الفنيدق – افتتحت اليوم الجمعة بمدينة الفنيدق النسخة الثالثة من الملتقيات الجهوية للخدمات اللوجيستيكية (RRL)، المنظمة تحت شعار “أي دور للخدمات اللوجيستيكية في التنمية المجالية ؟ وجهات نظر متقاطعة طنجة-تطوان-الحسيمة/ كاتالونيا”، وذلك بمشاركة مهنيين إقتصاديين ومؤسساتيين ومسؤولين ترابيين.
ويهدف هذا الحدث الاقتصادي، الذي تنظمه “لوجيسميد “Logismed بالتعاون مع المركز الجهوي للاستثمار لجهة طنجة تطوان الحسيمة (CRI-TTA) ومحيطه الاقتصادي ، إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا المرتبطة بالخدمات اللوجستية على المستوى الترابي .
وبحسب المنظمين ،فإن تنظيم النسخة الثالثة من هذه الفعالية الاقتصادية الهامة للمرة الثانية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، تأتي بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى التي احتضنتها مدينة طنجة، إذ ينتظر منه أن يكون هذا الحدث مرة أخرى بمثابة لقاء كبير للجهات الفاعلة في مجال النقل واللوجستيك بجهة الشمال”، وفرصة كذلك للتنسيق مع ثاني أكبر قطب إقتصادي بإسبانيا، خاصة بعد مشاركة مسؤولي ميناء برشلونة في هذا الملتقى.
وفي كلمة بالمناسبة ، أبرز وزير النقل واللوجيستيك محمد عبد الجليل،أن الخدمات اللوجستية ليست مجرد رافعة لتنمية التجارة، ولكنها أيضا هي بمثابة محرك للابتكار وحافز للتنمية المستدامة وأساس لتحقيق الإندماج الاجتماعي، مشيرا إلى أن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة أضحت بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القطب الاقتصادي الثالث للمملكة، والذي عرف أسرع نمو خلال السنوات العشر الأخيرة، باستثمارات ومشاريع استراتيجية كبرى على المستوى الوطني.
وأوضح الوزير أن “جودة أداء ميناء طنجة المتوسط والطرق السريعة والسكك الحديدية التي تربطه بباقي مناطق المغرب، فضلا عن الخط السككي فائق السرعة، اطلعت بدور رئيسي في تحقيق التحول النوعي للجهة”، مضيفا أنه في واقع الأمر ، مكنت هذه البنيات التحتية من جذب اهتمام واستثمارات المقاولات والشركات العالمية الكبرى وخلق أنظمة اقتصادية صناعية حقيقية، وبالتالي خلق الآلاف من فرص الشغل.
وتابع أنه على الجانب الآخر من حوض البحر الأبيض المتوسط، يعد إقليم كاتالونيا، ببنيته التحتية اللوجستية المتطورة، نموذجا ممتازا للنجاح الاقتصادي، مؤكدا أن هذه المنطقة تلعب دورا أساسيا في التجارة الأوروبية والعالمية و في التنمية المجالية.
من جانبه، أكد المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار لجهة طنجة تطوان الحسيمة، جلال بن حيون، أن اختيار جهة الشمال لاحتضان هذا الحدث ليس وليد الصدفة، بل يدل على الاهتمام المتزايد بالمنطقة الشمالية التي أصبحت مركزا عالميا حقيقيا للاستثمار والخدمات اللوجستية، مشيرا إلى أن المنطقة نجحت منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين ، في تحقيق تحول اقتصادي واجتماعي نوعي وعميق، وهي تواصل أيضا منحاها الاقتصادي التصاعدي .
وقال إن “التغيير الناتج عن رؤية رائدة وطليعية وإصلاحات شجاعة ومشاريع هيكلية، جعل من جهة طنجة تطوان الحسيمة القطب الثاني للمملكة بمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي الصناعي الوطني بنسبة 16.6٪، ولكن أيضًا، وقبل كل شيء، جعلها قطبا لوجستيًا رائدًا على المستوى الوطني ومرجعًا عالميًا، مع أحجام تصدير واستيراد ونقل شحن قياسية عامًا بعد عام “.
وأوضح السيد بن حيون، في هذا الصدد، أن التحول الاقتصادي الملحوظ الذي عرفته الجهة الشمالية من المملكة خلال العقدين الأخيرين، بفضل الرؤية المستنيرة لجلالة الملك، يعكس من خلال معطيات ملموسة خلال السنوات الماضية، الوقع الإيجابي الكبير على مختلف المناحي الاقتصادية والاجتماعية والتخطيط المنسق للتنمية اللوجستية، مشيرا إلى أن هذا النهج المدروس لعب دورا أساسيا في التقدم الاقتصادي والاجتماعي، مما عزز جاذبية ليس فقط المنطقة، ولكن أيضا العديد من الأقاليم الأخرى بالمملكة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،أبرز المدير العام للسلطة المينائية لطنجة المتوسط، حسن عبقري، أن هذا الحدث الاقتصادي الهام الخاص بمجال اللوجستيك، يشكل حدثا بارزا ونوعيا ، خاصة وأنه يستضيف بالإضافة إلى السلطة المينائية لطنجة المتوسط السلطة المينائية لبرشلونة وفي الوقت ذاته يستقطب فاعلين أساسيين في المجال ، على إعتبار أن الخدمات اللوجستية تعد إحدى الروافع الرئيسية لجهة طنجة تطوان الحسيمة وإقليم كاتالونيا التي تعمل على خلق القيمة المضافة وفرص العمل والثروة وتحقيق التنمية المتوازنة .
وأضاف المدير العام للسلطة المينائية لطنجة المتوسط، أن أهمية هذا الملتقى تكمن كذلك في دور اللوجستيك في تنمية المجال الترابي والاقتصاد بشكل عام ، وهذا هو الطموح الهيكلي لمنطقة طنجة بالخصوص لتطوير مجالهما الترابي والمقاولات المتواجدة بالجهة ، خاصة وأن المنطقة لها مؤهلات لوجستية كبيرة، لازالت تتطور باضطراد وثبات ، مضيفا أن التظاهرة مناسبة لتبادل الآراء والتجارب لتعزيز انخراط المنطقة أكثر فأكثر في محيطها الاقليمي الاقتصادي والدولي ، وبالتالي التجاوب مع الانتظارات الاجتماعية والاقتصادية و بلورة الاستراتيجيات المجالية، ناهيك عن خلق فرص الشغل والثروة لساكنة للمنطقة.
ويتضمن برنامج الدورة تنظيم مائدتين مستديرتين الأولى حول ” الدور الاستراتيجي للموانئ في تنمية المجال الترابي” و” الرهانات الترابية للوجيستيك بجهة طنجة تطوان الحسيمة” ،يؤطرها مهنيون وخبراء من جهة طنجة تطوان الحسيمة و إقليم كاتالونيا، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية BtoB ، التي تهدف إلى تمكين المعنيين من كلا المنطقتين من تطوير أعمالهم وإقامة شراكات وتوسيع شبكتهم المهنية.
كما يتضمن برنامج هذه التظاهرة أيضا زيارات إلى مواقع لوجستية واقتصادية، بهدف اكتشاف أو إعادة اكتشاف ميناء طنجة المتوسط ومرافقه المختلفة ومناطق الأنشطة التجارية الحديثة به .
و ستستحضر الفعالية التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العميقة الجارية، والتحولات التكنولوجية والرقمية والبيئية، من أجل أن يتماشى ذلك مع احتياجات المشغلين والمستثمرين، الوطنيين والدوليين.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع