عبد اللطيف الباز
تاراغونا – يكفي القيام بزيارة خاطفة إلى مقر قنصلية المغربية بتاراغونا شمال إسبانيا، حتى يلحظ الزائر انخراط المرفق القنصلي بجهة تاراغونا اراغون وليريدا في الإصلاح، الذي انطلق طبقا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، شكلا ومضمونا الداعية إلى التواصل والاستماع لأفراد الجالية والإنصات لانشغالاتها وانتظاراتها وللمشاكل التي تواجهها . عرف العمل القنصلي طفرة نوعية، خصوصا في السنوات الأخيرة .
و في هذا السياق ، أطلقت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج مخططا لإصلاح المنظومة القنصلية، وعلى ضوء هذه المقاربة، تم تأهيل وتحديث المراكز القنصلية بالخارج، و اتباع سياسة للرقمنة مكنت من تعميم النظام المعلومياتي الخاص بالعمل القنصلي لدى جميع البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية بالخارج، ورقمنة المواعيد والمساطر الإدارية. ومن خلال تتبع طاقم موقع جريدة مملكتنا ” تم الوقوف على نجاح مسؤولي الهيئة القنصلية في تطبيق مشروع الرقمنة، الذي يهدف إلى تجويد الخدمات ومنع سماسرة من التربص بمقر البناية الديبلوماسية وإغلاق الباب في وجههم، هذه الدينامية لم تكن لتروق الساعين إلى التزوير والتلاعب في بيانات المرتفقين ونهاية عهد الخدمة الإدارية التقليدية المعتمدة على كثرة الوثائق.
يكفي زائر قنصلية المملكة بتاراغونا التنقل بين فضاءاتها حتى يقف بنفسه على التنظيم المحكم، الذي يطبع سير ، وكذا الهدوء الذي يطبع أروقتها، إذ يحرص الموظفون العاملون على تقديم شروحات ومساعدات لكل مرتفق مرتبك، أو يسأل عن توقيت مباشرة ونهاية العمل القنصلي ، وهو ما يؤكد أن القنصلية تحرص على التطبيق السليم للخدمة الإدارية وجودتها، على مدار الأسبوع. تتبع وتواصل : إكرام شاهين ، منذ أن تقلدها منصب القنصلة العام للمملكة المغربية بتاراغونا، كان لزاما عليها أن تكشف مواطن الضعف ومواطن القوة. ولمباشرة مسلسل الإصلاح، ركزت القنصلية على العنصر البشري، (موظفون) لتشكيل فريق عمل يدخل به مغامرة الإصلاح. وبالفعل كانت الخطوة الأولى التي انطلق بها ، هي التقرب إلى الموظفون لحثهم على العمل والجد والنزاهة والاستقامة والانخراط في الإصلاح.
ولم تنسى المسؤولة الديبلوماسية نوابها و مصلحة تصنيف بطائق الوطنية وضابط الحالة المدنية وعدول وأعوان محليون، لكي تترسخ في أذهانهم فكرة الإصلاح الشامل. ونجحت القنصلية في محاربة سماسرة الذين كانوا يدخلون في ثوب مرتفقين يرغبون في متابعة أغراضهم ، أو الذين كانوا يتخذون من المقاهي المجاورة مقرا لهم، لاصطياد الضحايا والإيقاع في شباكهم.
عين “مملكتنا ” رصدت زيارات مفاجئة للقنصل العام إكرام شاهين ، لبعض المكاتب والممرات من أجل تتبع السير العادي داخل القنصلية، والتأكد من نجاح تجربة محاربة السماسرة والفضوليين، الذين كانوا يتربصون بالمرتفقين، قبل محاصرتهم وقطع الطريق والمنافذ عليهم.
يقال “المؤمن إذا وعد وفى “فقد أوفت القنصل العام المغربية إكرام شاهين بوعودها عبر إنتهاجها مقاربة القرب من أفراد الجالية وجعل أبواب مكتبها مشرعة لمعالجة شكاويهم، طبقا لمبدأ الإنصات الذي يكفل تحقيق النجاعة الديبلوماسية، ويبقى تعميم المنظومتين الإلكترونيتين الخاصتين بتحديد المواعيد “Rendez-vous”، والتمبر الإلكتروني “eTimbre” الخاص بأداء الرسوم القنصلية إلكترونيا الذي سطرته الوزارة خير دليل على أن قنصلية المغرب بتاراغونا بأيادي أمينة تستحق الإشادة والتنويه.
مملكتنا.م.ش.س