بمناسبة اليوم العالمي للأرصــــــاد … تاريخ الرصد الجوي في سطــــــــور
يحتفل العالم يوم الأربعاء المقبل الموافق 23 مارس الجاري باليوم العالمي للأرصاد الجوية، ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار “عالم أكثر حرارة وجفافاً وأمطاراً.. مواجهة المستقبل”.
ويأتي هذا الشعار ليسلط الضوء على ارتفاع درجات الحرارة كجزء من التغير المناخي الذي يعرقل النسق الطبيعي للمواسم ويزيد وتيرة وشدة بعض الظواهر الجوية المتطرفة، مثل موجات الحرارة والجفاف والأمطار الغزيرة.
ويحتفل العالم بهذا اليوم تخليدا لذكرى دخول اتفاقية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO حيز التنفيذ بتاريخ 23 مارس من العام 1950م.
ويختص علم الأرصاد الجوية “ميتيورولوجيا” بدراسة الجو التي ترتكز على أحوال الغلاف الجوي، فهو مجموعة من التخصصات العلمية التي تعني بدراسة المناخ والتنبؤات الجوية.
وشهد القرن التاسع عشر تطورا سريعا في علم الأرصاد الجوية بعد تطور شبكة مراقبة حالة الطقس (محطات الأرصاد الجوية) في العديد من الدول، فيما شهد النصف الأخير من القرن العشرين، تقدما كبيرا في التنبؤ بأحوال الطقس، وذلك بعد تطور جهاز الحاسب الإلكتروني.
وينقسم علم الأرصاد الجوية إلى علم المناخوفيزياء الغلاف الجوي وكيمياء الغلاف الجوي وترموديناميكا الغلاف الجوي، إضافة إلى مجالات ثانوية من العلوم البحرية.
ويعتبر أرسطو مؤسس علم الأرصاد الجوية، حيث كان أول من وضع كتابا في علم الأرصاد الجوية “ميتيورولوجيا” سنة 350 قبل الميلاد.
فيما وصف العالم فاران، عام 1991، ما يعرف الآن باسم “دورة الماء” في كتابه دراسة الجو . بينما وضع العالم الإغريقي ثيوفراستوس كتابا عن التنبؤ بالأحوال الجوية، ” الدلائل”.
خلال عام 25 ميلادي، نشر العالم الروماني الجغرافي بمبنيوس ميلا في الإمبراطورية الرومانية، خرائط للمناطق المناخية؛ قسم فيها سطح الأرض إلى منطقة حارة في الوسط، ومنطقتين معتدلتين شمالية وجنوبي.
في القرن التاسع الميلادي كتب عالم الطبيعيات المسلم أبو إسحاق الكندي بحثا في الأرصاد الجوية بعنوان “رسالة في العلة الفاعلة للمد والجزر”
وفي عام 1654، أنشأ العالم فرديناندو الثاني دي ميديسي أول شبكة لرصد الأحوال الجوية، بينما في العام 1832، ابتكر البارون شيلينغ آلة البرق الكهرومغناطيسي. وساهم ابتكار آلة البرق الكهربائية في 1837، بتسهيل وتسريع عملية جمع بيانات المشاهدات السطحية لحالة الطقس من مناطق شاسعة.
خلال عام 1849 أنشأت مؤسسة سميثسونيان شبكة لمراقبة حالة الطقس في جميع أنحاء الولايات المتحدة تحت قيادة جوزيف هنري. كما أنشئت شبكات مماثلة في أوروبا بذات الوقت.
في 1854، عينت حكومة المملكة المتحدة روبرت فيتزروي ليرأس مكتب الدولة الجديد للأرصاد الجويةالخاص بالتجارة الخارجية-أو مجلس التجارة-؛ الذي يقوم بجمع بيانات حالة الطقس في البحر، وأصبح هذا المكتب فيما بعد أول مركز خدمات عامة للأرصاد الجوية الوطنية في العالم. ونشرت أول تنبؤات جوية يومية أعدها مكتب فيتزروي، في صحيفة نيويورك تايمز في 1860.
وخلال الـ 50 سنة التالية قامت العديد من البلد بانشاء لجانا وطنية لخدمات الأرصاد الجوية. فقد أنشأت إدارة الأرصاد الجوية الهندية مكتبا عام 1875 بعد الأعاصير المدارية والرياح الموسمية المرتبطة بالمجاعات خلال العقود السابقة.
وكان العالم النرويجي فيلهم بجركنز أول من قدم ورقة بحثية تناقش التنبؤ الجوي باستخدام معادلات علوم الحركة-الميكانيكا- والفيزياء وذلك عام 1904، ومنذ بداية القرن العشرين تطورت مفاهيم فيزياء الغلاف الجوي، مما أدى إلى تأسيس التنبؤات الجوية العددية الحديثة.
فيما نشر العالم لويس فراي ريتشاردسون عام 1922، نتائج محاولته العملية الأولى للتنبؤ العددي”تنبؤات الطقس بواسطة العمليات العددية” بعد العمل على المعادلات –يدويا، قبل استخدام الحاسبات الضخمة.
وفي 1950، أصبح التنبؤ الجوي باستخدام الحاسب الآلي. أول تنبؤ جوي بواسطة الطريقة العددية كان باستخدام نموذج حالة جوية متوازنة –توازي الضغط، الكثافة- ، ويمكن التنبؤ بها على نطاق واسع من الحركة في العروض المتوسطة أمواج روسبي، وهو نمط من المنخفض والارتفاع في الغلاف الجوي.
في 1960، توصل العالم ادوارد لورينز إلى الطبيعة الفوضوية-غير المستقرة- للغلاف الجوي وشرحها من خلال كتابه الذي يعتبر الأساس في نظرية الفوضى.
ويُستخدم حاليا مجموعة التنبؤات في معظم المراكز الرئيسية للتنبؤ الجوي بعد هذه التطورات، مع الأخذ في الاعتبار حالة عدم اليقين الناجمة عن الفوضى وطبيعة الجو.
في السنوات الأخيرة، استخدمت النماذج المناخية لمقارنة نماذج التنبؤ بالطقس القديمة. هذه النماذج المناخية تستخدم لدراسة المناخ على المدى الطويل، مثلا ما الآثار الناجمة عن الانبعاثات الصناعية المسببة غازات الدفيئة.
وتعتبر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) التابعة للأمم المتحدة، المرجعية في منظومة الأمم المتحدة فيما يتعلق بحالة وسلوك الغلاف الجوي للأرض، وتفاعله مع المحيطات، والمناخ الذي ينتج عنه، وتوزيع موارد المياه الذي ينجم عن ذلك.
وتضم عضوية المنظمة 191 دولة وإقليماً (منذ 1 يناير 2013م ). وتأخد المنظمة من مدينة جنيف بسويسرا مقرا لها ويرأسها أمين عام ينتخب من قبل برلمان المنظمة كل أربع سنوات.
مملكتنا.م.ش.س