30 مارس … 104 سنوات على توقيع عهد الحماية مع فرنســـــــــا

الخميس 31 مارس 2016 - 18:05

30 مارس … 104 سنوات على توقيع عهد الحماية مع فرنســـــــــا

كلنا يعرف تاريخ 18 نونبر من كل سنة، وهو الذي يصادف تاريخ استقلال المغرب، غير أن القليل منا يعرف تاريخ “إستعمار” المغرب و توقيع اتفاقية الحماية بين السلطان المولى عبد الحفيظ و السلطات الفرنسية سنة 1912، بمدينة فاس.
وما بين 30 مارس 1912 و 30 مارس 2016، مرت 114 سنة، تخللتها أحداث و انتكاسات و انتصارات، غيرت وجه المغرب 360 درجة.
فرضت الحماية الفرنسية على المغرب في 30 مارس 1912، وذلك بعد توقيع معاهدة الحماية الفرنسية على المغرب من طرف السلطان عبد الحفيظ وامتدت فترة الحماية حتى حصول المغرب على استقلاله سنة 1956.
 شملت الحماية الفرنسية، بموجب الاتفاقية، المنطقة الوسطى للمغرب، والذي سيطرت عليه فرنسا بموجب معاهدة فاس التي قسـمت المغرب إلى ثلاث محميات، المنطقة الشمالية والمنطقة الصحراوية في الجنوب تحت الحماية الأسبانية، والمنطقة الوسطى تحت الحماية الفرنسية، فيما خضعت مدينة طنجة لحماية دولية بين فرنسا وإنجلترا وألمانيا وإسبانيا.
 وتهافتت مجموعة من الدول الأوروبية على المغرب لتوفير سوق لمنتجاتها والسيطرة على ثروات المغرب وما كان على فرنسا إلا توقيع بعض الاتفاقيات مع الدول الأخرى للتخلي عن رغبتها في احتلال المغرب مقابل تنازل فرنسا عن حقها في بعض المستعمرات ومن هذه الاتفاقيات، إذ تم سنة1902 الاتفاق الفرنسي الإيطالي حول المغرب وليبيا، وجرى سنة1904 الاتفاق الفرنسي الإنجليزي حول المغرب ومصر، أما في سنة1906 فقد عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي أكد على احترام سيادة المغرب، لكنه على الرغم من ذلك شرعت إسبانيا وفرنسا في احتلال المغرب.
 وأكدت بنود معاهدة الحماية أن “دولة الجمهورية تتعهد بإعطائها لجلالة السلطان الإعانة المستمرة ضد كل خطر يمسّ بذاته الشريفة أو بكرسي مملكته….وهذه الإعانة تعطى أيضا لولي عهده ولمن يخلفه…”.

إن هذا البند وهو الوحيد الذي يُرتّب واجبات على المستعمر، يوضّح بشكل لا لبس فيه كيف أن المقابل الذي سيحصل عليه المغاربة مقابل كل الشروط المُجحِفة التي تم فرضها عليهم، هو أن على السلطات الفرنسية حماية عرش السلطان وعائلته ونسله، لكن دون أن تَنصرِف تلك الحماية إلى عامة الشعب، أو تلتزم فرنسا بعدم المساس بـ “رعايا صاحب الجلالة”، فهؤلاء غير مدرجين في بنود المعاهدة إلا من حيث إلزامهم باحترام العسكر الفرنسي وتقديم الخدمات، وتوفير الموارد للخزينة من أجل استخلاص الديون.
 وتشير العديد من الوقائع أن عبد الحفيظ ساهم إلى حد كبير في الوضع الذي آلت إليه الأوضاع في المغرب سواء قبل توقيع المعاهدة أو بعده؛ فلقد تخلّى عن شروط البيعة التي بموجبها تولى الحكم بعد الإطاحة بشقيقه بعد العزيز، كما أنه ناصب العلماء العداء ورفض نصائحهم، وأبعد المفكرين والمستنرين منهم، وقرّب إليه المدّاحون والمتملّقون، كما رفض إقرار دستور 1908 الذي كان سيجعل من المغرب أول دولة دستورية في المنطقة، وقام بقتل أحد أهم المعارضين لسياسته التعسفية، وهو الشيخ أبو الفيض الكتاني الذي تولى قراءة شروط البيعة.
 وفي سنة1911 الاتفاق الفرنسي الألماني حول المغرب والكونغو وذلك بعد تجاهل فرنسا للمطالب الألمانية في المغرب مما نتج عنه خلاف ألماني فرنسي انتهى بهذه الاتفاقية. انتهى هذا التنافس بانفراد فرنسا وإسبانيا بالمغرب.
 وواجه الاحتلال مقاومة في كل أنحاء المغرب لا في الريف ولا في الأطلس المتوسط ولا في الجنوب، ففي الشمال ثار المجاهد محمد أمزيان بالريف عام 1909 ضد إرهاصات الحماية الأسبانية فهزم ثلاث فرق أسبانية مات من رجالاتها جنرالان اثنان وعشرة آلاف جندي وقد ثارت منطقة (جبالة) عام 1913 خاصة بين الشاون وتطوان.
 وكانت انتفاضة عارمة انطلقت من أقصى الجنوب في الصحراء المغربية تجمعت حشودها في الساقية الحمراء بزعامة الشيخ ماء العينين وولده الهبة، وانضمام المحاربين من جبال الأطلس والسهول.
 وما كاد نبأ توقيع معاهدة الحماية بفاس يطرق الأسماع حتى هبت القبائل المجاورة للعاصمة الإدريسية فطوقت المدينة وامتلأت الأسوار بآلاف المحاربين بزعامة الحجام.
 وثار الجيش السلطاني على ضباطه الفرنسيين وكانت ملحمة دامية قتل فيها عدد من الفرنسيين فقنبلت فرنسا جانبا من المدينة وأعدمت عشرات السكان وجمعت فرنسا السلطات في يد شخصية عسكرية هي الجنرال ليوطي الذي ورد على فاس يوم 28 مايو 1912 في خضم الاضطرابات الشعبية ما لبثت أن شملت المغرب عن بكرة أبيه. 

مملكتنا.م.ش.س/الأيام 

Loading

مقالات ذات صلة

الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 09:41

توقعات أحوال الطقس اليوم الاثنين

الأحد 10 نوفمبر 2024 - 08:56

توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد

الجمعة 8 نوفمبر 2024 - 07:07

توقعات أحوال الطقس لليوم الجمعة

الخميس 7 نوفمبر 2024 - 08:49

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس