✓ السيد عبد الغني الطيبي، بداية، نود أن نشكرك على وقتك الثمين لإجراء هذا الحوار. حدثنا عن سلسلة الفعاليات الثقافية والعلمية التي تنظمها المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش بتعاون مع شركائها منذ بداية أبريل 2024.
- شكرا لكم على الاستضافة. بالفعل، منذ بداية شهر أبريل 2024، ننظم في المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والاسكان وسياسة المدينة، سلسلة من الفعاليات الثقافية والعلمية التي تركز على التراث المغربي، مع اهتمام خاص بتراث مراكش. ستستمر هذه الأنشطة حتى شهر أكتوبر القادم في إطار الملتقى الدولي المعمار، الذي يحتفل بدورته التاسعة هذه السنة تحت عنوان “مراكش، عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي”، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
✓ ما هي الجهات الفاعلة الرئيسية المشاركة في هذا الحدث؟
- دائما نسعى في المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش نعمل وفق مقاربة تشاركية مع شركائنا من مختلف المواقع والمجالات، أقصد المؤسسات العمومية والمدنية الوطنية والدولية، من بين هؤلاء الشركاء نجد مجلس جماعة مراكش برئاسة السيدة الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري، ومنظمة الإيسيسكو وجمعية المنية، الذين يقومون بأدوار أساسية في التنظيم. معا، نعمل على تسليط الضوء على التراث المادي وغير المادي لمراكش، واستكشاف تاريخها المعماري وتقاليدها وتأثيرها على الثقافة الإسلامية.
✓ ما هي الأهداف الرئيسية لهذه الفعاليات؟
- تهدف هذه الفعاليات إلى زيادة وعي الجمهور بالممارسات الجيدة والمسؤولة والاقتصادية في مجال الحفاظ على التراث. تناقش الندوات والايام الدراسية والورشات العلمية مواضيع مثل الحفاظ على المباني التاريخية، إعادة إحياء الأحياء القديمة، ونقل المعارف التقليدية والحديثة، مع الاستعمال الجيد لاحدث التكنولوجيات والتقنيات، بحيث نشجع من خلال هذه الأنشطة التعاون بين المهنيين والباحثين والمجتمع المحلي للحفاظ على هذه الكنوز المعمارية وتقديرها.
✓ حدثنا عن بعض الأحداث الأخيرة التي نظمتها ENAM.
- من بين الأحداث البارزة، نظمنا بالتعاون مع الإيسيسكو “أسبوع الثقافة للإيسيسكو” في أبريل 2024، والذي ركز على الاحتفال بمراكش كعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي. وفي ماي 2024، نظمنا ندوة دولية حول حول مكانة الماء في التخطيط الحضري والمعماري بالتعاون مع المجلس الجماعي لمراكش، وبالمناسبة نشكر جميع الفاعلين والمؤسسات الداعمة خصوصا مجلس جماعة مراكش ، و السيد والي جهة مراكش على دعمه ومواكبة أشغال أنشطتنا العلمية.
✓ وما هي الأنشطة المستقبلية المخطط لها؟
- نستعد لإطلاق برنامج جديد بالتعاون مع شركائنا من فرنسا وتركيا في يونيو 2024. يركز هذا البرنامج على استكشاف التراث المعماري والثقافي للجنوب المغربي، وسيتضمن ورش عمل وندوات و زيارات ميدانية في مدن مثل ورزازات وزاكورة وتارودانت، اولا لتشجيع الطلبة المهندسين على الاهتمام بقضايا التراث المبني في المدن الجنوبية المتميزة.
كما نعمل منذ بداية هذه السنة على الاستعداد لتنظيم مؤتمر دولي متنقل بين المغرب،اسبانيا والبرتغال حول “حضارة المرابطين والموحدين بالمغرب والاندلس: تاريخ وتراث ومعمار”، منظم من طرف المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش ومؤسسة الادريسي المغربية الاسبانية بشراكة مع المجلس الجماعي بمراكش ومجلس جهة مراكش اسفي : الافتتاح بالمغرب 4.5.6 أكتوبر .
وللتذكير قمنا باعطاء انطلاقة لمعرض لوحات تشكيلية حول أقواس مراكش العتيقة للفنان طه السبع بمقر قصر بلدية مراكش ابتداءا من يوم 12 ماي 2024 والذي سيتجول على مجموعة من الفضاءات التاريخية والعريقة بمدينة مراكش.
نعم كلها أنشطة نحاول من خلالها اولا الاحتفال بمدينة مراكش عاصمة الثقافة في العالم الاسلامي، وايضا نقوم بترسيخ مجموعة من المعارف والمهارات لدى الناشئة خصوصا عندما يتعلق الامر بالابتكار والتشبع بقيم الفن والاهتمام بالبعد المحلي من خلال معرفة عالمية.
✓ كيف ترى مستقبل الحفاض على التراث المعماري والثقافي لمراكش من وجهة نضر فنية وابتكارية ؟
- نعم سؤال مهم ، أولا الثقافة هي جسر يربط الماضي بالحاضر ويمهد الطريق نحو المستقبل. كخبير في التكوين والهندسة الثقافية واستراتيجيات التطوير، أؤمن بأهمية تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات وتعزيز التعليم والتعلم. من خلال الاستثمار في الفنون والتراث والتعليم، يمكننا بناء مجتمعات أكثر تسامحًا وتقدمًا.
يجب تنظيم فعاليات ثقافية متنوعة مثل المعارض والاوراش العمرانية والعروض الثقافية. يمكن أن تكون هذه الفعاليات منصة لتبادل الأفكار والتعرف على ثقافات مختلفة. يجب أن يكون للتعليم والتدريب دورًا مهمًا في تطوير المجتمع الثقافي. هذا ويمكن توفير دورات تدريبية وبرامج تعليمية تساهم في تطوير مهارات الفرد وتعزيز فهمه للثقافة والفنون.
علاوة على ذلك، يجب العمل على الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي. يمكن أن يكون ذلك من خلال ترميم مثالي للمباني التاريخية والمحافظة على العادات والتقاليد. حيث يجب أن يكون للمجتمع دورًا في الحفاظ على هذا التراث من خلال المشاركة في مشاريع الصيانة والتوعية.
التعاون مع المؤسسات الثقافية يمكن أن يكون مصدرًا للمعرفة والإلهام. يمكن أن توفر المكتبات والمتاحف والمراكز الثقافية موارد قيمة للباحثين والفنانين والمهتمين بالثقافة. للفنون والتراث دور مهم في تعزيز الهوية الثقافية وتعميق الفهم بين الأجيال.
في النهاية، يجب أن نشجع الابتكار في المجال الثقافي. يمكن أن يكون ذلك من خلال دعم المشاريع الفنية الجديدة والمبتكرة. يمكن أن يكون للفنانين والمبدعين دورًا في تقديم رؤى جديدة ومبتكرة تساهم في تطوير المجتمع الثقافي.
✓ شكرا لك، السيد عبد الغني الطيبي، على هذه المعلومات القيمة. نتمنى لكم ولـ ENAM مزيدا من النجاح في مساعيكم.
- شكرا لكم. يسعدني دائما مشاركة رؤيتنا وأهدافنا مع المواطنين والمواطنات، وتوفير المعلومة الصحيحة لكم.
مملكتنا.م.ش.س