بصمــــات ملكــــيــــة متواصلة في مسار التنمية المستدامـــــــة
منذ أول زيارة ملكية إلى منطقة الحسيمة سنة 2000، و زيارة يوليوز 2013، تاريخ حافل يختلف عما قبله حسب العديد من المتتبعين ، فبعد أول استعداد للملك محمد السادس لتدشين أول زيارة له لمدينة الحسيمة والنواحي مباشرة بعد مضي شهور قليلة من تولي جلاته عرش المملكة ، استعداد كان بمثابة تدشين لعهد جديد في تاريخ مدينة الحسيمة والمنطقة بصفة عامة.
المتتبعون للشأن المحلي والوطني، يجمعون على أن الاهتمام الذي أعطي لمنطقة الحسيمة في عهد الملك محمد السادس، اهتمام خاص ، مقارنة بعهد الملك الراحل الحسن الثاني ، تجسد بالدرجة الأولى في الزيارات المتكررة التي يقوم بها للمنطقة في أكثر من مناسبة، بل إن الذكرى الرمزية لبداية عهده، وهي عيد العرش، حرص على إحيائها في أكثر من مرة في منطقة الشمال، وجعله من الحسيمة منطقة مفضلة لقضاء عطلته الصيفية .
كما يبقى الخطاب الملكي الذي وصف بالتاريخي بالحسيمة يوم 25 مارس 2004 الذي أعقب كارثة الزلزال المهول الذي ضرب المنطقة ، وتضامنه مع المنطقة بتنصيبه خيمة للإقامة الملكية بالمدينة، كانت كلها عوامل توحي ببداية صفحة مغايرة للتي كان قد عهدها سكان المنطقة في سلفه ، و إهتمامه المتواصل بالمنطقة التي كانت إلى عهد قريب في غياهب النسيان و التهميش و يجهلها مجموعة من المواطنين المغاربة والتي كانت غائبة مطلقا في وسائل الإعلام العمومية ، جعل من المنطقة ذات إشعاع و مكانة بين المدن المغربية .
و سرعان ما أصبحت الحسيمة بفضل هذا التعامل الجديد حاملة لصفة جوهرة زرقاء مشعة نورا في سماء المملكة، وذلك بفضل الأوراش والمشاريع المتسلسلة التي لا يتوقف تدشينها في هذه المدينة وضواحيها. و تبقى أوراش فتح خطوط المواصلات البرية والبحرية والجوية، أحد أبرز هذه المعالم الغير المسبوقة في المغرب والتي غيرت وجه المنطقة بصفة عامة وجعلت منها منطقة تحضى بحصتها من الفرص التنموية و مؤهلة لأن تنسجم في نسيج الإقتصاد الوطني.
فالتطور الذي شهدته البنية التحتية لهذه المنطقة من الوطن، سواء تعلق الأمر بالحديث عن الطريق الساحلية أو المحطة البحرية للحسيمة وتوسيع مطار الشريف الإدريسي ومشروع الطريق السريع الحسيمة-تازة، وكذا إدماج الحسيمة في مشروع المخطط الأزرق وإعادة تأهيل البنى السياحية للمنطقة، وخلق مؤسسات جامعية وتربوية واجتماعية وثقافية، إضافة إلى معالم تشهد على التغيرات العميقة التي عرفتها منطقة الحسيمة خلال العهد الملكي الجديد.
وإذا كان العاهل المغربي الملك محمد السادس شخصيا طوال هذه المرحلة، يشرف ميدانيا على تدشين المشاريع والأوراش المذكورة آنفا، فإن كل المتتبعين يسجلون له الحرص الكبير على مواكبة هذه المشاريع من خلال عنايته واهتمامه بها حتى تحقق أهدافها المنشودة. هكذا إذن حولت زيارات الملك إلى الحسيمة وإمزورن والمنطقة كلها والاهتمام الذي أولاه جلالته لها طوال فترة عهده، من منطقة طالها النسيان في صفحات التهميش والإقصاء الممنهج، من منطقة كانت عقول معظم أبنائها محلقة نحو الضفة الشمالية، إلى منطقة يساهم أبناؤها في تنميتها والنهوض بها والدفاع عن قضاياها التنموية.
فيكفي إذن أن تتواصل الجهود ويتكاثف التعاون و تتوفر الإرادة الحقة ، من أجل مواصلة هذا المشوار التنموي، من أجل منطقة ترقى إلى تطلعات ساكنتها لتعيش في الرفاهية والكرامة والخلاص من الإجرام والفساد الإداري والسياسي ، و إعادة الإعتبار لها عبر المصالحة الحقيقية إنسانا و مجالا .
مملكتنا.م.ش.س