أيـــن أنتم يا جو سوي بـــــــــاري
يضرب الإرهاب الدولي في كل مكان ليصبح العالم بأسره مهدد من هذا الفيروس الخطير، فبين القاعدة و داعش هناك العشرات من المنظمات و الجماعات المصنفة عالميا في خانة الإرهاب، و قد أجمعت جميع شعوب العالم بذلك بتضامنها مع باقي الشعوب المتضررة من هذا الفيروس في مرات عديدة.
استحضر هنا الأحداث الإرهابية الأخيرة التي وقعت في باريس، و شعوب العالم التي تضامنت مع الشعب الفرنسي ضد الإرهاب، و نددت بذلك، سواء عن طريق العالم الافتراضي الذي حولت جميع ‘بروفايلات الفايسبوك’ على الخصوص إلى العلم الفرنسي، ثم التدوينات التي شملت العديد من العبارات المتضامنة كـ “جو سوي باري” أو “براي فور باري”، أو عن طريق العالم الواقعي و الذي عرف تنظيم العديد من التظاهرات و الاحتجاجات المنددة بذلك، منها المسيرة الاحتجاجية التي نظمت في باريس، و التي عرفت مشاركة العديد من قادة دول العالم منددين بأحداث شارلي ايبدو، هذا دون إغفال البيانات و الاستنكارات الرسمية التي أصدرتها الدول بكل أشكال و أنواع هيئاتها الدبلوماسية.
كل هذا و ذاك أبان على المستوى العالي الذي أصبحت عليه دول العالم و شعوبها في التضامن الدولي ضد كل أشكال الإرهاب، و هو ما أثار انتباهي و إعجابي بشكل كبير.
لكنني اليوم أتساءل عن الاختفاء الفجائي لهذه الشعوب المتضامنة، أو بمعنى آخر لهذا النوع من التضامن، بعدما تعرضت مدينة اسطنبول هي الأخرى لتفجيرات إرهابية آلت إلى العديد من القتلى و الجرحى.
لم تكن هذه التفجيرات الأولى هذه السنة التي تتعرض لها تركيا، بل هو التفجير الرابع، و في كل مرة لم يكن العالم مع تركيا مثلما كان مع فرنسا، فمنذ التفجير الأول و الذي شهدته العاصمة التركية أنقرة، و أنا أتابع عن كثب ما يقع في العالم الافتراضي و الواقعي، لعلني أجد ما كنت انتظره من تضامن دولي أو شعبي ضد كل هذه الأحداث التي أصبحت تحطم الحياة في تركيا و تهدد مستقبل السياحة في دولة شقيقة جل سكانها مسلمين.
رغم أن اسطنبول اليوم تستقطب من الزوار و السياح من جميع أنحاء العالم ما يقارب ما تستقطبه باريس، إلا أن مارك زوكربرغ لم يضع على الفايسبوك التطبيق الذي وضعه بعد أحداث باريس ليطمئن زواره، و رغم أن اسطنبول اليوم أصبحت المتنفس السياحي الوحيد للعديد من شعوب دول العالم كالشعب المغربي المعفى من تأشيرة الدخول، إلا أنني لم أجد أحدا منهم قد دون “جو سوي اسطنبول” أو ما شابه ذلك.
غريب هذا الأمر حقا، أين هو تضامنهم، أين هي البيانات و الاستنكارات، فتفكيري أصبح يغوص في كل جنبات هذا الأمر.. لماذا تغيب لغة التضامن الآن مع تركيا؟ لماذا يا ترى؟
بقلم عثمان بنجلون
مملكتنا.م.ش.س