الرباط ــ على ضوء النقاش الذي فجرته الاستفزازات المتكررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن المواقف الحقيقة لتل أبيب تجاه مغربية الصحراء، رفض اليهود المغاربة التشكيك في اعتراف إسرائيل بسيادة الرباط على أقاليمها الجنوبية، معتبرين أن موقف الحكومة الإسرائيلية “موقف متقدم”، منتقدين في الوقت ذاته هجوم الرافضين للتطبيع على إسرائيل على خلفية “حادثة الخريطة”.
في هذا الإطار، قال جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية المغربية بجهة مراكش آسفي، إن “نتنياهو لم يتعمد استفزاز المغرب، وظهوره بالخريطة التي أثارت الكثير من الجدل هو خطأ غير مقصود وإن كان عليه في الحقيقة أن ينتبه إلى هذا الأمر”.
وأشار كادوش، في تصريح له ، إلى أن “إسرائيل اعترفت بمغربية الصحراء أمام أنظار العالم، وبالتالي فلا يجب فتح المجال أمام متصيدي الأخطاء من أجل الضرب في العلاقات ما بين البلدين أو التشكيك في حقيقة الموقف الإسرائيلي من قضية الصحراء المغربية”.
وتابع بأن “بعض المناهضين لاستئناف العلاقات مع إسرائيل حملوا هذا الخطأ الذي وقع فيه رئيس الوزراء ما لا يحتمل، وتداولوا تفسيرات سرعان ما بددها الاعتذار الذي تقدمت به كل من الخارجية الإسرائيلية ومكتب نتنياهو”، مضيفا: “لا يجب الانسياق وراء هذه الخطابات. يجب أن نتعقل في تفسير أي خطوة أو حدث ما لكي لا نفتح المجال أمام أعداء الوحدة الترابية للمملكة للضرب في العلاقات المغربية الإسرائيلية، أو التدخل في الشؤون السيادية للمغرب”.
من جهته، أوضح سالمون العسري، رئيس الاتحاد العالمي ليهود مراكش، أن “ظهور نتنياهو بخريطة مبتورة كان غلطة، غير أن ذلك لا يعني بأي شكل من الأشكال أن إسرائيل تحاول ابتزاز المغرب لأن المصالح المشتركة بين البلدين أكبر من ذلك”.
وأضاف العسري، في حديث له ، أن “نتنياهو يواجه ضغطا كبيرا داخليا وخارجيا بسبب الحرب ضد حماس”، مشددا على أن “إسرائيل أعطت موقفا واضحا ورسميا متقدما حول قضية الصحراء المغربية، وهو موقف لا يقبل المزايدات أو التشكيك”، مشيرا إلى أن “اليهود المغاربة في إسرائيل يسهرون على حماية مصالح المغرب، ولا يمكن أن يسمحوا بالإضرار بمصالحه العليا”.
وسجل رئيس الاتحاد العالمي ليهود مراكش أن “إسرائيل لن تتوانى في الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب ضد أي اعتداء”، مبينا أن “الموقف الرسمي الإسرائيلي لا يمكن اختزاله في خطأ وقع فيه رئيس الوزراء، وهو الخطأ الذي استغله البعض للترويج لخطاب يدحضه الواقع”.
ورفض المتحدث أن “يتم استغلال هذا الخطأ من أجل تأليب المغاربة ضد إسرائيل أو ضد طبيعة العلاقات معها”، معتبرا أن “الذين يسعون لذلك من المناهضين للتطبيع لا يدخرون جهدا في سبيل شيطنة إسرائيل في حين إنهم لا يرافعون عن قضيتهم الوطنية الأولى بالشكل الذي يرافعون به عن قضايا أخرى، فهم فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، في حين كان الأجدر بهم أن يرافعوا من أجل توسيع رقعة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، وليس استهداف الدول المعترفة بها”، بتعبيره.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع