التــــوقيــــت الصيفي ضرورة من أجل ألا نفرط في ضوء الشمــــــــس

الخميس 24 مارس 2016 - 11:47

التــــوقيــــت الصيفي ضرورة من أجل ألا نفرط في ضوء الشمــــــــس

  • يثار الجدل مع كل بداية تغير للتوقيت من شتوي إلى صيفي حول منافع هذا التغيير وسلبياته، فمن مدافع عن استهلاك الطاقة وزيادة النشاط الاقتصادي والإنتاج إلى مندد بهذا التوقيت الذي يحدث بلبلة في نفسية الإنسان واضطرابا في ساعات النوم التي ترهق الجسم.

يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي اعتبارا من ليل الخميس الجمعة، الموافق لـ31 مارس الحالي، حيث يتم تقديم عقارب الساعة 60 دقيقة في أغلب دول العالم، ومع حلول فصل الشتاء تصبح العودة إلى التوقيت الشتوي ضرورة.

وبدأت الفكرة في القرن الثامن عشر ميلادي، وبالتحديد عام 1784، وكان الأميركي بنجامين فرانكلين أول من طرح فكرة تقديم الساعة حينها لمدة 80 دقيقة في الربيع وليس 60، كما هو الحال الآن، وقيل إن عالما نيوزلنديا مختصا في علم الحشرات هو أول من اقترح تأخير عقارب الساعة وتقديمها ساعتين، ولكن فكرته قوبلت بسخرية.

ولم تبد الفكرة جدية حتى تحقَّقت لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظّروف عددا من البلدان المتقاتلة على إيجاد وسائل جديدة للحفاظ على الطاقة، فكانت ألمانيا أول بلد يعلن تطبيق التوقيت الصيفي، تبعتها بريطانيا.

ولجأت دول نصف الكرة الأرضية الشمالي إلى تقديم توقيتها ساعة واحدة بدءا من الربيع، لاستغلال فترات الشمس الطويلة فيه حتى مطلع الخريف، على اعتبار أن كل أنواع الطاقة التي نستخدمها على الأرض هي طاقة شمسية محوّلة إلى طاقة كهربائية أو طاقة رياح أو غيرهما من أنواع الطاقة.

التــوقيــــــت الصيفي لا يخلو من سلبيات وخاصة تأثيره على عامة الناس الذين يصابون بالحيرة لعدم تأقلمهم مع التغييـــــــــــــر

وكان السبب الذي دعا بعض الدول الأخرى إلى اتباع هذه الطريقة، تغيير التوقيت بين صيفي وشتوي، يعود إلى تأثرها بطول وقصر الليل والنهار على مدى العام، وخصوصا الدول التي تقع بعيدا عن خط الاستواء، وذلك نظرا لأن فترة النهار هي المشكلة الرئيسية، كونها تمثل توقيت معظم شؤون المعيشة والأعمال، كما أن التوقيت الصيفي يعتبر من الضروريات التي لا غنى عنها في الدول التي تقع بالقرب من مداري الجدي والسرطان، فالدول التي تقع على مقربة من هذين المدارين على سطح الكرة الأرضية يتغير طول النهار والصيف فيها بشكل واضح، فنجد أن طول النهار يزداد خلال فصل الصيف ليصل إلى حوالي 14 ساعة، بينما يصل طول الليل إلى 10 ساعات تقريبا، أي أن الفارق بين عدد ساعات الليل والنهار يكون حوالي 4 ساعات، وهي مدة ليست بالقصيرة.

ويقول ديفيد بريرو، مؤلف كتاب “اغتنم ضوء النهار”، “يظن الكثيرون أن التوقيت الصيفي يقلل استهلاك الطاقة، وحوادث الطرقات والجرائم التي ترتكب في الأماكن المفتوحة، ويحسّن جودة الحياة. ولكن من بين سلبياته الصباح المظلم، وهي مشكلة يعاني منها بشكل خاص تلاميذ المدارس والفلاحون”.

ويرى خبراء الاقتصاد أن التوقيت الصيفي يساعد على ترشيد استهلاك الكهرباء، وأيضا يمكن الاستفادة من طول ساعات النهار لزيادة الوقت المتاح للعمل.

ومن إيجابيات تقديم الساعة تقليل حوادث المرور، وذلك بالاستفاده من ضوء الشمس لساعات أكثر، الأمر الذي يزيد من حرص السائقين وتركيزهم.

وتشير الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة وبريطانيا إلى أن تطبيق التوقيت الصيفي أسهم بشكل أو بآخر في تقليل عدد الوفيات المترافقة مع حوادث الطرقات التي تحدث بسبب الاختناقات المرورية.

وأشارت دراسات إلى أن الناس يعمدون إلى التقليل من استخدام الطاقة خلال أشهر تطبيق التوقيت الصيفي. ويعود السبب في ذلك إلى زيادة عدد ساعات النهار الأمر الذي أدى إلى اعتماد الناس على نور الشمس بدلا من الأضواء الكهربائية، علما بأن حوالي 25 بالمئة من الطاقة التي تستخدمها العائلات تكون لأغراض الإنارة وتشغيل الأجهزة المستخدمة.

ولا يخلو التوقيت الصيفي من سلبيات، خاصة تأثيره على عامة الناس الذين يصابون بالحيرة لعدم تأقلمهم مع التغيير، حيث يجدون صعوبة في التأقلم معه طوال الصيف، نتيجة اضطراب ساعات النوم، وتأثيره السلبي على نشاطهم، وفقدان التركيز بسبب تقلص عدد ساعات النوم.

وقال علماء فنلنديون أن التوقيت الصيفي يحدث صدمة كبيرة في وظائف جسم الإنسان.

واكتشف الباحثون زيادة عدد المصابين بالسكتات الدماغية الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات بعد بضعة أيام من العمل بالتوقيت الصيفي.

وقام الباحثون بتحليل بيانات تعود إلى عشر سنوات مضت، وعقدوا مقارنة بين متوسط عدد الأشخاص الذين تم نقلهم للمستشفيات وهم مصابون بالسكتات الدماغية في الأسبوع، والأعداد التي تم رصدها عقب تطبيق التوقيت الصيفي، مقارنة بالفترة التي سبقت هذا الأسبوع بأسبوعين والفترة التي تليه بأسبوعين. ويرى العلماء، بجامعة توركو في فنلندا أن الارتفاع المؤقت في حوادث الإصابة بالسكتات الدماغية، ربما يكون مرتبطا بالتغير في دورة الاستيقاظ والنوم اليومية .

مملكتنا.م.ش.س/عرب 

Loading

مقالات ذات صلة

الإثنين 30 يونيو 2025 - 15:02

مدريد تتشبث بدعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء رغم محاولات التشويش

الإثنين 30 يونيو 2025 - 08:06

موجة حر تضرب جنوب أوروبا .. وحمامات باردة وملاجئ مكيفة للتخفيف

الأحد 29 يونيو 2025 - 21:17

إشبيلية .. السيد أخنوش يمثل جلالة الملك في مؤتمر الأمم المتحدة حول تمويل التنمية

الأحد 29 يونيو 2025 - 18:20

مغاربة وبرازيليون يبحثون تعزيز التعاون في استيراد الماشية واللحوم