فاس – استقبلت الدورة 27 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، في حفل أقيم الثلاثاء، عازف الناي الهندي الموهوب ج.أ. جايانت، أستاذ فن الناي الكارناتيكي الذي سافر بالجمهور في العوالم الفريدة والاستثنائية للموسيقى الكلاسيكية لجنوب الهند.
ومنذ النغمات الأولى، نسج جايانت من خلال عزفه على ناي البانسوري موسيقى تصويرية ساحرة. وأثبت فنه، المستلهم من التقاليد المتجذرة التي ورثها عن معلمه، روعته وسحره الحقيقي.
وتعكس التقنيات البارعة لجايانت، سواء في العزف بالأصابع أو في إدارة التنفس، عن العمق الكبير لمزمار البانسوري حتى في المقطوعات المنخفضة الصعبة للغاية. وبفضل براعة أدائه التي تحترم مبادئ الشروتي والسودام، أتحف عشاق الموسيقى الحاضرين.
وفضلا عن حسه التقني الرفيع، اكتسى الأداء الذي قدمه عازف الناي الهندي بعدا شاعريا، من خلال إبراز الجوانب الغنائية والعاطفية للموسيقى. وتجسد التناغم بين العازف وآلته على شكل لوحة صوتية غنية ودقيقة قادرة على التعبير عن مجموعة واسعة من المشاعر والأحاسيس.
وقد بدا التناغم جليا وواضحا بين الألحان العذبة الرائعة للناي وآلة المريدانغام التي كان يعزف عليها براميش كيشور، مما جعل الجمهور يعيش تجربة موسيقية متميزة واستثنائية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب ج.أ جايانت عن فخره الكبير بدعوته لإحياء حفل ضمن فعاليات هذه التظاهرة المرموقة.
وأوضح الفنان الهندي “إنه لشرف عظيم لي أن أكون جزءا من هذا المهرجان الدولي ذائع الصيت”، وأعرب جايانت وشريكه في المنصة راميش كيشور، وكلاهما لا يزالان شابين، عن “سعادتهما الكبيرة” بأن أتيحت لهما فرصة الغناء أمام جمهور قدم من مختلف بقاع العالم.
وفسح حفل ج.أ جايانت لعشاق الموسيقى العالمية العريقة المجال لعيش متعة حقيقية وتجربة فريدة من نوعها. فمن خلال براعته في العزف على الناي الكارناتيكي والتزامه العميق بتقاليدها سافر هذا العرض بالجمهور في قلب الروحانية وجمالية الموسيقى الهندية.
ويهدف مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي ينظم إلى غاية فاتح يونيو المقبل تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تحت شعار “شوقا لروح الأندلس” إلى إبراز فترة التعايش السلمي ما بين الديانات في تاريخ الأندلس من القرن 8 إلى غاية القرن 15، تلك الحقبة التي اعتبرت “زمنا ذهبيا” لازالت روحه حاضرة بالمغرب.
وتحل إسبانيا ضيف شرف هذه الدورة من خلال برمجة تتضمن عروضا فنية تمتزج فيها الألوان الموسيقية لكلا البلدين، شاهدة بذلك على عمق وتجذر الروابط التاريخية والأخوية التي تربط شبه الجزيرة الإيبرية بالمملكة المغربية، استشرافا لمستقبل مشرق وواعد للمملكتين.
ووفاء لروح فاس، تقترح هذه الدورة برمجة متنوعة ومنفتحة على ثقافات وروحانيات من مختلف البقاع، حيث تلتقي خلال هذه النسخة نخبة من الموسيقيين المشهورين على غرار نجم الموسيقى الصوفية الكبير سامي يوسف، وفنان الفلامينكو فيسنتي أميكو، أو حتى حفل ستابات ماطر، بقيادة المايسترو باولو أولمي.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع