الرباط ــ واصل مهرجان موازين عبق سحره من خلال تقديم يوم حافل بالمشاعر وغزارة التنوع الموسيقي. فعلى الساعة 17h30، اهتزت منصة شالة طربا على أنغام كوارتيتو تافي. فقد قدمت المجموعة الأرجنتينية عرضا غامرا، يمزج بين الإيقاعات التقليدية لبلدها الأرجنتين والأنعام المعاصرة، خالقة أجواء حميمية ودافئة أدهشت الجمهور.
بعد ذلك، على الساعة 21h00، احتضن المسرح الوطني محمد الخامس لحظة فريدة مع العرض الثلاثي الأبعاد بتقنية الهولوغرام لكوكب الشرق أم كلثوم، حيث تم استحضار النجمة المصرية المرموقة في شكل رقمي محظ، لتنقل المشاهدين عبر أغانيها الخالدة إلى زمن آخر، مذكرة بالتراث المذهل الذي تركته لعالم الطرب العربي.
بتزامن مع ذلك، كانت منصة أبي رقراق مسرحا لأداءات مكهربة لكل من يامي Yamê ولويدجي Luidji. دشن يامي الأمسية بطاقته الخام، مزاوجا بين الإيقاعات القوية والكلمات الملتزمة، في مجموعة من الأغاني الرائعة التي أسرت الجمهور الحاضر منذ النغمة الأولى. بعد ذلك تسلم لويدجي مشعل السهرة، ليخلق تآزرا مثاليا مقدما مجموعة غير قابلة للنسيان من خلال كلمات أغانيه التأملية العميقة وحضوره القوي والملهم على الخشبة.
في المنصة العالمية السويسي، تقاسم ألاون Alawn وأتيز Ateez الخشبة ابتداءا من الساعة 22h00. وقدم المنتج والديدجي الفرنسي الشهير، ألاون، سلسلة من الأغاني الأخاذة، محولا المنصة إلى حلبة رقص كبيرة حيث ترددت كل نوتة من موسيقاه كدعوة حارة للاحتفال والفرح. بعد ذلك، غزت مجموعة كي– بوب أتيز، برقصاتها الكوريغرافية الفائقة الإتقان وديناميكيتها المتفجرة، وجدان جمهور بهيج، مختتمة بذلك الأمسية بنغمة عالية.
في منصة النهضة، استعرضت الفنانة بلقيس سحرها في الساعة 22h00. وأسرت المغنية الإماراتية قلوب الحضور بصوتها القوي وأغانيها المفعمة بالثقافة العربية، مانحة للجمهور لحظة مشاعر صافية وارتباطا متجددا بالجذور.
بالموازاة مع ذلك، استقبلت منصة سلا كلا من الفنانين مسلم وإحسان الركراكي ودعاء اليحياوي. وقدم مسلم، الوجه الرمزي للراب المغربي، كلمات مؤثرة وصادقة، جعلت الجمهور ينبض وفق التدفق الفريد لأنغامه. وأضفت إحسان الركراكي من جانبها لمسات شاعرية على الأمسية بأغانيها ذات الحمولة التقليدية، فيما اختتمت دعاء اليحياوي السهرة بنغمة لطيفة وحميمية.
وأبرزت هذه الأمسية ليوم 23 يونيو مرة أخرى قدرة موازين على جمع مواهب قادمة من آفاق مختلفة، خالقا بذلك فسيفساء من الأصوات الفائقة التنوع، حيث تمكن كل فنان من مشاركة عالمه الخاص مع جمهور موازين. كما واصل المهرجان البرهنة على أنه فعلا يشكل احتفاء بالموسيقى تحت جميع أشكالها، مانحا لرواده لحظات ستبقى خالدة في ذاكرتهم.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع