بني ملال – شهدت جهة بني ملال – خنيفرة، يوم الأحد 6 أكتوبر 2024، حدثاً بارزاً على الصعيد التنظيمي والنسائي، وذلك بانعقاد المجلس الجهوي لمنظمة النساء الحركيات تحت شعار “حركيات رائدات في مغرب التحديات”. استضافت الغرفة الفلاحية بالجهة هذا اللقاء، الذي شكل محطة حاسمة لتعزيز الهيكلة التنظيمية للمنظمة، ومناسبة للنقاش حول القضايا الوطنية المرتبطة بوضعية المرأة المغربية في ظل التحديات الراهنة على المستويات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية.
افتتحت فعاليات الجلسة بآيات من الذكر الحكيم، تلتها لحظات مفعمة بالاعتزاز والفخر خلال عزف النشيد الوطني ونشيد حزب الحركة الشعبية. أضفت هذه الأجواء الوطنية طابعاً مهيباً على اللقاء الذي شهد حضوراً نسائياً متميزاً من مختلف مناطق جهة بني ملال – خنيفرة.
السيدة كنزة أسيد، عضو المكتب التنفيذي لمنظمة النساء الحركيات، كانت أول المتحدثات حيث ألقت الكلمة الترحيبية. أكدت فيها على الدور المحوري الذي يجب أن تضطلع به المرأة المغربية في مواجهة التحديات المتزايدة التي يعرفها المغرب في المرحلة الراهنة. شددت على أهمية تمكين النساء وتعزيز مشاركتهن الفاعلة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكدة على أن النهوض بوضعية المرأة يعتبر أمراً ضرورياً لمواجهة هذه التحديات.
السيدة حليمة عسالي، الرئيسة المؤسسة لمنظمة النساء الحركيات، ألقت كلمة وازنة تناولت فيها تاريخ النساء الحركيات ودورهن الكبير في دعم الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. أكدت على ضرورة استمرار هذا الدور وتعزيزه في المرحلة المقبلة، مشددة على الحاجة إلى مزيد من الدعم لمشاركة المرأة في الحياة السياسية، وتمكينها من الوصول إلى مراكز صنع القرار، وذلك انسجاماً مع التحديات التي يواجهها المغرب على المستوى الوطني والدولي.
السيدة خديجة الكور، رئيسة منظمة النساء الحركيات، ركزت في كلمتها على التحديات الكبيرة التي تواجه المرأة المغربية في الوقت الراهن، لكنها شددت على قدرة النساء على تجاوز تلك الصعاب بروح الجماعة والعمل الجاد. دعت الكور إلى تكثيف الجهود من أجل تعزيز دور النساء في جميع المجالات، مشيرة إلى أن النساء قادرات على إحداث تغييرات حقيقية ومستدامة إذا ما أتيحت لهن الفرصة وتمت تقوية هياكلهن التنظيمية.
السيدة النوري إيمان ألقت كلمة مؤثرة تناولت فيها قضايا الشباب والمرأة معاً، مشددة على أن المرأة والشباب يمثلان عماد المجتمع. أكدت على ضرورة دعم وتمكين هؤلاء الفئتين لضمان إسهامهم الفعال في التنمية الشاملة للبلاد. كما وجهت انتقاداً واضحاً لأداء الحكومة في معالجة قضايا المرأة والشباب، معتبرة أن هناك عجزاً في السياسات الحكومية لدعم هذه الفئات، مما يتطلب حلولاً أكثر فعالية واستراتيجيات واضحة.
بعد هذه المداخلات، شهد اللقاء نقاشات موسعة ومداولات عميقة حول القضايا التنظيمية والوطنية. وقد تكللت هذه النقاشات بانتخابات المجلس الجهوي لمنظمة النساء الحركيات بجهة بني ملال – خنيفرة. وأسفرت هذه الانتخابات عن انتخاب الدكتورة حنان غزيل بالإجماع رئيسة للمكتب الجهوي. وفي كلمتها التي أعقبت إعلان النتائج، عبرت الدكتورة غزيل عن امتنانها لهذه الثقة الكبيرة، مؤكدة عزمها على مواصلة العمل بكل جد واجتهاد لتطوير المنظمة، وتعزيز دور النساء في الحياة السياسية والاجتماعية، كما أكدت على أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف الطموحة التي تصبو إليها المنظمة.
من جهة أخرى، ألقى الدكتور سعيد السرار، البرلماني عن دائرة خريبكة، كلمة دعا فيها إلى ضرورة “خلق روح جديدة” داخل الهياكل الحزبية، مشيراً إلى استعداده لدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الهيكلة الحزبية والتنظيمية على المستوى الوطني.
كما تدخل السيد إبراهيم أوعبا، البرلماني عن دائرة خنيفرة، حيث شدد على ضرورة مواجهة التحديات التي تواجه الجهة، مبرزاً أهمية تفعيل الدور القيادي للنساء في هذا المسار التنموي.
واختتم المجلس الجهوي فعالياته بتقديم برقية ولاء وإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعبيراً عن الامتنان والاعتراف بالجهود الكبيرة التي يبذلها جلالته في دعم حقوق المرأة المغربية وتكريس دورها الحيوي في مختلف المجالات.
هذا اللقاء الهام جاء ليؤكد على أن النساء الحركيات ماضيات في طريق تعزيز المكتسبات المحققة، ودعم المرأة المغربية لمواصلة الريادة في مختلف المجالات، مما يعزز من دورهن الفاعل في تحقيق التنمية المستدامة والنهوض بالمجتمع.
مملكتنا.م.ش.س
