت المصلحة العليا  للبلاد دفعت صاحب الجلالة الحسن الثاني رحمه الله إلى التنازل للجزائر عن الأقاليم المغربية المتاخمة لها جنوبا وغربا في إطار سياسته السلمية وما يؤمل من تحقيق وحدة مغربية شاملة ، وأن كان الاعتراف بما صار يسمى موريطانيا يدخل أيضا في نفس الإطار ولما يربطنا بهذين القطرين من وشائج الدين  والدم واللغة.
مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الإثنين 7 يوليو 2025 - 07:24

توقعات أحوال الطقس اليوم الاثنين

الأحد 6 يوليو 2025 - 08:30

توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد

السبت 5 يوليو 2025 - 08:33

توقعات أحوال الطقس اليوم السبت

الجمعة 4 يوليو 2025 - 08:11

توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة