الرباط – أعلنت لجنة تحكيم الدورة السادسة لجائزة أورنج للكتاب بإفريقيا برسم سنة 2024، أمس السبت بالرباط، عن فوز الكاتب الكونغولي وعالم الاجتماع ديباكانا مانكيسي بهذه الجائزة عن روايته “أخصائي نفسي ببرازافيل”، وذلك على هامش فعاليات الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
ويسلط هذا المؤلف، الصادر سنة 2023، الضوء على فترة الستينيات من القرن الماضي بعد حصول جمهورية الكونغو على الاستقلال، حيث تدور أحداث هذه الرواية، الثالثة في مشوار الكاتب الكونغولي، حول ثلاث شخصيات، هي كايا، الأخصائي النفسي الذي يستقبل الشخصيات المهمة بالمدينة، وماسولو، مساعدته، وإيبوغو، الطالب المثالي الذي يتحول إلى مجرم متعطش للدماء بعد انضمامه إلى الميليشيات.
وأعرب ديباكانا مانكيسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته الغامرة بالظفر بهذه الجائزة تقديرا لعمله الابداعي، مضيفا “أعتقد أن الكتابة تعني المشاركة وأنا أرغب من خلال هذه الرواية في تقاسم، مع الآخر، نظرتي للأشياء وللعالم عموما”.
كما أشاد ديباكانا مانكيسي، بهذه المناسبة، بالتنظيم الجيد للمغرب للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي يروج للكتاب والقراءة، فضلا عن مؤسسة” أورانج” لتنظيمها هذه الجائزة التي بفضلها تم تسليط الضوء على الأدب الافريقي ضمن الساحة الأدبية الدولية.
من جهتها ، أكدت مندوبة المعرض الدولي للنشر والكتاب ومديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة لطيفة مفتقر أن مبادرات من قبيل جائزة أورنج للكتاب في افريقيا وجهود المعرض، من شأنها إعادة إرساء سيادة ثقافية وإبداعية حقيقية في أفريقيا، مشيرة إلى أن “المغرب، بتوجهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يجعل من الرأس المال البشري، وتقييم التراث والإبداع بجميع أصنافه أساس النموذج التنموي”.
وأضافت السيدة مفتقر أن الجائزة في دورتها السادسة تؤكد الرغبة في الوصول بهذه الجائزة للعالمية، من خلال تكريم وتشجيع الكتاب الأفارقة الناطقين باللغة الفرنسية.
من جهتها، أكدت الكاتبة العامة لـ”أورنج المغرب” هند لفال، أن جهود مؤسسة أورانج المغرب تتمحور حول ثلاثة نقاط رئيسية، تتعلق الأولى بالتعليم لاسيما مع برنامجي “المدارس الرقمية” و”البيوت الرقمية”، اللذين يساهمان من خلال التكنولوجيا الرقمية في تطوير المنظومة التعليمية بالمغرب.
وأوضحت أن المحور الثاني يتعلق بالثقافة، ولا سيما أورنج للكتاب في افريقيا، في حين يتعلق المحور الثالث بالبيئة، مبرزة أن الكتاب أداة جيدة للتواصل حيث الخيال يتيح لنا فرص تجاوز الحدود واللغات.
وفي السياق ذاته، أكدت مديرة الأدب والمتاحف في مؤسسة أورنج، فرانسواز فرنانديز، أن المؤسسة تعمل يوميا من أجل تسهيل الولوج إلى التعليم والصحة وأيضا المعرفة، وأوردت على سبيل المثال “تحدي ويكي” ، التي تعد مسابقة تستهدف أطفال المدارس في إفريقيا من خلال تمكينهم من إدراك متعة الكتابة والقراءة مبكرا .
أما رئيسة لجنة تحكيم الدورة السادسة لجائزة أورنج للكتاب فيرونيك تادجو ، فأبرزت أن ديباكانا مانكيسي أظهر شغفا كبيرا في الكتابة الأدبية من خلال هذه الرواية الرائعة، مضيفة أن “الرواية تحكي لنا عن إفريقيا ما بعد الاستقلال في ستينيات القرن الماضي، وأيضا عن إفريقيا في المستقبل”.
وتميزت هذه الأمسية أيضا بحفل تقديم جوائز مسابقة “WikiChallenge” والتي مكنت العديد من التلاميذ في المؤسسات التعليمية بإفريقيا من تحسين مهاراتهم في الكتابة والتعرف على الآليات الرقمية عبر النشر بواسطة الإنترنت.
يشار إلى أن جائزة أورونج للكتاب بإفريقيا تضطلع، منذ إطلاقها، بدور كبير في الترويج للأدب الإفريقي. كما أن هذه الجائزة ساعدت على التعريف بالعديد من الكتاب الذين طبعت أعمالهم المشهد الأدبي الإفريقي، وعلى تسليط الضوء على ثراء وتنوع الأدب في إفريقيا.