أوكايمدن (إقليم الحوز) _ يشكل الارتقاء بالتعليم الأولي لجعله أداة للنجاح والتحصيل تحديا ناجحا للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تولي أهمية قصوى لتعميم التمدرس، خاصة في المناطق القروية.
ومكنت الجهود الكبيرة التي بذلتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار المرحلة الثالثة، من إحداث وإعادة تأهيل عدد كبير من الوحدات بين سنتي 2019 و2023 بإقليم الحوز.
وتروم هذه المؤسسات، التي تندرج في سياق برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلق بـ “تعزيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، وأنجزت في إطار شراكة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، التي تتولى تدبير هذه المؤسسات، تعميم عرض التعليم الأولي على مختلف جماعات الإقليم، لا سيما بالمناطق الجبلية ومكافحة الهدر المدرسي خاصة في صفوف الفتيات.
ويهدف هذا الورش الاجتماعي التربوي أيضا، إلى تعزيز جودة التعليم في مرحلة التعليم الأولي والولوج إلى المدرسة الابتدائية وتحسين ظروف التمدرس للأطفال في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
ومن بين هذه الوحدات الرائدة مؤسسة “بولعظام” للتعليم الأولي الواقعة بجماعة أوكايمدن القروية، التي تشرف على تدبيرها المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، والتي تقدم تعليما عالي الجودة يعتمد على مقاربة بيداغوجية نموذجية.
ومن خلال الأنشطة التفاعلية، يتعرف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 5 سنوات على المفاهيم الأولى المتعلقة بمحيطهم وتنظيم التفكير والتعبير اللغوي والتواصل والسلوك الحسي الحركي، فضلا عن الجوانب الفنية والجمالية لبيئتهم وقواعد وقيم الحياة المشتركة.
وبهذه المناسبة، أوضح زكرياء أجاريف، مؤطر بهذه المدرسة الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من مقر الجماعة القروية، أن “وحدة بولعظام للتعليم الأولي، التي تم إحداثها في إطار المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تتوفر على كل المرافق اللازمة لتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين الذين تزداد أعدادهم بشكل مستمر”.
وأشار إلى أنه “بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتوعية الأسر بأهمية التعليم، ارتفع عدد الأطفال من 18 العام الماضي إلى 26 حاليا”، موضحا أن هذه الوحدة الرائدة تقدم خدماتها للمستفيدين من ثلاث دواوير.
وفي السياق ذاته، أشار رئيس مصلحة برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرابع “تعزيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة” بعمالة إقليم الحوز، الذهبي إدمنصور، إلى أنه تمت إقامة 492 وحدة للتعليم الأولي على مستوى الإقليم بين سنتي 2019 و2023 لتحسين جودة التعليم ومكافحة الهدر المدرسي.
وأضاف أن هذا المشروع يتيح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات الولوج إلى خدمات مؤسسات التعليم الأولي المتاحة للأسر في مختلف جماعات الإقليم، خاصة تلك الموجودة في المناطق الجبلية، مذكرا بأن هذه الوحدات يتم تدبيرها بشراكة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي.
وأشار السيد إدمنصور، إلى أنه تم تأهيل الوحدات المتضررة من زلزال 8 شتنبر 2023 لضمان الدخول المدرسي في أفضل الظروف، وذلك بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والسلطات الإقليمية والمحلية.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع