أمـــال التمـــــار رغم نجاحي في الدراما التلفزيونية أحن إلى المســـــــرح
- بدأت مسيرتها الفنية وهي في سن صغيرة، وتعرفت إلى عالم الفن مع الحفلات المدرسية عبر وصلات موسيقية وأدوار مسرحية صغيرة، تخطت طفولتها المرحة والغنية بعدما صقلت موهبتها وتمرست على الصعود على خشبة المسرح والرقص والرسم والطرز في أحد النوادي المغربية، هي الممثلة والسيناريست المغربية أمال التمار التي التقتها في الرباط، فتحدثت عن البدايات والطموحات.
نشأت الممثلة المغربية أمال التمار بمدينة سلا قرب الرباط العاصمة، ودرست بها حتى حصولها على شهادة الباكالوريا، ثم التحقت بجامعة محمد الخامس بالرباط شعبة اللغة الإنكليزية وآدابها، ثم اجتازت اختبار الإرشاد السياحي، والتحقت بعد ذلك بمدينة مراكش منذ خمس وعشرين سنة، حيث عملت مع وكالة “فرام”.
تقول الممثلة والسيناريست المغربية أمال التمار “تم اختياري وأنا في أولى سنوات الإعدادي لأن ألتحق ببرنامج تلفزيوني بعنوان “نادي الصغار” مع الأستاذ بنعاشر المدغري، ودام حضوري في البرنامج ما يقارب الأربع سنوات”، وتمتنّ أمال، لهذا الأستاذ، الذي اعترفت بأنه من أخذ بيدها ووثق بموهبتها ومنحها فقرة كاملة في البرنامج كانت تقدم خلالها رقصات ومسرحيات.
التحقت التمار بمسرح الهواة في أواخر السبعينات، وأسست معهم فرقة هواة الفن وطورت معرفتها بالمسرح تحت إشراف عبدالمجيد فنيش، عبدالكريم برشيد، المرحوم محمد مسكين ومحمد البلهيسي، واعترفت التمار بأن هؤلاء ساعدوها على صقل موهبتها في الإلقاء والتشخيص.
لم ترد والدتها أن يسرق الفن كل وقتها، حيث وضعت لها شرطا للاستمرار في مسيرتها الفنية، وهو كما تقول الممثلة المغربية “ألا أهمل دراستي وكان بالنسبة إلي تحديا، إذ حرصت على متابعة دراستي التي لم أهملها في أي وقت من الأوقات”.
الفـــــــــــــــن والحياة
التحقت الممثلة أمال التمار بفرقة المسرح الوطني في وسط الثمانينات، حيث أن الفرقة كانت بحاجة إلى عنصر شاب ووجدت نفسها مع عمالقة التمثيل المغربي.
وحول هذه التجربة قالت عنها “كانت تحديا من نوع آخر، إذ أن الفرقة كانت بحاجة إلى عنصر شاب ووجدتني مع عمالقة التمثيل المغربي، وقدمت مع الفرقة التي عمرت معها ما يقارب اثنتي عشرة سنة أروع المسرحيات كـ“تاجر البندقية” و“الرهوط” و“الحكيم قنقون” و“قاضي الحلقة” و“حفيد مبروك” و“المال والمحال’”.
ومن المسرح كانت غزوة التلفزيون الذي أخذ الممثلة بعيدا بمشاركتها في عدة مسلسلات وتمثيليات وأفلام تلفزيونية وبرامج ثقافية وفنية، ورغم كل هذا، تقول أمال التمار لـ“العرب”، “كنت دائما أفصح عن حنيني للمسرح وتوقي له، لأنه مدرستي الأولى بالرغم من نجاحي تلفزيونيا وتقديمي لأدوار مختلفة، وقد عدت في السنوات الأخيرة إلى المسرح بمسرحية “أو من بعد”، أي “ومن بعد” لفرقة سبعة نساء بمراكش”.
وقالت أمال “أنا الآن بصدد تقديم عروض جديدة لمسرحية جديدة بعنوان “ما أنا إلاّ بشر”، لفرقة فانوراميك بمراكش التي صورت مؤخرا للتلفزيون للعرض في رمضان المقبل، كما سأبدأ قريبا تصوير دوري في الفيلم التلفزيوني “ليلة خاصة” لإدريس لمريني”.
(طيــــــــــور جهنم) يتحدث عن ظاهرة استقطاب الشباب للانضمام إلى الخلايا المتطرفة، في محاولة لإيجاد حلول لهــــــــا
في خطوة استغرب لها البعض، ترشحت الممثلة أمال التمار للانتخابات المحلية في سبتمبر من السنة الماضية، وعن هذه التجربة اعترفت التمار لـ“العرب” قائلة “لم أتقدم للانتخابات لأجد في السياسة ما لم أجده في الفن، أبدا، هذان الميدانان مرتبطان، لأن الهدف هو خدمة الصالح العام والعمل على رسالة نبيلة”.
وأضافت الممثلة المغربية “أردت كسر تلك الثقافة التي تربينا عليها، وهي التخوف من السياسة، وقد انتظرت سنوات لاتخاذ هذا القرار، وذلك لأخذ كل الوقت لاستيعاب هذه السياسة”.
