بني ملال ــ وجب التأكيد مبدئيا على أن البادرة محمودة في غايتها، لكن وسيلتها كانت بعيدة كل البعد عن نبل الهدف المتوخى منها ،وهي جمع الجسم الصحافي كما جاء في البيان، إذ سرعان ما تبين أن أمورا تمت في الكواليس خدمة لأجندة تسعى إلى فرض وصاية على الإعلاميين بالجهة. وجعلهم قرابين يذبحون على عتبة زبانية ألفت الصيد في الماء العكر، واستخلاص إتاوات بدعوى تنظيم لقاءات مفصلة و مرتقة على المقاس.
وتقتضي الأبجديات الأولى في صياغة البيانات الختامية، تحديد الأهداف بوضوح، شكلا من خلال تنظيم ورشات اشتغال على أصناف من الإعلام، كالصحافة المكتوبة أو الإلكترونية، وطبيعة المقاولة. ليتم تدارس الإشكالات واقتـراح الحلول، يتم تقديمها إلى لجنة صياغة التوصيات المنبثقة عن اللقاء، وهذا المطلب غاب عن المنظمين لأن هدفهم كان هو تمرير ما اتفق عليه سلفا من قول كلمة للرئيس يتبعها نقاش صوري يغرق في المدح.
فإذا كان الإعلام الجهوي شريك فعلي في التنمية الجهوية، فكيف نفهم انغلاق الرئاسة على هذا الشريك، رغم أنها ترفع شعار الانخراط في الحكومات المنفتحة، والرئيس لا يتسع حضنه إلا لنوع من الصحافة؟ ولماذا تم تعويض العروض التي كانت مبرمجة والاكتفاء بشريط لا يرقى حتـى للترافع عن أسباب نزوله ومن كان وراءه؟
أسئلة حارقة تطرح في غياب الوضوح لما آل إليه اللقاء من فوضى وعشوائية في التنظيم، من هي الجهة التي لها الحق تكوين لجنة جهوية لعقد اللقاءات والسعي إلى هيكلة الجسم الإعلامي، دون وجود جهاز أو هيئة منتخبة من طرف الصحافيين المهنيين والمراسلين المعتمدين، ألا تضرب توصيات مجلس الجهة استقلالية الصحافة في مقتل ،وتوحي بأنها ستصبح ملحقة تابعة لها؟
كيف يمكن تغطية برامج ومشاريع الجهة دون وجود شراكة حقيقية مع المجلس الجهوي، وتعاقد ملزم بموجب دفتر تحملات؟ أما دار الصحافة فقد سبق وأن صادق عليها المجلس في دورة يوليوز العادية 2018 وهو القرار الذي بقي في الرفوف دون العمل على تنفيذه.
فإذا كانت نية المجلس الجهوي وإدارته تسعى فعلا إلى جعل الإعلام الجهوي رافعة أساسية للترافع عن التنمية الجهوية، فما عليها أولا إلا أن تساعد في بناء الذات التنظيمية القادرة على تأطير كل الفاعلين في الحقل الإعلامي، بكل موضوعية وتجرد عن المحاباة التي لا تخدم لا المجلس ولا الصحافة. و دعم تأهيل و هيكلة المقاولات الإعلامية، و تمكينها من الدعم العمومي و الإشهار اسوة بباقي الجهات، و انشاء حاضنة للمقاولات الصحفية بالجهة.
نص البيان التوضيحي :
مملكتنا.م.ش.س