الأحــــــزاب تتحمل مسؤولية البلوكاج وهذا أمر يحسب عليها وليس لها
بعثر البلوكاج الحكومي جميع الأوراق، وتضاربت تصريحات الزعماء السياسيين، وحمل كل واحد منهم المسؤولية للآخر حول الوقوف وراء هذا التعثر في الوصول إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة .
عبد العزيز أخنوش زعيم التجمعيين ” المشغول” بلملمة شمل حزبه وضخ دماء جديدة فيه، وادريس لشكر زعيم الاتحاد الاشتراكي الذي أعلن موافقته المبدئية بالمشاركة في الحكومة لكن بشروط، وامحند لعنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية الذي حمل المسؤولية لعبد الإله ابن كيران في خرجته الأخيرة، كل هذه المواقف تظهر بالملموس، بُعد هذه الأحزاب عن المصلحة العامة التي تفرض عليهم أن يجلسوا في طاولة واحدة، غير طاولة العزاء، لوضع حد لهذه الأزمة السياسية.وفي هذا السياق، قال عبد الحفيظ أدمنو أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويسي بالرباط في تصريح لـه ، بخصوص لقاء زعماء الأحزاب في بيت ابن كيران وتعزيته ومدى تأثيرها على حل الأزمة بينهم: ” أعتقد أنه في مثل هذه المواقف يجب التمييز بين المواقف الإنسانية التي تتعدى الحسابات السياسية، وبين المواقف السياسية المرتبطة بكل حزب سياسي وزعيم سياسي وهي لا تتغير، وبالتالي، يضيف المحلل ذاته،” أتصور لحد الآن أنه ليس هناك أي لقاء حاسم خاصة في المنطقة التي فيها نوع من البلوكاج وهي موقف التجمع الوطني للأحرار من المشاركة من عدمها ” .
لقاء حاسم لا يلوح في الأفق، يمكن بناء موقف عليه، يضيف أدمنو، لأن التجمع تارة يعلن بطريقة أو بأخرى عن إمكانية المشاركة من خلال اشتراط ماهية المشاركة ونوعية البروفيلات التي يريدها في الحكومة والتزامات الوزراء وتارة أخرى، يقول أنهم مازالوا في مرحلة نقاش.
هنا تظهر ضبابية المشهد، مما يصعب قراءة النوايا ورغبات الزعماء السياسيين ولكن يمكن قراءتها من خلال خلفيات كثيرة ، وفق ذات المحلل السياسي ، وهي مرتبطة أساسا بعدم قدرة نظام الاقتراع في المغرب على أن يفرض أغلبية واضحة، كما أنها مرتبطة أساسا كذلك بعدم وضوح المواقف الحزبية بناء على تحالفات استراتيجية بقدر ما هي تحالفات انتخابية، كذلك، يشرح أدمنو ، “نحن هنا لا نتحدث عن أغلبيات سياسية في ظل أغلبية برلمانية وبالتالي هذه المعطيات يمكن أن تفسر عدم الوضوح حتى على مستوى المواقف ” .
ويضيف قائلا: “مواقف متباينة إذن، للزعماء السياسيين، لعنصر اخنوش لشكر، فكل طرف سياسي ينفي تحمله مسؤولية البلوكاج، وينتظر من ابن كيران تنازلات أكبر ،والمواطن المغربي يتحمل نتائج هذا التأخر، فعندما صوت على الأحزاب ومنح الأصالة والمعاصرة الرتبة الثانية والاستقلال الثالثة ، كان ينتظر من هؤلاء خدمته ، لكن ما حدث هو أن هناك أبعاد سياسية مرتبطة بأصوات المواطنين ،وبالتالي فهذا الترتيب الذي أشرت عليه صناديق الاقتراع هو الأساس لأي تحالف، مع العلم أن التحالفات عندما تكون استراتيجية وسياسية سيكون المشهد أكثر وضوحا من الوضعية الحالية “.
وتابع المحلل السياسي في حديثه لـه ، أن الحل بيد الاحزاب السياسية التي عليها أن تأخذ الأمر بنوع من المسؤولية وتعرف أن هذا التأخير يحسب عليها وليس لها ، مع استحضار رغبة المواطن المغربي الذي أدلى بصوته لحزب معين حتى لا يفقد الثقة فيهم في أي محطة انتخابية مقبلة، لأن مسؤولية الأحزاب السياسية، يتابع أدمنو، لا تنبني فقط على ما تم التعاقد بشأنه من برامج انتخابية ولكن السلوك السياسي للأحزاب يجب أن يكون جزءا من التقييم للمواطن ، وبالتالي فالأحزاب عليها أن تستحضر حضور المواطن وتأخذبعين الاعتبار تقييمه لأي سلوك تقدم عليه .
وشدد المحلل السياسي في ظل البلوكاج الحالي، على ضرورة تسريع تشكيل الحكومة حيث قال: ” الوضع السياسي بالمغرب مرتبط باستحضار المصلحة العليا للبلاد ، وأنه كلما أسرعنا في الإعلان عن تشكيل الحكومة، كلما ربحنا زمنا سياسيا مهما في الجانب الاقتصادي والجانب الاجتماعي ، وكذلك أيضا نربح جانبا مهما هي الثقة في العمليات الانتخابية والمؤسسات الدستورية خاصة الحكومة والبرلمان “.
مملكتنا.م.ش.س/الأيام24