وتسترسل في إبراز مفهومها الخاص للسياسة، قائلة “إنه منبثق عن تجاربي ومشاركاتي في العمل الجمعوي لما يناهز خمس عشرة سنة، وقربي من الناس وتطلعاتي هي خدمتهم بالسياسة أو دونها”.
وتضيف “قربي من مشاكل الناس ومعاناتهم بحكم مخالطتي لهم، هو ما أقنعني بالتقدم لهذه الانتخابات لأني أريد أن أتكلم باسم الناس، لأَني واحدة منهم وكلي أمل في أن تصل أصواتهم وتسمع مشاكلهم، وأتمنى أن يصوت الناس في كل الحالات للأفضل، كي لا يتركوا الفرصة لأن يقرر غيرهم مصيرهم، فالتصويت مهم، وهو حق وطني”.
وتؤكد أمال التمار أن الفنان يؤدي دوره الأساسي بتقديمه لأعمال تعكس واقعا يعيشه الجميع، فالمطلوب، كما تقول، هو الاحترافية والمصداقية والإخلال بهذه المصداقية يعني الطعن في الثقة الممنوحة.
واكتسبت الممثلة أمال التمار تجربة مهمة في العمل الجمعوي كمتطوعة لما يقارب اثنتي عشرة سنة مع جمعية “ما تقيش ولدي”، التي تحارب ظاهرة اغتصاب الأطفال.
وتقول الممثلة “ألفت عدة أعمال توعوية للقضاء على بعض الطابوهات كالهدر المدرسي والخادمات الصغيرات وزواج القاصرات وذوي الاحتياجات الخاصة بمشاركة مجموعة من الفنانين المتطوعين كذلك”.
وفي إطار العمل الجمعوي التطوعي قامت أمال التمار بتأليف وتشخيص الفيلم الطويل “رقصة الوحش” الذي يتطرق إلى زنا المحارم، وشاركت في تشخيص فيلم “الصمت بصوت عال”، والذي يتطرق إلى الاغتصاب والخوف من المجتمع. وقالت أمال التمار “الآن، أنا بصدد كتابة سيناريو يتطرق إلى ظاهرة الاٍرهاب واستقطاب الشباب”.
الدرامــــــا المغـــــــربية
تقول الممثلة المغربية أمال التمار إن الإنتاجات السينمائية المغربية في حقبة الثمانينات والتسعينات لم تكن بالكثافة كما هو الحال الآن، لذلك تضيف “لم يتسن للعديد من الفنانين المغاربة المشاركة فيها آنذاك، واقتصرت مشاركاتي شخصيا في بعض الأفلام الأجنبية، منها فيلم “التوراة’ و“عودة المسيح” و“حنان من غالسيا إلى المغرب”، وشاركت أيضا في دبلجة أفلام أجنبية، وهي تجربة مهمة في مساري الفني”.
أمــــــال التمـــــــار: لم أتقدم للانتخابات لأجد في السياسة ما لم أجده في الفن، أبدا، هذان الميدانان مرتبطان، لأن الهدف هو خدمة الصالح العام والعمل على رسالة نبيلـــــــــــــــــــــــــــــة
واقتحمت أمال التمار العمل الإذاعي عبر مشاركتها في مسلسلات الظهيرة، وخصوصا دورها في مسلسل “سيارة في المحنة”، إضافة إلى الملحمات الوطنية ومنها “ملحمة العهد”، التي عرضت في الأوبرا بالقاهرة.
أما عن المسلسلات المغربية في حقبة الثمانينات والتسعينات، فقالت أمال التمار إنها كانت جيدة إلى درجة أن الكثير من الناس يتذكرونها ويسعون لاقتنائها والبحث عنها في الإنترنت، لكنها لم تعد بنفس الكم كما كانت في السابق، وأضافت “اليوم، أصبح السيتكوم يحتل المرتبة الأولى في الإنتاجات الوطنية، وأعتبره دخيلا، إذ لم يجد بعد طريقه وخصوصا في رمضان”.
وقالت لـ“العرب”، إن عدد الأشرطة التلفزيونية في تزايد، وقد اتجهت بدورها إلى التأليف وكتابة السيناريو، حيث توضح حول اتخاذها هذه الخطوة قائلة “كنت أتابع دروس وتقنيات هذا العمل على أيدي أساتذة كبار، لكنني انتظرت حتى اكتملت عندي الرؤيا وما يطلبه الجمهور من حيث نوع المواضيع التي يفضلها”.
قامت التمار بتأليف مسرحيات صغيرة، وأفلام قصيرة توعوية تعرض على هامش المهرجانات وفي المحافل الوطنية، وحول اختيارها لموضوع زنا المحارم في كتابتها السيناريو، قالت “الموضوع شائك ومن التابوهات، وتطلب مني مجهودا كبيرا لكي يكون أكثر واقعية، حيث ساعدتني تجربتي في العمل الجمعوي على تشكيله دراميا”.
وانتهت التمار مؤخرا من كتابة سيناريو فيلم حول الإرهاب بعنوان “طيور جهنم”، تقول إنه يتحدث عن ظاهرة استقطاب الشباب للانضمام إلى الخلايا المتطرفة، والغرض حسب المؤلفة والممثلة، هو مواجهة هذه الظاهرة وطرح التساؤلات حول أسبابها مع محاولة إيجاد حلول لها.
مملكتنا.م.ش.س/عرب