باحــث أمريكـــيّ … المغربي يستهلك ثقافة واشنطن ولا يتبنِّى نموذجها
في الوقت الذي تسير فيه عدد من التحليلات في اتجاه التأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية تبقى مسيطرة على الساحة الدولية، تبرز تحليلات أخرى لتؤكد أن “بلاد العم سام” تتراجع على الصعيد العالمي، خاصة فيما يتعلق بالشق الثقافي.
ويعتبر برايان إدواردز، الأستاذ في جامعة “نورث ويسترن” الأمريكية، من أبرز الباحثين الذين لا ينظرون بتفاؤل إلى الهيمنة الأمريكية على المستوى العالمي، خاصة في الشق الثقافي. ويتحدث في كتابه “نهايات ثقافة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط” عن تراجع القوة الثقافية، بالنظر إلى التطور الذي يعرفه المجال التكنولوجي.
وقد كان هذا الكتاب الصادر خلال هذه السنة محور ندوة علمية نظمها، مساء اليوم الاثنين، مركز تواصل الثقافات بالرباط؛ وذلك بمشاركة مؤلفه برايان إدواردز، وعدد من الباحثين الذين سلطوا الضوء على مضامين الإصدار.
ويقول الكاتب إن اختياره التركيز على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال دول المغرب وإيران ومصر، جاء بعد زيارات متكررة لهذه البلدان؛ وهو ما مكّنه من تشكيل صورة عن علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الخصوص في الجانب الثقافي.
وبالنسبة إلى الحالة المغربية وعلاقتها بالولايات المتحدة، يورد الكاتب أنه بالرغم من انتشار بعض المنتجات الثقافية الأمريكية، كالأغاني والأفلام، وحتى بعض العادات كـ”البلاك فرايداي” (الجمعة السوداء)، حينما تقوم عدد من المتاجر بالإعلان عن تخفيضات كبيرة في منتجاتها؛ فإن ذلك لا يعني بالضرورة تبني النموذج الأمريكي، مستشهدا في ذلك بالانتقادات المغربية للغزو الأمريكي للعراق منذ 13 سنة.
وفي الوقت الذي ركز فيه برايان إدواردز على التطورات التي عرفها انتشار الثقافة الأمريكية عبر العالم منذ بداية الألفية الحالية، تحدث الباحث الأمريكي عن أبرز الأحداث التي عرفتها المملكة خلال هذه الفترة، مع وصول الملك محمد السادس إلى سدة الحكم خلفا لأبيه الحسن الثاني، بالإضافة إلى التطور التكنولوجي الذي عرفته المملكة، موضحا أنه بالرغم من استهلاك المغاربة للمنتجات الثقافية الأمريكية إلا إنهم تمكنوا من تقريبها إلى الثقافة المغربية.
ويتحدث الأستاذ في جامعة “نورث ويسترن” الأمريكية عن التحديات التي تواجه الترويج للمنتجات الثقافية الأمريكية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد أحداث “الربيع الديمقراطي” الذي اجتاح عددا من دول هذا الحيز الجغرافي.
ولاحظ إدواردز تراجع المد الثقافي الأمريكي، خصوصا مع عدم تبني الحركات الاحتجاجية للقيم الأمريكية، مشددا على أنه بالرغم من الانتشار الكبير للأفلام الأمريكية، على سبيل المثال، فإن تأثيرها في الواقع يبقى ضعيفا.
وإلى جانب برايان إدواردز، حضر أيضا ديليب جاونكار، زميله في جامعة “نورث ويستر” الذي تحدث عن واقع الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتخاب الرئيس الجديد دونالد ترامب، مبرزا تنامي موجة الشعبوية، ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية وإنما في مختلف دول العالم. وأضاف أن “ترامب يعدّ في حد ذاته ظاهرة، بالنظر إلى النتائج التي تمكن من تحقيقها خلال الانتخابات الأخيرة”.
مملكتنا.م.ش.س/هسبريس