مسجد سيدي الغليمي .. معلمة دينية وتاريخية في قلب عاصمة الشاوية سطات
نور الدين حزمي
سطات – يعد مسجد سيدي الغليمي، نسبة إلى الولي الصالح سيدي الغليمي، الذي يجاور ضريحه هذا المسجد، تحفة معمارية ودينية في قلب عاصمة الشاوية مدينة سطات.
وأضحى مسجد سيدي الغليمي، الذي يعد قبلة روحية وتعبدية لسكان إقليم سطات من أجل الصلاة وتلاوة القرآن الكريم والذكر، من المعالم الدينية العتيقة لما يزخر به من نقوش وزليج تقليدي وزخارف مغربية بديعة.
وحسب ورقة تقنية للمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بسطات، فإن المساحة الإجمالية لهذا المسجد العتيق، الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن عشر، تبلغ 900 متر مربع تتوزع بين قاعة مخصصة للرجال تصل مساحتها إلى 314 متر مربع، وقاعة أخرى للنساء تبلغ 116 متر مربع.
وتصل الطاقة الاستعابية لمسجد سيدي الغليمي، الذي يطل على أحد أهم الشوارع الرئيسية لمدينة سطات ويتعلق الأمر بشارع الحسن الثاني الذي يتوسط عاصمة الشاوية، أزيد من 500 مصل ومصلية.
وأوضح المرشد الديني بالمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بسطات، محمد جعداوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المعلمة الدينية، التي تضارب المؤرخون حول تاريخ بنائها، والذي يعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي، تحتل موقعا متميزا بعاصمة الشاوية.
وأضاف أن هذا المسجد، الذي يجاور ضريح الولي الصالح سيدي الغليمي وبالقرب من المعلمة التاريخية قصبة الإسماعيلية، يعد من أبرز المعالم الروحية والأثرية لعاصمة الشاوية، مضيفا أن المسجد يحتل مكانة متميزة بهذا الإقليم، مشيرا إلى أن هذه المعلمة أصبح له رواد ملتزمون بأداء الصلوات وقبلة لعديد من ساكنة المدينة لما يشعرون به من طمأنينة وسكينة.
وأوضح أن تسمية هذا المسجد باسم سيدي الغليمي تعزى لتواجده بجوار ضريح هذا الولي الصالح، الذي ينحدر من منطقة ركراكة (ضواحي مدينة الصويرة)، مشيرا إلى أن هذا الرجل كان عارفا بالفقه والسنة وزاهدا متصوفا، حل بمدينة سطات حيث بنى مسكنا بسيطا تفرغ فيه للعبادة.
وأشار السيد جعداوي نقلا عن عدد من الباحثين أن ضريح هذا الولي يعد أول شاهد للاستقرار البشري بعاصمة الشاوية، مضيفا أن مدينة سطات تشتهر بالبعد الرمزي لهذا الولي الذي عاش في تلك الحقبة واضطلع بأدوار كبيرة باعتباره مفتي وإمام صلاة الجمعة.
وواصل أن مسجد سيدي الغليمي، الذي تم تجديده سنة 2007 من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ينظم العديد من الأنشطة الدينية والثقافية والعلمية التي تقام بهذه المعلمة الدينية، من دروس دينية وصلاة الجمعة فضلا عن عقد ندوات ولقاءات ينظمها المجلس العلمي المحلي.