خبراء .. وصول الحرارة إلى مستويات شهرية قياسية ينذر باستمرار الظاهرة

الإثنين 13 مايو 2024 - 13:06

باتت مختلف الدراسات الدولية والتقارير العالمية تُعلن عن ارتفاع مؤكد لدرجات الحرارة؛ وهو ما ينذر بكوارث مناخية، ويتطلب بذل جهود كبرى سواء على الصعيد الوطني أم على الصعيد الدولي.

وفي هذا الإطار، قال عبد الرحيم الكسيري، المنسق الوطني للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، إن مركز كوبرنيكوس للاتحاد الأوروبي أكد أن شهر أبريل الماضي هو “أبريل الثاني الأكثر حرارة” من بعد أبريل السنة الماضية، مع ارتفاع بـ1.49 درجة أكثر من المعدل الذي سجل من 1991 إلى 2020، وأبريل 2024 هو الشهر الحادي عشر المتتالي للحرارة المرتفعة التي لم تسجل من قبل.

وأضاف رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب: “في الحقيقة، تم التأكيد على ارتفاع درجة الحرارة منذ شهور عديدة. ففي يوليوز2023، تم الحديث عن الشهر الأكثر حرارة الذي لم يسجل منذ اكتشاف المحرار نفس الشيء بالنسبة للدرجات القياسية التي سجلت في شهر أكتوبر، وشتنبر كذلك عرف بالشهر الأكثر حرارة بالاتحاد الأوروبي”.

واعتبر المتحدث ضمن تصريح لهسبريس أن “تتالي الشهور يؤكد أننا لسنا في تغير؛ ولكن في منحنى ارتفاع درجة الحرارة بصفة مستمرة، عكس التساقطات التي هي في تغير قد ترتفع وتنخفض، لكن المنحى العام وفقا للتغيرات المناخية فهو في ارتفاع”.

وأشار الكسيري أيضا إلى أن “ظاهرة النينيو وظاهرة النينيا التي تؤثر على حرارة المحيط وبالتالي التأثير على الدورات المناخية تؤكد أن حرارة العالم هي في ارتفاع وبالتالي التيارات الهوائية والتيارات البحرية تتغير؛ وبالتالي ارتفاع درجة الحرارة التي كان يجب أن تظل عند خمس عشرة درجة مئوية”.

وعاد الخبير إلى التذكير باتفاق باريس قائلا إنه، حسبه، “كان يجب أن نتحكم في ارتفاع درجة الحرارة بحيث لا تتجاوز 1.5 درجات؛ لكننا اليوم بلغنا 1.45 درجة، وبالتالي فمن شبه المستحيل أن نحترم اتفاق باريس رغم المجهودات المبذولة”.

واعتبر الكسيري أنه “رغم إعلان عدد من الدول الكبرى الولايات المتحدة وأوروبا واليابان أنه سيتم تغيير النموذج التنموي والاقتصادي بأكمله بحلول 2050 حتى يكون هناك صفر انبعاثات، أي سيكون هناك اقتصاد لهذه الدول خاليا من أي انبعاثات كربونية وبالتالي من أي تلوث. المغرب كذلك نحا هذا المنحى، لكن هناك دول ما زالت تتلكأ على رأسها الصين التي أعلنت 2060 والهند 2070، وبالتالي تأخر هذه الدول في تغيير كل هذا النموذج الاقتصادي الملوث جدا، فهو يستمر في رفع درجات الحرارة وفي اضطرابات المناخ بشكل عام”.

ونبه الكسيري إلى أنه “يجب مقاومة هذه التغيرات المناخية؛ لأنها أصبحت واقعا، وليست مسألة ظرفية وإنما مسألة دنيوية”، قائلا: “علينا مواجهة تغير المناخ وندرة الماء والحرائق والفيضانات بشكل ممنهج لإدماج جميع السياسات الترابية والوطنية، وعدم الإعلان أننا فوجئنا بارتفاع درجة الحرارة أو فوجئنا بتساقط أو فيضانات”.

من جانبه، قال علي شرود، خبير مناخي، إن “ما عرفه المغرب وسائر دول العالم ما بين القطبين الشمالي والجنوبي من ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن نصنفه من بين الكوارث المناخية”.

وأوضح شرود، ضمن تصريح لهسبريس، أن “أي ارتفاع في درجات الحرارة سيتسبب في عدد من الكوارث الطبيعية التي تكون مصاحبة. أول كارثة طبيعية التي نراها هي الجفاف، يعني ندرة المياه ويعني المناطق السقوية والفلاحات تتضرر أي تضرر عيش المواطن وعنده تأثير على نفسية هذا الإنسان”

ولفت الخبير المناخي المغربي إلى أن “الإنسان بفعل الجفاف يمكن أن يترك المناطق التي يعيش فيها، وهذا ما يسمى باللجوء البيئي”.

وتابع شرود: “لاحظنا، مؤخرا، ما حدث في كل من السعودية والإمارات العربية وبعض مناطق الخليج التي تعرف ارتفاع درجات الحرارة المهولة عرفت كوارث طبيعية؛ كالفيضانات بفعل التساقطات السريعة والقوية في مناطق بها تربة جافة”.

وأكد المتحدث ذاته أن علم المناخ ليس علما ثابتا، وأن عشر سنوات من الملاحظة هي غير كافية لإصدار أحكام؛ بل لا بد من سنوات طوال قبل ذلك، قائلا: “مع تطور الكرة الأرضية عبر ملايين السنين، مرت فترات الجفاف فترات الجليد في بعض المناطق على غرار مناطق أخرى … بالنسبة للمغرب نحن لاحظنا هذه السنة كيف أنه في فترات نصل إلى درجات حرارة دنيا خارج الفصل، وفترات أخرى نحقق درجات قياسية كما حدث في أكادير المعروفة بكونها منطقة معتدلة؛ لكنها وصلت إلى خمسين درجة مئوية السنة الماضية”.

مملكتنا.م.ش.س/وكالات

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 23:08

مناظرة وطنية .. تسليط الضوء على تحديات وفرص حكامة ذكاء الاصطناعي موثوق به

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 22:53

54 ألف مستفيد من برنامج دعم السكن ضمنهم 3 آلاف في العالم القروي (السيد بن إبراهيم)

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 22:02

سنة 2025 محطة بارزة في خارطة الطريق المناخية للمملكة (السيدة بنعلي)

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 21:44

الشركة الجهوية متعددة الخدمات مراكش – آسفي تصادق على حساباتها برسم 2024